عنب بلدي – محمد النجار
يقترب المدرب الإسباني بيب جوارديولا مع ناديه مانشستر سيتي الإنجليزي من طرد لعنة الإقصاء من دوري أبطال أوروبا (الشامبيونزليج)، وفك عقدة التتويج بالحلم القاري، بعد 12 عامًا من حمله الكأس “الغالية” مع نادي برشلونة.
حنكة تدريبية يمتلكها جوارديولا تمثلت بفلسفة “التيكي تاكا”، وفرض سيطرة على الساحرة المستديرة فوق الملعب ونسبة استحواذ عالية، مترافقة مع متعة في اللعب، لم تشفع للإسباني بالتتويج بلقب الأبطال منذ 2011، رغم قيادته أقوى أندية أوروبا، بايرن ميونيخ الألماني والسيتي.
أقصى جوارديولا (52 عامًا) مع فريقه السماوي، في 19 من نيسان الحالي، الفريق البافاري من ربع نهائي البطولة، ضاربًا موعدًا مع ريال مدريد الإسباني بنصف النهائي، في مباراة كسر عظم ورد دَين، تعد فرصة وطوق نجاة للفيلسوف، من أجل كتابة لقب غائب عن خزائن السيتي منذ نشأته في 1880 حين كان اسم النادي سينت ماركس.
خطوتان للنهائي.. مباراة كسر عظم
تأهل مانشستر سيتي إلى نصف نهائي أبطال أوروبا على حساب نظيره بايرن ميونيخ الألماني، بعد التعادل بهدف لكل فريق ضمن منافسات إياب دور ربع النهائي، سبقه انتصار في مباراة الذهاب بنتيجة ثلاثة أهداف دون رد.
يواجه السيتي في نصف النهائي فريق ريال مدريد، ملك وسيد البطولة بـ14 لقبًا، الذي وصل بدوره إلى نصف النهائي بعد الفوز على تشيلسي بأربعة أهداف دون رد، في مجموع مواجهتي الذهاب والإياب.
تعد المواجهة بين السيتي والريال تكرارًا لنصف نهائي الموسم الماضي، حيث تمكن الفريق الملكي من الصعود إلى النهائي حينها، بنتيجة ستة أهداف مقابل خمسة في مجموع المباراتين، وحقق اللقب بفوزه في النهائي على ليفربول.
تعتبر المباراة ثالث مواجهة بين ريال مدريد والسيتي في نصف النهائي، وتقام المباراة الأولى على ملعب الريال “سانتياجو بيرنابيو”، في 9 من أيار المقبل، وتُلعب مواجهة العودة على ملعب السيتي “الاتحاد”، في 18 من الشهر نفسه.
إقصاء خلال 12 عامًا
بعد مسيرة حافلة بالألقاب المحلية والأوروبية والعالمية للفيلسوف، أعلن برشلونة الإسباني نهاية رحلة جوارديولا مع الفريق في 2012، بعد أن تولى فرصة قيادة النادي كتجربة أولى في التدريب خلفًا للهولندي فرانك ريكارد في 2008.
ومنذ ظفر جوارديولا مع النادي الكتالوني بلقب أبطال أوروبا عام 2011، لم يحالف المدرب الإسباني الحظ في إضافة لقب البطولة إلى خزينة أرقامه وألقابه، وطاردته لعنة الإقصاء مع ناديي بايرن ميونيخ والسيتي.
تولى الإسباني مهمة تدريب نادي بايرن ميونيخ ابتداء من موسم 2013- 2014 ولغاية 2016 خلفًا للمدرب الألماني بوب هاينكس، تبعها إعلان نادي مانشستر سيتي، في شباط 2016، تعيين جوارديولا مديرًا فنيا للفريق اعتبارًا من موسم 2016- 2017، بديلًا للمدرب التشيلي مانويل بليغريني.
وتوالت سلسلة خروج المدرب من أدوار متقدمة في البطولة القارية، أبرزها حين خرج من النهائي أمام نظيره تشيلسي بنتيجة هدف دون رد موسم 2020- 2021 على ملعب “دراجاو” (التنين) في مدينة بورتو البرتغالية، كما لم يستطع تخطي دور نصف النهائي مع بايرن ميونيخ في ثلاثة مواسم قاده فيها.
فلسفة على البساط الأخضر
يمتلك جوارديولا فلسفة وحنكة تجلّت في أداء الفرق التي درّبها، وفي هزيمة أندية يشرف على تدريبها كبار المدربين في العالم، وكانت أحدث انتصاراته على الألماني توماس توخيل مدرب بايرن، وفرض جوارديولا أسلوبه في مباراتي الذهاب والإياب، ومارس الضغط العالي في ثلث الملعب الأول في منطقة لعب الفريق الألماني، بدءًا من منطقة حارس بايرن يان سومير.
أثبت جوارديولا أنه أفضل من خلف معلمه يوهان كرويف (المدرب الهولندي الراحل) في تطبيق أسلوب اللعب الشامل والتبادل السلس والمتواصل المعروف بأسلوب “تيكي تاكا”، الذي اشتهر به النادي الكتالوني خلال حقبة الهولندي كرويف.
ويرى جوارديولا أن أفضل توازن هو امتلاك الكرة، وإذا امتلكها الفريق طوال الوقت فالتوازن يكون موجودًا برأيه، وأفضل طريقة هي فرض الأسلوب مثلما يفعل حاليًا مع نادي مانشستر سيتي، ويعتبر أن الطريقة الممتعة في اللعب هي الاستحواذ على الكرة.
ويعتمد المدرب على خطة وتكتيك كروي يدعى “المهاجم الوهمي”، الذي يعتمد على مهاجم يلعب متأخرًا من أجل صناعة اللعب، واستخدم هذه الخطة في حسم العديد من المواجهات.
ويركز جوارديولا على الانتشار العرضي والطولي الجيد للاعبين، وخلق مسافات مدروسة بينهم تسمح بتوفير المساندة لحامل الكرة أو فاقدها، والسعي لاختراق خطوط الخصم.
خزينة مليئة بالألقاب
بدأ جوارديولا مشواره التدريبي في موسم 2007- 2008 مع فريق برشلونة “ب”، ومن ثم تسلّم تدريب الفريق الكتالوني الأول خلال الفترة من 2008 إلى 2012، وانتقل بعدها ليدرب فريق بايرن ميونيخ لثلاث سنوات، ويدرب فريق مانشستر سيتي حاليًا.
أبرز إنجازات جوارديولا مع الفرق الثلاثة هي: بطولة الليجا الإسبانية مع نادي برشلونة ثلاث مرات، وكأس ملك إسبانيا مرتين، ولقب دوري أبطال أوروبا مرتين، وكأس السوبر الأوروبي مرتين، وكأس العالم للأندية مرتين.
ومع فريق بايرن ميونيخ، حقّق جوارديولا بطولة الدوري الألماني للدرجة الأولى ثلاث مرات متتالية، وكأس ألمانيا مرتين، وكأس السوبر الأوروبي مرة، وكأس العالم للأندية مرة.
وحقّق مع فريق مانشستر سيتي بطولة الدوري الإنجليزي الممتاز أربع مرات، وكأس الرابطة الإنجليزية أربع مرات، وكأس الاتحاد الإنجليزي مرة واحدة، وبطولة درع الاتحاد الإنجليزي مرتين.
وحقّق الإسباني خلال مشواره التدريبي لثلاثة أندية عديدًا من الجوائز الشخصية على المستويات العالمية والقارية والمحلية أبرزها:
جائزة أفضل مدرب في العالم مرتين عامي 2009 و2011، وجائزة أفضل مدرب في إسبانيا مرتين عامي 2009 و2010، وجائزة أفضل مدرب أوروبي مرتين في موسمي 2011 و2012، وجائزة أفضل مدرب في الدوري الإنجليزي الممتاز مرة واحدة في موسم 2018.