محمد شركس.. تسعة عشر شهرًا في المعتقل… ولا زال

  • 2013/02/11
  • 12:40 م

 

لم يستطع رجال الأمن معرفة الاسم الحقيقي لـ «أبو عدنان» الذي كان يشعل فتيل المظاهرات في داريا ويقودها بهتافاته، فكثيرًا ما سئل عن اسمه في المعتقلات وحقق مع كثيرين لأجل الوصول إلى اسمه الحقيقي، فصورته معروفة بالنسبة لفرع المخابرات الجوية لكن اسمه ظل عصيًا عليهم مدة من الزمن إلى أن عرف أخيرًا، ثم وقع في أيديهم مصادفة عقب مظاهرات جمعة «إرحل» في تموز 2011.

((هي داريا…. ها..ها))، عبارة صدح بها صوت محمد شركس (أبو عدنان) عاليًا في أولى المظاهرات خرجت في المدينة، فكانت صيحته تلك شعارًا لثوار داريا منذ ذلك الحين. كان يخرج متلحفًا العلم السوري على كتفيه ويهتف بأعلى صوته (المبحوح) «حرية.. حرية» و «الشعب السوري ما بينذل» فكان هتافه يمدهم بحماسة كبيرة. يقول أحد أصدقائه: «لقد رأيته خارجًا في ذلك اليوم من مسجد أنس مغطيًا كتفيه بالعلم السوري والكل من حوله يتعقبونه بأنظارهم، كنا نريد أن نرى كيف سيقوم هذا الشاب بإشعال أول مظاهرة في داريا»

محمد شركس كان ثورة بحد ذاته، شارك في تنظيم المظاهرات وشجع الناس على التظاهر. وكان له العديد من المواقف الرائعة والجريئة، كما شارك في جلسات الحوار التي نظمها النظام في بداية الثورة في المركز الثقافي في المدينة، وكان يوجه رسائله مباشرة أثناء تلك الجلسات إلى النظام مطالبًا بالإفراج عن المعتقلين ومنح الحريات واحترام الإنسان السوري. كما عمل أبو عدنان على نقل المظاهرات إلى خارج المدينة كما يقول أحد أصدقائه: «التقينا به في صباح أحد الجمع بمنزل أبو النور (الشهيد محمد قريطم) الله يرحمه، وقال لنا (بدنا ننزل نشعلها بنهر عيشة)، كنا يومها خمس شباب فقط، اعتقدنا حينها أنّ هنالك شبابًا غيرنا في نهر عيشة، وأن أبو عدنان نسق معهم للحشد للمظاهرة. ركبنا السيارة وتوجهنا إلى هناك، وكان عناصر الأمن والشبيحة على بعد 100 متر من مسجد علي بن أبي طالب، وعند انتهاء صلاة الجمعة وقفنا ننتظر أحدًا من الشباب ليبدأ المظاهرة، إلى أن جاء أبو عدنان وقال: جاهزين شباب؟ وهتف (تكبييييير….) بدأت المظاهرة بنا نحن الخمسة فقط، وبقي عددنا كما هو لبضع دقائق إلى أن تشجعت العالم واقتربت وانضمت إلى المظاهرة، لتكبر ويزداد عدد المشاركين فيها، وكانت تلك أول مظاهرة تخرج في نهر عيشة.»

محمد شركس (أبو عدنان) من مواليد 1986، طالب في السنة الثالثة بكلية هندسة الميكانيك.. من سكان مدينة داريا، متفائل، شجاع، لا يعرف اليأس، وقلبه لا يعرف الخوف،..

كان يحمل على الأكتاف وينشد الأهازيج الثورية، وإلى جانبه أصدقاؤه الذين أصبح بعضهم في عداد الشهداء… أبو النور.. أبو يزن والكثير غيرهم..

اعتقل أبو عدنان يوم الجمعة 1 تموز 2011 بعد مشاركته في المظاهرة التي خرجت في ذلك اليوم في «جمعة ارحل» حين لاحق عناصر الأمن السيارة التي كان يركبها هو والشهيد محمد قريطم وشابين آخرين. واستطاع الشهيد محمد قريطم الهروب، فيما اعتقل أبو عدنان مع صديقيه، وما يزال إلى الآن يقبع في ظلمات المعتقل. أمضى أشهرًا منها في منفردات المخابرات الجوية كما أخبر بعض المفرج عنهم. وشوهد آخر مرة في سجن صيدنايا العسكري بتاريخ 16 تشرين الأول 2012.

 

مقالات متعلقة

معتقلون وسجون

المزيد من معتقلون وسجون