أخفى النظام السوري استهداف فرع مغمور للمخابرات الجوية، وسط مدينة حمص، في الضربات الإسرائيلية التي استهدفت المنطقة الوسطى في 2 من نيسان الحالي.
وبحسب معلومات حصلت عليها عنب بلدي، من مصدرين عسكريين يعملان في فرع “المخابرات الجوية” بحمص، فإن فرع المخابرات الذي يعملان به تعرض لاستهداف مباشر خلف أضرارًا مادية في المبنى.
ونادرًا ما تُحدد المواقع التي تغير عليها الطائرات الإسرائيلي في سوريا بشكل دقيق، خصوصًا إذا كانت المواقع المستهدفة ذات طابع عسكري، إذ تتحدث وسائل إعلام النظام عن أن القصف استهدف مواقع مدنية، أو أخرى تابعة للجيش، بينما تتحدث وسائل إعلام إسرائيلية عن استهدافها مواقع إيرانية في سوريا.
مراسل عنب بلدي في حمص أفاد أنه في فجر اليوم نفسه دوى صوت انفجار في حي القصور بمدينة حمص، وجرى الحديث عن قصف إسرائيلي للمنطقة، لكن مكان الاستهداف بقي مجهولًا.
غياب التحركات المدنية بالقرب من الفرع الأمني أسهم في منع تسرب خبر استهداف الفرع، خصوصًا أن الحي الذي خاض سنوات من المعارك، يعتبر شبه خالٍ من السكان.
وبحسب المصدرين، تحفظت عنب بلدي على اسميهما لأسباب أمنية، فإن خمسة مخازن للأسلحة دمرت داخل الفرع، إلى جانب أضرار أخرى لحقت بالبناء.
وعقب أيام على الاستهداف، بدأ القائمون على الفرع الأمني باستقدام المجندين من الثكنات العسكرية القريبة لرفع الأنقاض وتنظيف المكاتب، وتكسير الأسمنت لإعادة ترميم المبنى.
مركز “ألما” الإسرائيلي البحثي، قال عقب الاستهداف بساعات، إن الضربات استهدفت مناطق من نشاط الممر البري لـ”المحور الشيعي المتطرف بقيادة إيران” و”حزب الله”.
وبحسب التقرير، تعتبر دمشق وحمص مركزين رئيسيين في إطار النشاط الإيراني، وتعد المنطقتان الجغرافيتان “محطات تخزين” قصير المدى للأسلحة قبل تسليمها إلى “حزب الله” في لبنان، و”محطات تخزين” طويلة الأمد لاستخدامها في المستقبل من قبل “المحور الشيعي” في سوريا.
وأضاف المركز أن الهجوم استهدف مواقع عسكرية تضم أنشطة لـ”حزب الله”، بينها مطار “الضبعة” بريف حمص، الذي يشكل ممرًا بريًا رئيسيًا من سوريا إلى لبنان، وقاعدة “T4” الجوية.
تبع ذلك حديث وكالة “روتيرز”، نقلًا عن مصدرين استخباريين غربيين لم تسمِّهما، أن المواقع المستهدفة في حمص وريفها تضم عناصر من “حزب الله” المدعوم من إيران إلى جانب مقاتلين إيرانيين وميليشيات موالية لإيران.
وأسفر الهجوم عن مقتل أحد مستشاري وضباط “الحرس الثوري الإيراني” مقداد مهقاني، وفق بيان نقلته وكالة “تسنيم” المقربة من “الحرس الثوري”.