النظام السوري يحتفي بـ”يوم القدس” على أطلال مخيم اليرموك
بزي عسكري، وبموسيقى الاستعراضات العسكرية، شهد مخيم اليرموك جنوبي العاصمة السورية، دمشق، “مسيرًا” احتفاليًا بمناسبة “يوم القدس”.
وبينما تجاهلت صور نشرتها وكالة الأنباء السورية الرسمية “سانا” للاحتفالية تمامًا ملامح المخيم الذي يغطيه الدمار، رصد تقرير مصور للتلفزيون الرسمي الأعلام المرفوعة والصورة التي تحض على المقاومة، والتي لم تستطع على كثرتها إخفاء الدمار على وجهات مباني المخيم، الذي تعرّض لقصف عنيف من قبل قوات النظام السوري على مدار سنوات، ليطغى الدمار على العمران فيه، بنسبة 60%.
وشهد المخيم سابقًا معارك بين فصائل “الجيش الحر” وقوات النظام، وسط انقسام الفصائل الفلسطينية بين الجانبين، قبل سيطرة تنظيم “الدولة الإسلامية” على ثلثي المخيم عام 2015.
وفي أيار 2018، سيطرت قوات النظام بالكامل على منطقة الحجر الأسود ومخيم اليرموك”، بعد عملية عسكرية استمرت شهرًا، أقصت تنظيم “الدولة” من المخيم إلى بادية السويداء، غداة اتفاق إجلاء غير رسمي.
وأعلنت محافظة دمشق في أيار 2020، الموافقة على إعلان المخطط التنظيمي لمنطقة القابون والمصوّر التنظيمي لمخيم “اليرموك”.
هذه الخطوة تبعها في أيلول 2021، سماح النظام لأهالي المخيم “دون قيد أو شرط” بالعودة إلى منازلهم التي تؤكد وكالة وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) أن كثيرًا منها آيل للسقوط.
النظام يحتفي
الاحتفالات بـ”يوم القدس” التي احتفى به الإعلام السوري الرسمي ونقل أخبار الفعاليات المقامة بمناسبته داخل وخارج سوريا، شملت أيضًا مسيرًا بحريًا قبالة ساحل مدينة اللاذقية، أقامته فصائل “المقاومة” الفلسطينية، واللجنة الدائمة لـ”يوم القدس”، وفق ما نقلته “سانا”.
كما أقام اتحاد التشكيليين الفلسطينيين “فرع سوريا”، بالتعاون مع اتحاد التشكليين السوريين معرضًا بعنوان “تحية لأهلنا المرابطين في المسجد الأقصى”.
وكانت “مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سوريا” انتقدت إقامة الفعالية الشعبية في المخيم على أنقاض منازل الأهالي المدمرة، بينما لا تزال مئات العائلات الفلسطينية في حالة نزوح مستمرة بسبب مماطلة النظام السوري.
بُني مخيم اليرموك بين عامي 1953 و1954، على مساحة 2.2 كيلومتر مربع، جنوب حي الميدان بدمشق، على بعد ثمانية كيلومترات من مركزها. ويعد أكبر تجمع للاجئين الفلسطينيين في سوريا، يعيش فيه (قبل الثورة) أكثر من 200 ألف لاجئ فلسطيني وحوالي 100 ألف مواطن سوري. |
اختراع إيراني
ويعتبر “يوم القدس” مناسبة من ابتكار إيراني، جرى الاحتفال فيه لأول مرة عام 1979، بعدما سنّه روح الله الخميني، الذي يعتبر مؤسس الجمهورية الإسلامية في إيران والمرشد الأعلى لـ”الثورة الإسلامية” التي أطاحت بالملكية البهلوية، وحكم الشاه محمد رضا بهلوي.
وحينها أعلن الخميني أن تحرير القدس واجب ديني على جميع الملسمين، ويجري الاحتفال في هذا اليوم سنويًا في يوم الجمعة الأخير من شهر رمضان.
وشاركت القيادات السياسية والعسكرية في إيران بالمسيرات التي جرت أمس الجمعة بهذه المناسبة، وكان حاضرًا الرئيس الإيراني، إبراهيم رئيسي، وقائد فيلق “القدس” في “الحرس الثوري” إسماعيل قاآني.
وتحتفي مختلف أطراف “محور المقاومة” في هذا اليوم، في قطاع غزة واليمن “جماعة الحوثي”، وجنوبي لبنان، حيث يسيطر “حزب الله” اللبناني.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :