“واشنطن بوست”: أوكرانيا خططت مع “قسد” لضرب روسيا في سوريا
قالت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية، إن وثيقة مسربة أظهرت تخطيط أوكرانيا لهجمات على القوات الروسية في سوريا، بمساعدة “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) وفق تقرير نشرته، الخميس 20 من نيسان.
وذكرت الصحيفة، أن مديرية المخابرات العسكرية الأوكرانية، خططت لشن ضربات على القوات الروسية ومرتزقة “فاجنر” في سوريا، في الشتاء الماضي، قبل أن يأمر الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، بوقف العمليات.
واستندت الصحيفة في تقريرها على وثيقة استخباراتية أمريكية مسربة وصفتها بأنها “سرية للغاية”.
وجاء في الوثيقة أن الضباط الأوكرانيين دربوا عناصر من “قسد” المدعومة من واشنطن، على ضرب أهداف روسية والقيام بأنشطة “عمل مباشر” غير محددة، وهجمات بواسطة طائرات من دون طيار.
وسعت “قسد” إلى التدريب وضمان أن دورها سيبقى سرًا، ومنعت شن ضربات على مواقع روسية في المناطق الكردية، وفق الوثيقة.
ونصت الوثيقة على أن ضباط أوكرانيين فضلوا ضرب القوات الروسية باستخدام طائرات من دون طيار وبدء ضربات “صغيرة” ، أو ربما قصر ضرباتهم على قوات مجموعة “مرتزقة فاجنر” فقط.
وجاء في الوثيقة أن ساحة المعركة السورية “توفر خيارات الإنكار” لأوكرانيا ، لأنها يمكن أن تهاجم المواقع الروسية التي سبق أن ضربتها المعارضة السورية، وتشن هجمات من المعارضة أو حتى المناطق التي يسيطر عليها النظام، وتنسب الهجمات إلى الجماعات غير الحكومية “الأمامية أو المنحلة أو النشطة”.
وأمر زيلينسكي بوقف التخطيط في كانون الأول 2022، لكن الوثيقة المسربة، بناءً على المعلومات الاستخبارية التي تم جمعها اعتبارًا من 23 من كانون الثاني 2022 ، توضح بالتفصيل كيفية تقدم التخطيط وكيف يمكن أن تستمر هذه الحملة إذا أعادت أوكرانيا إحيائها.
في 29 من كانون الأول 2022، أوقف زيلينسكي التخطيط دون معرفة الأسباب الدقيقة، مع ترجيح لعدة أسباب، هي الضغط الأمريكي، أو الإمداد المحدود للطائرات بدون طيار في أوكرانيا، أو الشكوك حول ما إذا كانت الهجمات يمكن أن تنجح في سوريا.
بمعرفة “تركيا وأمريكا”
وتقول الوثيقة إنه من غير المرجح أن تحيي كييف الخطط أو “تفرض تكاليف كبيرة على روسيا في سوريا” دون دعم من الولايات المتحدة وتركيا.
وفي حال استمرت أوكرانيا بالفعل، فقد “تستدعي الهجمات ردًا روسيًا يستهدف المصالح الأمريكية في المنطقة إذا نُسب دعم العملية إلى الولايات المتحدة”.
وبحسب الوثيقة، كانت تركيا على علم بالتخطيط، وسعى المسؤولون الأتراك إلى “تجنب رد فعل محتمل”.
واقترحت تركيا أن تشن أوكرانيا هجماتها من المناطق الكردية (شمال شرقي سوريا) بدلًا من شمال غربي سوريا، حيث توجد قوات مدعومة من أنقرة، بحسب الوثيقة.
ولفتت الصحيفة إلى أن إدخال ساحة معركة جديدة على بعد آلاف الأميال من الحرب في أوكرانيا، يبرز التصميم على فرض تكاليف وخسائر على روسيا ومجموعتها شبه العسكرية “فاجنر”، التي تنشط في سوريا، وربما تجبر موسكو على إعادة نشر الموارد من أوكرانيا.
الزميل في مركز أبحاث “Century International”، آرون لوند، قال للصحيفة، إن الهجمات على القوات الروسية في سوريا “قد ترفع مستوى التهديد إلى النقطة التي يحتاج فيها الروس إلى استدعاء تعزيزات”، الأمر الذي قد يساعد في عودة المجهود الحربي في أوكرانيا.
نفي وعدم تعليق
قوبل التقرير الذي استند على الوثيقة بنفي من “قوات سوريا الديمقراطية”، وعدم تعليق من تركيا وأوكرانيا.
ورفض رئيس المديرية الرئيسية للاستخبارات في أوكرانيا، اللواء كيريلو بودانوف، التعليق على التقرير الذي نشرته الصحيفة.
من جهته قال المتحدث باسم “قسد”، فرهاد شامي، إن “قوات سوريا الديمقراطية” لم تكن طرفًا في الحرب الروسية الأوكرانية، نافيًا صحة الوثائق المسربة.
ولم ترد وزارة الخارجية والسفارة التركية في الولايات المتحدة على طلبات الصحيفة للتعليق عن الموضوع.
مسؤول أمريكي سابق عمل في المنطقة، (لم تذكر الصحيفة الأمريكية اسمه)، قال إن هدف تركيا في المنطقة هو القضاء على القدرة العسكرية وقيادة “قوات سوريا الديمقراطية”.
وأضاف أنه “إذا تم الترحيب بتركيا بمثل هذه الخطة، فسيكون من مصلحتهم إغراء تحالف أوكرانيا و(قسد) لجذب غضب روسيا”.
ثماني سنوات على التدخل
تدخلت روسيا عسكريًا في سوريا في 30 من أيلول 2015، وقلبت موازين القوى المسيطرة ميدانيًا، بعد فقدان النظام السوري مساحات واسعة من الجغرافيا السورية.
وتسبب التدخل الروسي بمقتل ستة آلاف و943 مدنيًا، بينهم ألفان و44 طفلًا، وفق بيانات “الشبكة السورية لحقوق الإنسان”، وحققت موسكو مكاسب على مستويات مختلفة، بعدما أجرت أكثر من 100 ألف طلعة جوية أنعشت سيطرة النظام على الأرض، كما استخدمت وجرّبت 320 نوعًا من أكثر الأسلحة الروسية في سوريا، حتى تموز 2021.
ويستمر غزو روسيا لأوكرانيا منذ 24 من شباط 2022، دون أن يحقق الأهداف المرجوة لإدارة الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، ولا يزال الصراع قائمًا في المدن الأوكرانية، وسط خسائر لروسيا وأوكرانيا منذ بدء الغزو، بالتزامن مع دعم غربي لأوكرانيا.
اقرأ أيضًا: هيمنة عسكرية وسيطرة اقتصادية.. روسيا.. “السبع العجاف” في سوريا
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :