“حارة القبة”.. صراع قيم متواصل في الجزء الثالث
يتابع مسلسل “حارة القبة” في موسمه الثالث بعض الخطوط الدرامية التي كوّنها على مدار موسمين، مع فتح أبواب جديدة وإغلاق أخرى في الحكاية التي ستمتد لموسمين مقبلين.
تدور الأحداث حاليًا حول إرث “إخلاص”، شقيقة “أبو العز”، والصراع القائم على هذا الإرث في ظل وجود وريث شرعي غير معروف بعد لأحد طرفي الصراع، وهو “صيّاح”، الذي يتصدّر مساحة واسعة من الشر في العمل، بعد تراجع دور البطولة المضادة لـ”غازي بيك” في هذا الموسم، إثر تسويات عائلية لا توحي أنها ستستمر طويلًا.
في الجزء الثالث، وكمل حصل في الجزأين السابقين، تمطر المشكلات والمصائب على رأس “أبو العز”، ويفقد ابنًا آخر في تكرار لمأساة عاشتها العائلة من قبل، والرابط بين الجريمتين الطمع طبعًا.
يندرج العمل في إطار أعمال البيئة الشامية، ما يتيح توزيع البطولة على مجموعة ممثلين لا ممثلَين اثنين متصارعَين فقط، ويساعد ذلك في الإضاءة على قدرات ومهارات الشخصيات الأخرى، ومنحها مساحة للحضور والتنفس عبر العمل، من خلال رسم عوالم كاملة موازية لا تكون المناورة بينها فاصلًا انتقاليًا بين أحداث رئيسة.
وإلى جانب حضور “أبو العز” وأفراد عائلته، وصراع عائلته مع زوجته الجديدة، يقدّم الممثل فادي صبيح نسخة مطوّرة عن الشخصية التي قدّمها في موسمَي العمل السابقَين، على مستوى الأداء والإقناع، وتحديدًا بعد تركه العمل “دركيًا” في “الكركون”.
وتتيح الحكاية ومتطلباتها تبديل الوجوه المشاركة في المسلسل بسلاسة، مع الحفاظ على ما هو أساسي، فيظهر في الموسم الحالي لأول مرة “صيّاح” وزوجته وابنته، و”إخلاص”، ويعود “أبو الأحلام” بعد غياب، ويغيب “عادل”، ويعود “برهوم” من “السفر برلك”، ويقطع “غازي” أمله باستعادة سلطته على الضيعة، فتغيب “نجوى”، كما يغيب “عادل” و”يونس” وأمه و”الشيخ هلال”.
في الوقت نفسه، استطاعت مخرجة العمل رشا شربتجي منح فرصة لبعض الوجوه الشابة لإثبات نفسها، مثل حسن خليل، وراما زين العابدين، ومرح حسن، وملهم بشر، إضافة إلى إعادة ممثلين إلى الشاشة بعد انقطاع، عبر “حارة القبة”، كالممثلة نسرين الحكيم.
وعلى خلاف الأعمال الاجتماعية الي تتيح المجال لبعض العلاقات العاطفية، وتمنح الفرصة لمناقشة أفكار حول المجتمع، يقدّم المسلسل أفكاره كمسلمات وبديهيات يجب العمل بموجبها، إذ يركّز على الأمانة، وضرورة صونها وحفظها، وعدم التفريط بها تحت أي ظرف، ما يخلق صراعًا بين من يتبنى قيمًا من هذا النوع ومن لا يعترف بوجودها أصلًا.
يواصل تجسيد البطولة في “حارة القبة” كل من عباس النوري وخالد القيش، الشخصيتين المحوريتين الأكثر تأثيرًا، إلى جانب خروج سلافة معمار واستبدال رنا شميس بها.
كما يشارك في العمل فراس إبراهيم، ونادين تحسين بيك، ومحمد حداقي، ورواد عليو، وهو من تأليف أسامة كوكش، وإنتاج شركة “عاج” المنتجة لجزأي “باب الحارة” الأول والثاني.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :