جريدة عنب بلدي – العدد 51 – الاثنين – 11-2-2013
لابد وأن الثورة في مرحلة مهمة جدًا وحساسة، بعد أن أضحت كثيرٌ من المدن والبلدات محررةً بشكلٍ كاملٍ أو شبه كامل من نظام الأسد، وباتت تخضع لسلطة الثوار بشكل رئيسي، وهذا ما يعد التحدي الأبرز للسوريين في إدارة شؤونهم ومؤسسات مدنهم.
لاشك وأننا جميعا كثوار نسعى إلى خدمة بلدنا وبنائه على النحو الأمثل، وهذه هي النقطة الأهم التي تجمعنا وتوحدنا وكانت سبب الشرارة الأولى لانطلاق ثورتنا. ولكن الطريق الذي نسلكه في سبيل ذلك هو الذي يفرقنا.
لاننكر أننا فقراء جدًا من حيث التجارب ونحتاج إلى العشرات منها حتى نتمكن من الوصول إلى صيغة العمل الجماعي الصحيح الناجح.
لعل أهم المعوقات التي تواجهنا أن الظروف أجبرت الناشط في بداية الثورة على الانخراط في كل مجالات الثورة (الإعلامية والإغاثية والطبية والجيش الحر ….الخ)
وعندما تقدمت الثورة وأصبحت المتطلبات أكبر بكثير ولا يمكن للناشط أن يغطي كل تلك المتطلبات لوحده أصبح صار لابد من فصل المهام، وأضحى التخصص مطلبًا ملحًا وضروريًا لضمان سير العمل على أكمل وجه، وبالتالي الإبداع كل في تخصصه، ومن هنا نشأت بعض العقليات الثورية الشمولية التي تريد أن تستأثر بكل شيء، وأن تبقى على اطلاع بكل شيء. لا يمكننا التساهل في هذه الجزئيات التي ستصبح أمراضًا سارية فيما لو تم التغاضي عنها. لابد للبناء أن يقوم على أساسات متينة حتى نضمن صموده في وجه الكوارث الطبيعة أو المصطنعة.