التقارب العربي مع النظام السوري لا يوقف تدفق المخدرات

  • 2023/04/15
  • 4:53 م
اللقاء الوزاري في العاصمة السعودية الرياض لبحث مسألة عودة النظام السوري إلى الجامعة العربية- 14 من نيسان 2023 (واس)

اللقاء الوزاري في العاصمة السعودية الرياض لبحث مسألة عودة النظام السوري إلى الجامعة العربية- 14 من نيسان 2023 (واس)

تتواصل عمليات تهريب المخدرات من مناطق سيطرة النظام السوري باتجاه الدول العربية رغم محاولات بعض الدول تفعيل مسارات تطبيع عربية رامية لإعادة النظام إلى المحيط العربي.

وفي 13 من نيسان، أعلنت السلطات السعودية ضبط شحنة من الحبوب المخدرة، وعددها أكثر من 3.6 مليون حبة من مادة الإمفيتامين المخدر، مخبأة في شحنة بطاطا، وجرى القبض على مستقبليها في الرياض، وهم ثلاثة مقيمين ووافدان بتأشيرة زيارة، وفق ما نقتله وكالة الأنباء السعودية “واس“.

ولم يتناول تصريح المتحدث الرسمي للمديرية العامة لمكافحة المخدرات، محمد النجيدي، جنسيات المتورطين في العملية، لكن عملية أخرى سبقتها في 2 من آذار الماضي، ضبطت خلالها السلطات 4.9 مليون حبة من مادة الإمفيتامين، مخبأة في شحنة “كابلات”، كان مقررًا أن يستقبلها مخالف لأمن الحدود من الجنسية السورية، وفق “واس“.

تدفع السعودية باتجاه إعادة تأهيل رئيس النظام السوري، بشار الأسد، وإعادته إلى “الجامعة العربية”، وكانت آخر خطواتها بهذا الصدد الاجتماع الذي استضافته الرياض الجمعة، بحضور وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي والأردن ومصر والعراق، لبحث الموقف من عودة النظام إلى الجامعة، دون التوصل لاتفاق حيال ذلك.

وكان وزير الخارجية السوري، فيصل المقداد، زار بشكل مفاجئ الرياض، والتقى نظيره السعودي، فيصل بن فرحان، في 12 من نيسان، في زيارة هي الأولى من نوعها منذ عام 2011.

مخدرات رغم المبادرة

وفي الأردن أيضًا، جرى قبل أيام اعتقال مهرب مخدرات شمال المملكة، ومصادرة 22000 حبة مخدرة و75 كف حشيش، وجرى القبض أيضًا على أحد المروجين وبحوزته سبع كفوف حشيش و1000 حبة مخدرة، في مناطق البادية الشمالية القريبة من الحدود السورية.

وفي مطلع آذار الماضي، طلب الملك الأردني، عبد الله الثاني، من وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن، المساعدة في خوض “حرب المخدرات” المتنامية على طول الحدود البرية الأردنية- السورية.

كما حمّل الملك الأردني الميليشيات المدعومة من إيران المسؤولية عن تهريب المخدرات على الحدود، وناقش مع الوزير الأمريكي تصاعد ترسيخ الميليشيات المدعومة من إيران جنوبي سوريا، والتي قال مسؤولون إنها كثفت عمليات تهريب المخدرات عبر حدودها، للوصول إلى أسواق الخليج العربي.

وتعتبر المملكة الأردنية إحدى الدول العربية التي تنشط مؤخرًا في الملف السوري، إذ اقترحت تشكيل مجموعة عربية مشتركة لتخاطب حكومة النظام السوري مباشرة بشأن “خطة مفصلة لإنهاء الصراع في سوريا”، وفق ما نقلته وكالة “رويترز” في 14 من نيسان.

وزار وزير الخارجية الأردني، أيمن الصفدي، دمشق، في 15 من شباط، لبحث العلاقات الثنائية بين الأردن والنظام، والتقى حينها الأسد والمقداد لأول مرة منذ اندلاع الثورة السورية.

“الأسد يدير دولة مخدرات”

قال رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأمريكي، بوب مينينديز، مساء أمس الجمعة، إن بشار الأسد، “مجرم حرب، ويدير دولة مخدرات، باختصار”.

كما انتقد مينينديز عبر “تويتر“، جهود التطبيع العربية مع النظام، لافتًا إلى أنها تتجاوز انتهاكاته، كون استمرار تهريب المخدرات يهدد مجتمعات المنطقة.

التصريح الأمريكي سبقه آخر في 13 من الشهر نفسه، وجاء على لسان رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب الأمريكي، مايكل ماكول، الذي اعتبر التطبيع مع النظام إضفاء شرعية عليه كرئيس دولة مخدرات إرهابية، وترسيخ لنفوذ إيران.

وقال ماكول عبر “تويتر“، الخميس الماضي، “الأسد يقصف السوريين ويقوض الاستقرار الإقليمي (…) إن إعادته إلى الجامعة العربية خطأ استراتيجي”، داعيًا الدول العربية للتراجع الفوري عن الخطوات التي تصب في هذا الإطار.

الرئيس الأمريكي، جو بايدن، وقّع، أواخر 2022، على ميزانية الدفاع الأمريكية، متضمنة قانون مكافحة المخدرات التي يديرها النظام السوري.

كما ناقشت عنب بلدي في ملف سابق، مدى ضلوع النظام واستخدام عائلة الأسد نفوذها في إنماء هذه التجارة في ظل تهالك الاقتصاد السوري، واعتماد المخدرات مصدر دخل أول، بالإضافة إلى استعمالها ورقة ضغط ومساومة لتحقيق مصالح النظام، دون محاسبته أو إيقاف توسعه فيها.

اقرأ المزيد: “المخدرات.. وصفة الأسد للاقتصاد وابتزاز الجوار”

مقالات متعلقة

سوريا

المزيد من سوريا