جريدة عنب بلدي – العدد 51 – الاثنين – 11-2-2013
يبلغ عدد الطلاب السوريين في الجامعات البريطانية 670 طالبًا، منهم 250 طالب موفد على نفقة الحكومة السورية و 420 آخرين يدرسون على نفقتهم الخاصة. ويعيش معظم الطلبة تحت ضغوط مادية بسبب توقف الحكومة السورية عن دفع الأقساط الجامعية التي تتراوح بين 10000 – 20000 جنيه استرليني، أي ما يزيد عن مليون إلى مليوني ليرة سورية. كما لم تعد الجامعات في سوريا قادرة على إيصال الرواتب الشهرية للموفدين نتيجة الحصار الاقتصادي المفروض على المصرف المركزي وإغلاق السفارة السورية في لندن.
وقد قامت الحكومة البريطانية بإرسال رسالة توصية إلى المؤسسات التعلمية البريطانية تطلب منها مراعاة أوضاع الطلاب السوريين ومحاولة تقديم بعض المساعدات المادية لهم. وعلمت عنب بلدي عن طريق مراسلها بلندن أن تعامل الجامعات كان مختلفًا، فبعض الجامعات كجامعة «باث» و «إدمبرا» و «نيوكاسل» قدمت مساعدة مالية طارئة لكل طالب سوري متضرر لم يستطع الحصول على رواتبه. وقامت هذه الجامعات أيضًا إما بتأجيل الرسوم الجامعية أو إلغائها بشكل كامل.
في حين واصلت جامعة «سلفورد» و «ليفربول» بإرسال رسائل تهديد بطرد الطلاب السوريين في حال عدم دفع الرسم السنوي ولم تقدم لهم أي مساعدة مادية. أما جامعة «برونيل» بلندن فرفضت مساعدة أحد الطلاب السوريين بحجة أن المساعدات المادية تقدم فقط للطلاب البريطانيين والأوروبيين، وكانت المساعدة الوحيدة من الجامعة عبارة عن نصيحة نصية مرسلة بالايميل- الذي حصلت «عنب بلدي» على نسخة منه – وكان فحوى الرسالة «الذهاب إلى إمام المسجد في المدينة لطلب المساعدة.»
وصرح محمد (طالب الدكتوراه في جامعة برونيل) لعنب بلدي أنه لم يتلق رواتبه منذ أكثر من عشرة أشهر، وأنه كان يعتمد على تأمين المصروف الشهري بقيامه ببعض الأعمال البسيطة، ولكن إدارة الكلية ببرونيل منعته من ممارسة إي عمل بحجة أن «ذلك يؤثر على أدائه الدراسي»، ووعدت إدارة الكلية إعطاء محمد ساعات تدريس ذات مردود عالي، إلا أن الكلية لم تفي بوعودها وفضلت إعطاء ساعات التدريس لطالب أوروبي ورفضت تقديم أي مساعدة مادية لمحمد.
تعامل بعض الجامعات البريطانية اللأخلاقي مع وضع الطلاب السوريين دفع ببعض النشطاء من الطلبة وبمساعدة أصدقائهم من الجنسية البريطانية بالقيام بحملة بعنوان «أوقفو الجامعات البريطانية من طرد الطلاب السوريين» ووقع على الحملة على موقع آفاز أكثر من 46000 شخص من بريطانيا ومختلف دول العالم تعبيرًا عن التضامن والدفاع عن حق الطلاب السوريين في متابعة دراستهم.
بعد انطلاق الحملة وحديث الإعلام والصحف العربية والبريطانية عن الخطر الذي يهدد المستقبل العلمي للطلاب السوريين ببريطانيا قامت بعض الجامعات البريطانية كجامعة «ليدز» بإرسال رسائل اعتذار، ووعدت بعدم مطالبة أي طالب سوري بالرسوم الجامعية، ووعدت بتقديم دعم مادي أيضًا يساعد الطالب السوري على حل جزء من مشاكله المادية.
أهم رسالة حاول المنظمون إيصالها للمجتمع والحكومة البريطانية بحسب محمد هي أهمية مساعدة الطلاب السوريين على إكمال تعليمهم، ودورهم المستقبلي الذي يشكل عاملًا هامًا ومحوريًا في إعادة بناء سوريا على أسس ديمقراطية وسيادة القانون، والتي تعتمد على التعليم وتوافر الخبرات والمتخصصين في كافة المجالات العلمية.