تجنبت تفاصيل حول "التسوية الشاملة" و"المصالحة الوطنية"
كيف تعاملت الصحف السورية الرسمية مع زيارة وزير الخارجية السعودي
تحدثت الصحف الحكومية السورية عن زيارة وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان إلى دمشق ولقائه برئيس النظام السوري بشار الأسد.
وانحصرت التغطيات التي نفذتها وسائل الإعلام بين الشقين الاقتصادي والسياسي، وبغياب لأي تحليلات معمّقة أو أي تسريبات إعلامية.
مواد متشابهة لصحف النظام
رصدت عنب بلدي عددًا من المواد الصحفية والإخبارية المنشورة عبر الصحف الرسمية السورية.
الصحافة الرسمية السورية احتفت بعودة العلاقات، وتناولت بشكل مقتضب التأثيرات المحتملة، دون التطرق إلى تحليل مضمون الخبر الذي تناقلته الصحافة الخارجية نقلًا عن وكالة الأنباء السعودية، فيما مناقشة يخص “التسوية الشاملة”، والمصالحة الوطنية في سوريا خلال لقاء الأسد مع الوزير السعودي.
وكالة “سانا”.. خبر عابر وتسجيل مصور
اكتفت وكالة الأنباء السورية الرسمية “سانا” بنشر خبر استقبال الأسد لفيصل بن فرحان، ضمن صياغة عامة يبدو أنها وُزعت على وسائل الإعلام الحكومية.
وتضمن الخبر الذي نشرته “سانا” تسجيلًا مصورًا يظهر الاستقبال والوادع.
البعث.. تقرير واحد مكرر وارتياح غير مباشر
نشرت صحيفة “البعث” الناطقة باسم الحزب الحاكم، أمس الثلاثاء 18 من نيسان. عبر موقعها الإلكتروني تقريرًا عن الزيارة.
لم يخرج التقرير المنشور عن التصريحات الرسمية التي خرجت من كلا الطرفين بعد لقاء الأمس، ثم عادت الصحيفة لتنشر التقرير ذاته في الصفحة الأولى للعدد الورقي الصادر اليوم الأربعاء 19 من نيسان.
لكن اللافت أن الصحيفة نقلت عبر موقعها الإلكتروني عن ما أسمته “شخصيات سياسية روسية”، أن الزيارة هي نتيجة “انتصار سوريا على الإرهاب الدولي”.
وقال رئيس نائب رئيس رابطة الدبلوماسيين الروس أندريه بوكلانوف، إن روسيا مرتاحة للتطورات الإيجابية الجارية بشأن عودة العلاقات السورية العربية.
فيما اعتبر البروفيسور في معهد موسكو الحكومي للعلاقات الدولية (تابع لوزارة الخارجية الروسية)، أن “التغييرات الدولية الحاصلة اليوم في العالم كانت بالدرجة الأولى نتيجة الانتصارات التي حققتها سوريا على الإرهاب الدولي”.
ويروّج النظام السوري باستمرار لانتصاره في الحرب على الإرهاب، وسبق له مهاجمة دول عربية عدّة.
واعتبر الأسد في لقاء مع وفد برلماني موريتاني عام 2017، أن “العرب الذي دعموا ومولوا الإرهاب في سوريا لا يشكلون شيئًا أمام الغالبية الساحقة من الشعوب العربية التي تقف مع السوريين”.
وفي لقاء مع قناة “T.G 5” الإيطالية في عام 2016، اتهم الأسد السعودية وقطر بتمويل الإرهاب في سوريا وتنظيمات تحمل أفكارًا وهابية.
تفاؤل اقتصادي في صحيفة “تشرين”
نشرت صحيفة “تشرين” الحكومية اليوم الأربعاء، 19 من نيسان، تقريرًا تناول انعكاس ما اعتبرته “انفراجًا في العلاقات السورية- السعودية” على الاقتصاد.
ونقلت الصحيفة عن اقتصاديين وأصحاب فعاليات اقتصادية في مناطق النظام السوري، رؤيتهم لكيفية انعكاس تحسن العلاقات السياسية على الواقع الاقتصادي.
وركز التقرير على أن الانعكاس الإيجابي قد يؤدي لانخفاض الأسعار واستيراد سلع ضرورية، وكذلك تصدير منتجات غذائية إلى السعودية.
كما نشرت “تشرين” أمس الثلاثاء، 18 من نيسان، التقرير نفسه الذي نشرته “البعث” دون تغيير.
ويُعاني الاقتصاد في مناطق النظام السوري من أزمة خانقة، ازدادت بعد الزلزال الذي ضرب مدنًا سورية في 6 من شباط الماضي.
كما تشهد مناطق سيطرة النظام فجوة بين الرواتب والأجور الشهرية للعاملين، ومتطلبات الحياة، مع عدم القدرة على تحسين الدخل، وتغيير أولويات وثقافة الاستهلاك.
وحلّت سوريا في المركز الـ18 من أصل 117 بلدًا في مؤشر معدل فقر العاملين، بحسب تصنيف “منظمة العمل الدولية” لعام 2022، كما صُنفت إنتاجية العمل في سوريا بالمركز 149 من أصل 185 بلدًا، ما يشير إلى ضعف الإنتاجية.
في 14 من آذار الماضي، قال برنامج الأغذية العالمي (WFP) التابع للأمم المتحدة، إن متوسط الأجر الشهري في سوريا يغطي حاليًا نحو ربع الاحتياجات الغذائية للأسرة فقط، وإن حوالي 12.1 مليون شخص في سوريا، أي أكثر من نصف عدد السكان، يعانون انعدام الأمن الغذائي.
الثورة تقرير خبري ومقال رأي
اعتمدت صحيفة “الثورة” التقرير ذاته الذي نشرته صحيفتا “البعث” و”تشرين”، بصيغة تحريرية مغايرة ضمن الخطاب العام نفسه.
ونشرت الصحيفة مقال رأي للكاتب عبد الرحيم أحمد، سبق وصول وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان بساعات.
وبحسب رأي الكاتب، فإن النظام السوري يولي اهتمامًا بعودة العلاقات الثنائية مع الدول العربية التي أبدت الرغبة في ذلك.
فيصل بن فرحان في دمشق
واستقبل رئيس النظام السوري بشار الأسد وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان في العاصمة السورية دمشق، أمس الثلاثاء 18 من نيسان.
وقالت وكالة الأنباء السعودية الرسمية (واس) إن الجانبين بحثا “الخطوات اللازمة لتحقيق تسوية سياسية شاملة للأزمة السورية تنهي كافة تداعياتها، وتحقق المصالحة الوطنية”.
وتعدّ هذه الزيارة الأولى لوزير خارجية سعودي منذ 12 عامًا.
وسبق أن زار وزير الخارجية السوري، فيصل المقداد، مدينة جدة السعودية، في إطار دعوة رسمية تلقاها من نظيره ابن فرحان، في 12 من نيسان الحالي، في زيارة هي الأولى من نوعها منذ بدء الثورة السورية عام 2011.
وشهد الخطاب السعودي تجاه النظام السوري تغيرًا منذ مطلع العام الحالي، برزت ملامحه بشكل أكبر منذ حدوث الزلزال الذي ضرب سوريا وتركيا، بينما تسارعت خطوات التقارب خلال آذار الماضي.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :