كشفت وثائق مسربة لوزارة الدفاع الأمريكية (بنتاغون) أن جماعة “فاغنر” الروسية العسكرية، اشترت أسلحة من سوريا، في تحول يبرز كيف أدت الحرب في أوكرانيا إلى تعكير صفو تجارة الأسلحة في المنطقة، بحسب صحيفة “فايننشال تايمز“.
وقالت الصحيفة، عبر تقرير صادر في 21 من نيسان الحالي، إن “فاغنر” اشترت ست قاذفات قنابل يدوية من طراز “SPG-9” و180 قنبلة يدوية في سوريا.
وأضاف تقرير “فايننشال تايمز” نقلًا عما قالت إنها وثيقة مسربة “لم تُر من قبل”، أن ممثلي فاغنر “غير متأكدين إلى أين سيرسلون الأسلحة خارج سوريا”.
التقرير سبقه ببضعة أيام، آخر نشرته صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية، يتحدث عن أن ممثلين عن “فاغنر” اجتمعوا مع جهات اتصال تركية، لاستكشاف مشتريات الأسلحة التي من شأنها أن تستخدم دولة مالي الإفريقية كوجهة عبور.
قدمت الصحيفة تفاصيل جديدة حول تلك المناقشات أيضًا، إذ أشارت إلى أن مبعوثي “فاغنر” في أنقرة حاولوا شراء طائرات بدون طيار وأنظمة حرب إلكترونية وأنظمة مضادة للبطاريات ومدفعية “هاوتزر”.
ولم تتقل جميع طلبات مندوبي “فاغنر” الترحيب في أنقرة التي قالت من جانبها إنها لا تستطيع تصدير بعض الأسلحة المطلوبة، مثل مدافع “هاوتزر” وأنظمة البطاريات المضادة لها، وبعض الأسلحة المضادة للطائرات بدون طيار.
يفغيني بريغوزين، الشريك المقرب لفلاديمير بوتين وقائد “فاغنر” قال في وقت سابق، إنه على الرغم من أن مجموعته كانت في طليعة جهود موسكو للسيطرة على مدينة باخموت الأوكرانية، حرم أعضاء المؤسسة العسكرية الروسية قواته من الأسلحة والإمدادات الأخرى.
وتعتبر سوريا من الدول التي شهدت نشاطًا كبيرًا لمرتزقة “فاغنر” الروس، إذ شاركوا بأعمال قتالية مختلفة، واتهموا بارتكاب جرائم ضد الإنسانية فيها بحسب تقارير صدرت خلال فترات زمنية متباعدة.
سوريا هي الدولة الوحيدة التي وثق فيها اشتباك مباشر بين القوات الأمريكية مع مقاتلي “فاجنر” عام 2018، عندما قتل الجيش الأمريكي ما بين 200 إلى 300 مقاتل موال للنظام السوري من بينهم مرتزقة روس، كانوا يحاولون السيطرة على موقع عسكري أمريكي بالقرب من بلدة خشام شرقي دير الزور.
وفي مطلع العام الحالي، صنفت وزارة الخزانة الأمريكية، مجموعة “فاغنر”، المدعومة من الكرملين، على أنها “منظمة إجرامية عابرة للحدود” وفرضت عقوبات على شبكة دعمها في جميع أنحاء العالم.
وتسيطر شركات تابعة لـ”فاغنر” على حقول نفط ومناجم للفوسفات في سوريا، بعدما ساعدت قوات النظام باستعادتها من تنظيم “الدولة الإسلامية”، في تدمر ودير الزور.
وتتهم “فاغنر” بارتكاب جرائم حرب في أوكرانيا وليبيا وجمهورية أفريقيا الوسطى وسوريا، يذكر منها تعذيب وقتل المدني السوري حمادي طه البوطة، في حقل الشاعر النفطي في حمص.