حلم اللقب الأغلى بين شوارع ميلانو

  • 2023/04/23
  • 12:55 م

روي كوستا من ميلان وماركو ماتيراتزي من إنتر خلال توقف مباراة الناديين في دوري أبطال أوروبا بعد إلقاء شماريخ وألعاب نارية - 12 من نيسان 2005 (Reuters)

عروة قنواتي

وصل الموسم في أوروبا إلى مربع كبار الأندية على مستوى “الشامبيونزليج”، الريال والسيتي وقطبي ميلان إنتر وإي سي. “الشامبيونزليج” يشتعل أكثر بعد مغادرة باريس سان جيرمان وتشيلسي وليفربول وبايرن ميونيخ، وإذا ما استثنينا مانشستر سيتي الذي لا يحمل أي نجمة في دوري الأبطال، فإن المنافسة ستكون بين ثلاثة أندية لها 23 لقبًا في المسابقة، ونادٍ يحاول تسجيل اسمه في لائحة الشرف لأول مرة، وبعد أربع مرات وصل فيها للدور نصف النهائي، ومرة واحدة في النهائي دون حصاد الذهب.

من أكبر مفاجآت الموسم الأوروبي الحالي هو وصول قطبي مدينة ميلان إلى نصف نهائي مسابقة دوري أبطال أوروبا، أي أننا على موعد مع ديربي الغضب في “الشامبيونزليج”، وهو الديربي الخامس بين إنتر ميلان وإي سي ميلان في تاريخ لقاء الفريقين عبر البطولة.

أغلب جماهير كرة القدم تشتاق لوصول الميلان مجددًا إلى التألق وإلى الألقاب بعد هزات اقتصادية ورياضية استمرت عقدًا ونيفًا، حتى تمكن البيغ ميلان من تحقيق لقب “الكالتشيو” في الموسم الماضي، وهو حاليًا خلف نابولي على سلم الترتيب، وها هو يعود بعد 16 عامًا إلى نصف نهائي “الشامبيونزليج”، وينافس مَن؟ الغريم التقليدي إنتر ميلان.

بالتأكيد أيًا كانت ألوان القمصان الفائزة في هذا الديربي حمراء أو زرقاء، فإن إيطاليا ضمنت كرسيًا لها في النهائي لمواجهة الفائز من نصف النهائي الثاني، بين ممثل إسبانيا ريال مدريد حامل اللقب، وممثل إنجلترا الباحث عن نجمة تاريخية لأول مرة مانشستر سيتي.

لربما كان نابولي يستحق الوصول على حساب الميلان إلى مربع كبار القارة، ليلاقي خصمًا إيطاليًا أيضًا، هو إنتر ميلان، ويتفوق عليه قاطعًا بطاقة النهائي، وفي النهائي فليكن ما يكن. نابولي الذي يسيطر على صدارة “الكالتشيو” هذا الموسم من دون منازع، وبعد توجيهه الصفعات المتتالية والقاسية على وجوه الخصوم، ومسألة حمل لاعبيه وجمهوره لكأس الدوري الإيطالي مسألة وقت فقط، إلا أن حلم الوصول إلى نهائي “الشامبيونزليج” توقف مع حسم ميلاني بتوقيع الروسونيري لفوز في الذهاب وتعادل في الإياب.

مواسم المنافسة والانكسار الطويلة التي مرت بها جماهير مدينة ميلانو، جعلت أقل المكاسب والتأهل لدوري الأبطال أمرًا مرضيًا في سنوات صعبة عاشها الفريقان، بعد أن كان الإنتر آخر بطل رفع اسم إيطاليا في دوري الأبطال، عندما توّج بذات الأذنين موسم 2009- 2010، بينما يعود آخر تتويج لأصحاب القمصان الحمراء والسوداء لعام 2007، عندما رفعوا نجمة سابعة على القميص وفي خزائن كبير إيطاليا أيام زمان.

صحيح أن ميلان كان بطل الموسم الماضي في “الكالتشيو”، وقبله بسنة واحدة كان خصمه إنتر ميلان هو سيد المسابقة، لكن لم يتوقع أي متابع كروي أن يصل الفريقان للعب ديربي الغضب في نصف النهائي أمام كل المنافسين المستعدين، من بطل المسابقة وسيدها ريال مدريد، أو جرافة الرعب الألمانية بايرن ميونيخ، وطموح النجوم والعمالقة في نادي باريس سان جيرمان ومانشستر سيتي، والخصوم الإنجليز بأنيابهم وثباتهم ضمن إقصائيات دوري الأبطال كما ليفربول وتشيلسي، ولكن..

كرة القدم لا تعترف إلا بالوقائع بعيدًا عن كل الحسابات والإحصائيات، ميلانو تتزين بشوارعها وملعبها الرئيس لاستضافة خامسة بعنوان ديربي الغضب، ومن خلال أربع مواجهات سابقة بين الروسونيري والنيراتزوري، فإن كفة أصحاب القمصان الحمراء (ميلان) منتصرة دائمًا، كما حصل في نصف نهائي 2002- 2003 بعبور الميلان للنهائي وفوزه باللقب على حساب خصم إيطالي كبير هو يوفنتوس.

وكما جرى في ربع نهائي 2004- 2005، حين عبر الميلان إلى نصف نهائي الأبطال بعد توقف مباراة الإياب في الدقيقة 73 للشغب الجماهيري، وإلقاء “الشماريخ” والشعلات النارية وتثبيت فوز ميلان على إنتر بثلاثة أهداف نظيفة.

هذه المرة كل الوجوه اختلفت، وبعض اللاعبين من حقبة الماضي الجميل أضحوا مدربين ومسؤولين وإداريين في الناديين. فهذا قادم إلى مجده الغائب، وهو الثاني على لائحة شرف البطولة بسبعة ألقاب، يريد رفع النجمة الثامنة في سماء ميلانو، والآخر هو من أقفل كتاب ألقاب إيطاليا في دوري الأبطال بعد اعتلائه المنصة الذهبية في موسم 2010. فهل يتابع دربه إلى النهائي ويعود لفتح الكتاب بالعنوان الإيطالي مجددًا؟

مقالات متعلقة

مقالات الرأي

المزيد من مقالات الرأي