الاشتباكات تتواصل في السودان رغم الإعلان عن هدنة

  • 2023/04/18
  • 1:35 م
جنود سودانيون في قوات الدعم السريع 2023 (ميدل إيست آي)

جنود سودانيون في قوات الدعم السريع 2023 (ميدل إيست آي)

تستمر الاشتباكات بين قوات من الجيش السوداني و”قوات الدعم السريع” في شوارع العاصمة السودانية الخرطوم.

ورغم الإعلان عن هدنة بين الطرفين اليوم، الثلاثاء 18 من نيسان، تتواصل الاشتباكات وسط تجاوز أعداد الضحايا من المدنيين 100 قتيل بحسب “لجنة أطباء السودان”.

هدنة لممرات إنسانية

أعلن قائد “قوات الدعم السريع”، محمد حمدان دقلو، المعروف باسم “حميدتي”، عن موافقته على هدنة لإنشاء ممرات إنسانية.

وقال “حميدتي” في تغريدة عبر حسابه الرسمي في “تويتر” اليوم، الثلاثاء 18 من نيسان، “بعد محادثات مع وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، وأخرى مع الدول الصديقة، تؤكد (قوات الدعم السريع) موافقتها على هدنة لـ24 ساعة”.

وأشار قائد “قوات الدعم السريع” في تغريدته إلى أن الموافقة تأتي “لضمان مرور آمن للمدنيين وإجلاء الجرحى”.

ويبدو أن الهدنة بين الطرفين لم يتم الالتزام بها، إذ تستمر الاشتباكات في شوارع العاصمة السودانية الخرطوم.

وبعد دقائق على نشر “حميدتي” لتغريدته، كتب مجددًا في “تويتر” أن “القوات السودانية لم تحترم وقف إطلاق النار”.

واتهم “حميدتي” الجيش السوداني بـ”قصف مناطق مكتظة بالسكان وتعريض أرواح المدنيين للخطر”.

الجيش ينفي التنسيق للهدنة

من جهته، نفى الجيش السوداني وجود أي تنسيق مسبق بشأن الهدنة بين الطرفين.

وقال الجيش عبر صفحته الرسمية في “فيس بوك“، إنه “لا علم له بأي تنسيق مع الوسطاء والمجتمع الدولي”.

واعتبر الجيش في بيان له أن إعلان “قوات الدعم السريع” للهدنة يهدف للتغطية على “الهزيمة الساحقة التي ستتلقاها في الساعات المقبلة”.

وقال في بيان ثان،ٍ “نستغرب الحديث عن الهدنة في ظل معلومات مؤكدة لحشد قوات كبيرة من قبل (الدعم السريع) في مطار (مروي) بغرض تأمين هبوط طائرات مساعدات عسكرية من جهات إقليمية”.

ضحايا مدنيون

يأتي فشل الهدنة بين الطرفين مع تزايد أعداد الضحايا من المدنيين.

وقالت “لجنة أطباء السودان المركزية” في بيان نشرته عبر صفحتها الرسمية في “فيس بوك” اليوم، الثلاثاء 18 من نيسان، إن إجمالي عدد الضحايا وصل إلى 144 قتيلًا.

فيما وصلت أعداد الجرحى إلى ألف و409 إصابات تشمل المدنيين والعسكريين.

ونوّهت “اللجنة” إلى أن هذه الأعداد هي فقط في المناطق التي استطاعت الوصول إليها.

وتزامن ازدياد عدد القتلى والإصابات مع خروج عديد من المستشفيات والمرافق الصحية عن الخدمة بسبب تعرضها للقصف، بحسب “اللجنة”.

ولم تذكر اللجنة في بيانها أعداد المستشفيات التي خرجت عن الخدمة، في حين ذكرت هيئة الإذاعة البريطانية (BBC) في تحقيق نشرته، الاثنين 17 من نيسان، أن أكثر المستشفيات تضررًا هي القريبة من مقر الجيش في العاصمة السودانية.

وقال وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، في تغريدة عبر “تويتر” اليوم، الثلاثاء 18 من نيسان، إنه تحدث إلى كل من قائد الجيش، عبد الفتاح البرهان، وقائد “قوات الدعم السريع”، محمد حمدان دقلو.

وأكد بلينكن  “الحاجة الملحّة لوقف إطلاق النار بعد سقوط عدد كبير من المدنيين، وضمان سلامة الموظفين الدبلوماسيين وعمال الإغاثة”.

كما أدت الاشتباكات بين الجيش السوداني و”قوات الدعم السريع” إلى تعرض موكب دبلوماسي أمريكي لإطلاق نار.

وقال وزير الخارجية الأمريكي في مؤتمر صحفي عقده في مدينة كارويزاوا اليابانية اليوم، الثلاثاء، إن موكبًا دبلوماسيًا أمريكيًا تعرض لإطلاق نار في السودان.

واعتبر بلينكن أن هذا التصرّف خطير ويفتقد للمسؤولية، ومن غير المقبول على الإطلاق تعرض الدبلوماسيين الأمريكيين لأي تهديدات أو مخاطر.

أصل الخلاف

تشهد عدة مدن سودانية اشتباكات عنيفة بين الطرفين منذ 15 من نيسان الحالي.

ويحكم السودان حاليًا “مجلس السيادة السوداني” بقيادة قائد القوات المسلحة السودانية، عبد الفتاح البرهان، ونائبه، محمد حمدان دقلو (حميدتي)، الذي يرأس “قوات الدعم السريع”.

وهناك عديد من الخلافات بين الطرفين بشأن كيفية الانتقال إلى حكم مدني (بموجب الاتفاق مع القوى المدنية السودانية)، وكذلك عملية دمج “قوات الدعم السريع” مع الجيش السوداني.

ومع ازدياد التوتر بين الطرفين، نشرت “قوات الدعم السريع” عناصر تابعين لها حول العاصمة الخرطوم في 15 من نيسان الحالي.

ولا يمكن التأكد من الطرف الذي بادر بإطلاق النار، كما لا يُعرف تحديدًا من الطرف الأكثر سيطرة على الأرض مع ظهور بيانات متضاربة من الطرفين.

إلا أن المعارك الحالية بين البرهان و”حميدتي” تشير إلى إمكانية انتهاء الاتفاق الموقع بين الجيش والقوى المدنية في البلاد.

ووقعت أحزاب سودانية مدنية ونقابات وتنظيمات مدنية ما عُرف بـ”اتفاق السودان”، في 5 من كانون الأول 2022، مع البرهان و”حميدتي”.

وينص الاتفاق على تشكيل حكومة مدنية دون مشاركة العسكر، وإصلاح المؤسسة العسكرية والأمنية وابتعادها عن السياسة والاستثمارات الاقتصادية.

وجاء الاتفاق عقب انقلاب عسكري نفذه البرهان على المسار المدني في البلاد عام 2021.

مقالات متعلقة

دولي

المزيد من دولي