لقبت المعركة التي أطلقتها قوات النظام بدعم إيراني للسيطرة على بلدة بصر الحرير في مثل هذا اليوم من عام 2015 بـ”معركة الأفغان”، بسبب الأعداد الكبيرة للمقاتلين الأجانب المنخرطين في صفوف الميليشيات الإيرانية، التي هاجمت المنطقة حينها.
الذكرى الثامنة للمعركة تحل اليوم، عندما حاول النظام، في 20 من نيسان 2015، تطويق بصر الحرير بريف درعا الشرقي، لمحاصرة منطقة اللجاة وعزلها عن بقية أرياف المحافظة، وفتح خط إمداد يربط مدينة إزرع معقل الفرقة “الخامسة” بمحافظة السويداء.
على لسان مقاتلين فيها
كان أبو مجاهد الحريري، أحد قياديي فرقة “عامود حوران” المعارضة، والتي كانت فصيلًا أساسيًا خلال المعارك الدفاعية عن المنطقة، وقال لعنب بلدي إن المعركة أشرفت عليها قوات من نخبة المليشيات الإيرانية، من بينهم مرتزقة أفغان.
وبدأت خطة النظام والقوات الرديفة به (غير نظامية) بالتسلل ليلًا إلى محيط بصر الحرير من جميع الجهات، وشرعت بقطع الطرقات المؤدية إليها من جهة اللجاة.
وأضاف الحريري أن فصائل المعارضة بدأت حينها بالدفاع عن البلدة قبل تمركز قوات النظام في محيطها، إذ توافدات المؤازرات من اللجاه والريف الشرقي لدرعا ومن قرى حوران القريبة.
وعقب ساعات من الصدام خسر الطرفان العديد من المقاتلين، ليتبين لاحقًا بعد انتهاء المعركة من خلال الجثث والأسرى أن معظم القوات المهاجمة كانت لميليشيات يمل مقاتلوها جنسيات إيرانية وأفغانية.
هاني العليان، قيادي آخر سابق لفصيل محلي بمدينة بصر الحرير، قال لعنب بلدي إن أبناء المنطقة تفاجؤوا بتسلل وتمركز قوات النظام ليلًا في نقاط متقدمة محيطة بالمدينة، ومع بزوغ فجر 20 نيسان بدأت المعارك تشتد، وانتهت بعد ساعات بفشل الهجوم وتراجع القوات المهاجمة إلى مواقعها التي جاءت منها.
وأضاف أن عمليات تفتيش الأسرى وجثث القتلى من القوات المهاجمة، أظهرت حينها أن معظمهم كانوا غير سوريين، وخلال التحقيق معهم أدعوا أنهم لا يعلمون المنطقة التي يقاتلون فيها، ولا الجهة التي يهاجمونها.
فصائل المعارضة أعادت، بحسب القياديين الذين تحدثت إليهما عنب بلدي، الأسرى إلى قوات النظام، وفق عمليات تبادل بين الجانبين.
محاولات متكررة
مطلع 2012 اقتحمت المعارضة مدينة بصر الحرير واستطاعت السيطرة عليها بعد معارك امتدت لعدة أشهر، وصارت تعرف المدينة لاحقًا بكونها أحد أبرز معاقل المعارضة في الجنوب السوري.
وشكلت السيطرة على بصر الحرير خسارة استراتيجة للنظام السوري لأن البلدة تقطع طريق السويداء- إزرع، حيث قيادة “الفرقة الخامسة” التابعة للجيش السوري.
وكون المنطقة تعتبر حصنًا لم تتمكن قوات النظام من التقدم فيه خلال السنوات اللاحقة، لم يهدأ القصف الذي طال أحيائها، طوال فترة سيطرة المعارضة على المدينة، حتى أطلق على البلدة “مقبرة الدبابات” و”عامود حوران” بحسب القياديين السابقين.
وفي حزيران عام 2018، كانت بلدة بصر الحرير مفتاح محافظتي درعا والقنيطرة إذ اعتبرت البلدة خط الدفاع الأول عن مناطق سيطرة المعارضة في الجنوب السوري.
وبقيت 18 يومًا في مواجهة هجوم النظام المدعوم من روسيا جوًا، وإيران برًا، إلا أن دقة الصواريخ الروسية وقدرتها على الرصد دمرت الخطوط الأمامية للمعارضة، وأجبرت قواتها على الانسحاب.
وفي تموز 2018، انتهت المعارك بـ”تسوية شاملة” برعاية روسية، سيطر بموجبها النظام السوري على الجنوب السوري بشكل كامل.
شارك في إعداد هذه المادة مراسل عنب بلدي في درعا حليم محمد