“كراج” نقل جامعيي إدلب لا يحل مشكلة طلاب شمالي وشمال شرقي المدينة
عنب بلدي – أنس الخولي
أنشأت المؤسسة العامة للنقل التابعة لحكومة “الإنقاذ” العاملة في إدلب “كراجًا” جديدًا بالقرب من ساحة كليتي الطب البشري والتربية في الطرف الغربي من المدينة، لتسهيل التنقلات لطلبة جامعة “إدلب”.
“كراج” كان حلًا جزئيًا لطلاب يقطنون مناطق غربي وشمال غربي إدلب، لكن لا تزال صعوبات التنقل حاضرة لجامعيين يقطنون في مناطق ومدن وبلدات شمالي وشمال شرقي المدينة.
وترافق القرار بشكوى من طلاب لا يقطنون في المدن التي تصلها خطوط “الكراج” الجديد، وانتقادات بأن الفائدة لا تشمل جميع الطلاب، وأن القرار “غير مدروس وظالم ومجحف بحقهم”.
وتنتشر كليات وجامعات ومعاهد الدراسة في مناطق متفرقة من مدينة إدلب، يتركز معظمها في القسم الغربي والشمالي من المدينة، ويضطر معظم الطلاب للذهاب إلى “الكراج المركزي” في طرف المدينة الشرقي مشيًا أو بحافلات نقل داخلي، ومن ثم التوجه إلى مدنهم وقراهم خارج إدلب.
“كراج” بـ13 خطًا
أحدثت مديرية النقل الداخلي في “الإنقاذ” كراج نقل داخلي، في 9 من نيسان الحالي، بالقرب من كلية التربية لنقل الطلاب من مدينة إدلب باتجاه المناطق الغربية والشمالية الغربية من المحافظة كحارم وسلقين ودركوش، دون أن يؤمّن تنقلات الطلاب باتجاه المناطق الشمالية والشمالية الشرقية، كسرمدا والدانا والقرى والبلدات القريبة منها.
مسؤول قسم الدراسات والتطوير في النقل الداخلي، حسان الشاطر، قال في تصريح لعنب بلدي، إن المديرية أحدثت “الكراج” بهدف خدمة طلاب الجامعات، وتسهيل حركة تنقلاتهم، وتخفيف الضغط والازدحام عن “كراج إدلب المركزي”، الذي يقع في الطرف الشرقي من المدينة.
وأوضح الشاطر أن عدد المركبات الكلي في “الكراج” يبلغ 325 مركبة، ويستوعب 100 مركبة، ويخدم دائرتي سلقين وجسر الشغور من خلال 13 خطًا، تنطلق منه الرحلات ذهابًا وإيابًا وهي:
إدلب- دركوش، إدلب- حارم، إدلب- كفر تخاريم، إدلب- سلقين، إدلب- حفسرجة، إدلب- المرج الأخضر، الملند- دركوش- إدلب، كنيسة بني عز- إدلب، البشيرية- إدلب، كنيسة نخلة- إدلب، جانودية- إدلب- دركوش، الحمامة- دركوش- إدلب، عزمارين- إدلب.
وتبدأ أجور النقل للراكب الواحد من عشر ليرات، وتزداد تدريجيًا بحسب طول المسافة المقطوعة والوجهة المقصودة.
شكوى ورحلات يومية متعبة
تشتكي طالبة كلية الصيدلة في إدلب هدى صادق (24 عامًا) من صعوبات التنقل من مكان إقامتها في الدانا إلى جامعتها في إدلب، وتستغرق رحلة الوصول من وإلى الجامعة ساعة ونصفًا في أحسن الأحوال، وتعاني تأخر الوصول إلى الجامعة إلى ما بعد الساعة 08:30 صباحًا، والتأخر في العودة للمنزل إلى ما قبل المغرب بقليل.
ويعاني طلاب جامعة “إدلب” صعوبات التنقل بشكل عام، ازدادت في شهر رمضان، خاصة الطلاب المقيمين في المدن والقرى البعيدة نسبيًا عن المدينة.
قالت هدى، إنها تخرج من المنزل الساعة السابعة صباحًا إلى أقرب “كراج” للحافلات، وبعد انتظار لدقائق ليست قليلة، تنطلق الحافلة إلى سرمدا ومنها إلى مدينة إدلب، ويستغرق زمن الوصول إلى إدلب ساعة في أحسن الأحوال.
وأضافت الطالبة أن الأمر لا يتوقف عند انتظار انطلاق الحافلة من سرمدا، بل أيضًا تتوقف الحافلة مرات عدة في الطريق لنزول أو صعود الركاب، ما يزيد من تأخير الوصول، يضاف إليه الازدحام الشديد في الحافلة.
بعد الوصول إلى مدينة إدلب، تستقل هدى وغيرها من الطلاب حافلة أخرى للنقل الداخلي في المدينة، ويستغرق زمن وصول الحافلة من “الكراج المركزي” إلى الجامعة نصف ساعة تقريبًا، فضلًا عن زمن انتظار انطلاق الحافلة، ما يعني الوصول المتأخر عن المحاضرة الأولى التي تبدأ الساعة الثامنة صباحًا.
من جهته، محمد عبيد (22 عامًا)، طالب في كلية التربية يقيم في سرمدا، قال لعنب بلدي، إن محاضرات في بعض الكليات تنتهي عند الساعة الرابعة عصرًا، وينتظر الطلاب الحافلة لنقلهم إلى “الكراج المركزي” مدة نصف ساعة أحيانًا، ويستغرق زمن الوصول إلى “الكراج” حوالي نصف ساعة أيضًا.
بعد الوصول إلى “الكراج المركزي”، يستقل الطلاب الحافلة إلى سرمدا التي تستغرق بدورها ساعة للوصول، وتكون الساعة بحدود السادسة مساء، يليها الذهاب مشيًا على الأقدام من موقف الحافلة في سرمدا إلى المنزل والوصول قبيل المغرب بدقائق.
الزلزال فاقم أزمة النقل
هبة السالم (21 عامًا)، طالبة في كلية الهندسة بإدلب وتقيم في سلقين، قالت لعنب بلدي، إن الطلاب من خارج المدينة اعتادوا استئجار منازل والسكن قرب الجامعة، لتجنب صعوبات التنقل إلى بلداتهم وقراهم، وخصوصًا في الأفرع العملية التي تتطلب دوامًا كاملًا.
ولفتت هبة في حديث لعنب بلدي إلى أن الزلزال المدمر الذي ضرب المنطقة في 6 من شباط الماضي، خلق شعورًا لدى الطلاب وبشكل مضاعف لدى الأهالي بعدم الأمان حيال بقاء أبنائهم وبناتهم بعيدًا عنهم، لذلك فضّل عدد من الأهالي عدم السماح لأبنائهم بالسكن بعيدًا عنهم لحين انتهاء الفصل الدراسي الحالي على الأقل.
بدوره، قال حسام العباس لعنب بلدي، وهو طالب في كلية الهندسة الزراعية بإدلب، إن أغلب الطلاب كانوا يقيمون في مدينة إدلب في الفصل الدراسي الأول، ولكن بعد حدوث الزلزال، ترك عدد كبير منهم المنازل التي كانوا يستأجرونها للسكن، بسبب تضرر أهاليهم بالزلزال، ولم يعودوا للسكن في المدينة ريثما تتحسن أحوال أهاليهم وتستقر الأوضاع.
مصطفى عبيد طالب في جامعة “إدلب”، ويقيم في قرية كفر يحمول شمالي المدينة، قال لعنب بلدي، إن طلاب الجامعات في الأعوام السابقة لم يواجهوا مشكلات كبيرة في التنقل، إذ كان الطلاب يتعاقدون مع حافلات لنقلهم من منازلهم باتجاه الجامعة، وتعيدهم بعد انتهاء الدوام، لكن مشكلة النقل تفاقمت بعد قرار سابق لمديرية النقل في حكومة “الإنقاذ” بإيقاف عقود تلك الحافلات.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :