تمحورت عشرات الأفلام والمسلسلات الأمريكية حول فكرة المؤامرة على الولايات المتحدة، أو محاولة تنفيذ عمليات إرهابية فيها برعاية وتخطيط من قوى أجنبية (روسيا والصين وغيرهما)، لكن ماذا لو كانت المؤامرة على البلاد قادمة من داخل البيت الأبيض نفسه؟
يدخل عميل متدني الرتبة في مكتب التحقيقات الفيدرالي، ويعمل في البيت الأبيض، ضمن أحداث طويلة لمؤامرة تُكتشف خيوطها شيئًا فشيئًا بعد تلقيه اتصالًا غير متوقع من هاتف خاص بعملاء ملف سري يدعى “Night Action”.
العمل الذي أخرجه خمسة مخرجين (حلقتان لكل مخرج)، يأتي ضمن الإطار العام للمسلسلات والأفلام البوليسية الأمريكية، وهي “الثيمة” نفسها التي يستعملها كتّاب السيناريو ضمن خلطة هي ذاتها تقريبًا مع بعض الاختلافات لتحقيق النجاح.
عميل أمريكي، خارق وذكي ومقاتل حتى النهاية كما في كل مرة، مع مجرم أو مجموعة من المجرمين، يطارد بعضهما بعضًا في شوارع الولايات المتحدة الأمريكية.
لعل الفارق في هذا المسلسل، المكوّن من عشر حلقات، هو أن المؤامرة ليست خارجية، بل من داخل البيض الأبيض، وبتخطيط وتنفيذ أرفع المسؤولين الأمريكيين.
اللافت ومع اكتشاف الفاعل في الحلقة الأخيرة هو الدافع، إذ تخطى هذه المرة فكرة الشر أو الانتقام إلى مستويات أعلى تتعلق بالديمقراطية وحقوق الإنسان والعالم الحر والمصالح العليا للولايات المتحدة الأمريكية، وهو ما يدفع للحديث حول السياسة وأخلاقياتها ومبادئها حتى في أكثر الدول ديمقراطية سواء كانت الولايات المتحدة الأمريكية أم غيرها.
ورغم أن العمل أخفق بطرح جديد في عالم “الأكشن” الأمريكي، فإنه على الأقل قدّم للمشاهدين ممثلة موهوبة تايلندية تدعى هونغ تشاو، احتلت موقعًا مهمًا في العمل.
كما لا تنفي النقاط السابقة الجودة الفنية للعمل نفسه إخراجيًا أو على صعيد السيناريو، وإن لم يكن مفهومًا أو متوقعًا تصرفات بعض الشخصيات في لحظة ما، كما لا تنفي أنه نجح في الحبكة المعهودة لمحبي مثل هذا النوع من الدراما البوليسية القائمة على التشويق.
قد لا يكون العمل بحد ذاته مبدعًا وممتازًا، لكنه عمل جيد قادر على شدّ من يرغب بمتابعته حتى اللحظة الأخيرة.
كتب سيناريو المسلسل مجموعة من الكتّاب، وحصل على تقييم 7.4 على موقع “IMDB“، وهو من بطولة غابرييل باسو ولوتشيان بوكانن وفولا إيفانز- آكينغ بولا.