أعاد مسلسل “ابتسم أبها الجنرال” إلى الأذهان مجددًا مجزرة التضامن، التي ارتكبتها قوات النظام السوري في حي التضامن بدمشق، وأسفرت عن مقتل 41 شخصًا دُفنوا في مقبرة جماعية.
وفي الحلقة الـ25 من المسلسل (الدقيقة الـ34)، التي عُرضت مساء الأحد، يُعرض مشهد لرجل الأعمال المقرب من السلطة، يحاكي فيه سلوك عناصر قوات النظام السوري في التسجيل المصوّر لمجزرة التضامن.
والقضية في المسلسل أن رجل الأعمال “أنيس الرومي” وبعد حفره نفقًا طويلًا تحت الأرض لأغراض اقتصادية (ترميم القلعة)، وأمنية (إقامة معتقل سرّي)، يسعى إلى تقليل الشهود على مشروعه، فيحاول قتل “جهاد”، مهندس المشروع، وشقيق شريك “أنيس” في الوقت نفسه.
وبعد فشل محاولة القتل تلك، يتجه “جهاد” للانتقام وقتل “أنيس”، لكن فشل المحاولة تلك يوقعه بيد رجال “أنيس الرومي”، ليظهر بعد قليل قرب بوابة المعتقل المقام تحت الأرض معصوب العينين (كما حصل مع ضحايا مجزرة التضامن)، يركله من الخلف رجل الأعمال النافذ.
ما مجزرة التضامن؟
في 27 من نيسان 2022، كشف تحقيق لصحيفة “الجارديان” معلومات حول مجزرة ارتكبتها قوات النظام السوري في 16 من نيسان 2013، في حي التضامن بدمشق، أسفرت عن مقتل نحو 41 شخصًا ودفنهم في مقبرة جماعية.
جاء ذلك من خلال عرض تسجيل مصوّر يوثّق إطلاق الرصاص على عشرات الأشخاص معصوبي الأعين، بعد دفعهم للمشي أمام الحفرة، ما يؤدي إلى سقوطهم فيها.
وبعد سقوط الشخص، أو خلال ذلك، تطلق قوات النظام الرصاص عليه، ليتكدّس فوق عشرات الجثث في حفرة تحوّلت لمقبرة جماعية، ثم تعرضت جثث الأشخاص المرتكبة بحقهم المجزرة للحرق من قبل عناصر النظام، وفق التحقيق.
وفي تشرين الأول من العام نفسه، ذكرت “الجارديان”، أن أمجد يوسف، أحد مرتكبي المجزرة، لا يزال على رأس عمله، وهو متهم أيضًا من قبل زملائه بتنفيذ نحو 12 عملية قتل جماعي أخرى.
الصحيفة قالت حينها، إن “أمجد يوسف، الرائد في إحدى وحدات (المخابرات الجوية) الأكثر رعبًا، يعمل من قاعدة في كفرسوسة، حيث كان منذ أكثر من ستة أشهر، منذ كشف دوره في المجزرة”.
وفي 12 من آب 2022، أحالت الخارجية الفرنسية إلى مكتب المدعي العام الوطني لمكافحة الإرهاب (PNAT) وثائق تتعلق بـ”مجزرة التضامن”، للتحقيق فيها.
هذه الخطوة تبعها بيومين إنكار النظام السوري للمجزرة، معتبرًا أن المقطع المسرب “مفبرك ومجهول المصدر، ويفتقد لأدنى درجات المصداقية”، في تعليق هو الأول على القضية، وجاء على لسان “مصدر رسمي” في وزارة الخارجية السورية، في 15 من آب، أي بعد مرور نحو أربعة أشهر على ظهور المجزرة للعلن.
وفي آذار الماضي، أعلنت الولايات المتحدة وبريطانيا فرض عقوبات على أمجد يوسف، اقتصرت على حظر دخول أراضي كل منهما، وفرض قيود على الأموال المنقولة وغير المنقولة له.
–