شهدت الأيام الماضية تصعيدًا وإطلاق صواريخ من لبنان وسوريا وقطاع غزّة نحو الأراضي الفلسطينية المحتلة، بالتزامن مع تصعيد الاحتلال الإسرائيلي في الداخل الفلسطيني المحتل، وموجة الاعتداءات التي شنتها قواته على المصلين في المسجد الأقصى والحرم القدسي.
وذكر تقرير لصحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية، الجمعة 14 من نيسان، أن قائد فيلق “القدس” في “الحرس الثوري الإيراني” إسماعيل قاآني، عقد سلسلة اجتماعات سرية مع قادة فصائل مسلحة في مختلف أنحاء المنطقة في الفترة الأخيرة، بما فيها اجتماعات في سوريا والعراق.
وخلال الأسبوع الماضي، التقى قاآني قادة حركة “المقاومة الإسلامية” (حماس) و”حزب الله” اللبناني، و”الجهاد الإسلامي”، في السفارة الإيرانية في بيروت، بالتزامن مع إطلاق الصواريخ من لبنان نحو الأراضي المحتلة.
كما أجرى أواخر آذار الماضي عدة اجتماعات في سوريا مع أعضاء الفصائل الفلسطينية لمناقشة هجوم منسق على إسرائيل، وأخبرهم أن إيران حصلت على معلومات حول خطط إسرائيلية لشن عمليات ضد ضد أعضاء في “حماس” و”الجهاد الإسلامي” في سوريا ولبنان، وحثهم على التحرك.
ردًا على مقتل مستشارين
أوضح قاآني للمجتمعين، أن إيران ستوفر الأدوات اللازمة لتنفيذ هجمات لردع إسرائيل عن شن هجماتها، إذ ترسل إيران بانتظام طائرات مسيرة وصواريخ، عبر موانئ البحر المتوسط إلى حلفائها في المنطقة، وقال إن من المهم مهاجمة أهداف إسرائيلية خلال أيام ردًا على الضربات التي قتلت مستشارين إيرانيين في سوريا.
نقلت وكالة “تسنيم” في 2 من نيسان، عن “الحرس الثوري”، أن أحد مستشاري وضباط “الحرس الثوري” مقداد مهقاني، قتل جراء استهداف إسرائيلي في سوريا.
وفي السياق نفسه، أعلنت العلاقات العامة في “الحرس الثوري”، مقتل المستشار والضابط في “الحرس” ميلاد حيدري، جراء قصف إسرائيلي استهدف مواقع في محيط العاصمة السورية، دمشق، في 31 من آذار الماضي.
وكانت وكالة “أسوشيتد برس” نقلت عن خبير في شؤون إيران وزميل في معهد دراسات الأمن القومي (مركز أبحاث في إسرائيل)، أن الإجراءات الإسرائيلية المتصاعدة منذ أسابيع، قد تكون ردًا على تسلل مزعوم من لبنان، لافتًا إلى أن اعتراف إيران السريع، خلافًا لعادتها، بمقتل عسكريين لها في سوريا، مؤشر على أنها ستنتقم أو ترد على الهجمات الإسرائيلية، وربما تستهدف إسرائيليين في الخارج.
اجتماعات بحث تفاصيل
جرت مناقشة تفاصيل الهجوم الصاروخي خلال اجتماعات قاآني التي شملت لقاءً مع رئيس المكتب السياسي لـ”حماس”، إسماعيل هنية، ونائبه، صالح العاروري، والأمين العام لـ”حزب الله”، حسن نصر الله، وفق مصادر نقلت عنها “وول ستريت جورنال”.
تابعت الصحيفة الأمريكية أن قآني لعب دورًا أكثر هدوءًا وأقل وضوحًا من سليماني، لكن مساعيه الأخيرة لحشد “حزب الله” و”حماس” وغيرهما تشكل تهديدًا لإسرائيل والولايات المتحدة في الوقت الذي تسعى به قوى كالصين وروسيا للعب دور أكبر في الشرق الأوسط.
كما شكل الاتفاق السعودي- الإيراني على استئناف العلاقات الثنائية، ضربة لهدف السياسة الخارجية لرئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، المتمثل في التطبيع مع السعودية، إذ تسعى طهران لمنع حلفائها من إقامة علاقات دبلوماسية مع إسرائيل.
ومنذ الساعات الأولى لمقتل القائد السابق لـ”فيلق القدس”، قاسم سليماني، بعملية أمريكية استهدفته في العاصمة العراقية، بغداد، عيّن “المرشد الأعلى للثورة الإيرانية”، علي خامنئي، قاآني قائدًا لـ”الفيلق”، خلفًا لسليماني، وهو مولود في ولاية خراسان عام 1958، “ظل سليماني المتشدد” وفق تقارير صحفية، وشغل منصب نائب قائد فيلق “القدس” لنحو عقدين من الزمن، متدرجًا في الرتب منذ حضوره في صفوف قادة “الحرس الثوري” خلال الحرب العراقية- الإيرانية.
اقرأ المزيد: “رويترز”: إيران استغلت الزلزال لنقل أسلحة جديدة إلى سوريا