ارتفاع أسعار يجبر عائلات لتقاسم حلويات عيد الفصح في اللاذقية
اجتمعت ثلاث عائلات في منزل بحي العوينة وسط مدينة اللاذقية شمال غربي سوريا، لتحضير الكعك الذي يعد بمثابة حلويات خاصة بعيد الفصح، الموافق ليوم الأحد 16 من نيسان الحالي.
كميات قليلة من الكعك (حلو ومالح) لا تكفي عائلة واحدة، تتولى مهمة تحضيرها وإنتاجها العائلات الثلاث، لتتقاسمها فيما بينها، من أجل خلق جو من “الأمل والسعادة”.
يأتي عيد الفصح في سوريا على الطوائف المسيحية التي تتبع التقويم الشرقي، بعيدًا عن أجواء الفرح والسعادة، ومصحوبًا بهموم تثقل الأهالي وسط واقع معيشي متردٍ.
الحلو “رفاهية”
وقالت ليليان (تحفظت على ذكر اسمها الكامل) إن تصنيع أقل كمية من الحلويات المخصصة في عيد الفصح بات من الرفاهيات، وسط “تحليق” لأسعار المواد الغذائية، الأمر الذي يجبرها مع عائلتين من أقاربها لتقاسم المصروف.
حسبة بسيطة أجرتها السيدة (متزوجة ولديها طفلين)، أجبرتها على الاشتراك مع عائلتين، واعتماد صنفين من الكعك (مالح وحلو)، والعزوف عن تحضير أصناف أخرى معتادة وهي “معمول بالعجوة، بالجوز، بالفستق، وغيرها”.
ولخّصت ليليان، في حديثها لعنب بلدي، بعض أسعار مواد تصنيع الكعك التي سألت عنها في السوق، وبلغ سعر كل 200 جرام منها وفق التالي، “جوزة الطيب” 15 ألف ليرة سورية، و”المحلب” 15 ألف ليرة، و”حبة البركة” ستة آلاف ليرة، و”السمسم” ستة آلاف ليرة، و”الشمرة” أربعة آلاف ليرة، و”اليانسون” أربعة آلاف ليرة.
ويبلغ سعر كيلو واحد من الطحين 7500 ليرة، وكيلو السمنة 20 ألف ليرة، وليتر واحد من زيت دوار الشمس 19 ألفًا، وهي مرتفعة مقارنة بدخل العامل بالمهن والموظف في مؤسسات حكومية.
وكانت العائلة الواحدة المكونة من أربعة أفراد تحتاج سابقًا لأربعة كيلوجرامات من الطحين لتحضير الكعك، لكنها باتت تتقاسم مع عائلات أخرى التحضير والكلفة للحصول على كيلوجرامين من الكعك.
وتضاف تكاليف أساسية أخرى على أسعار المواد الغذائية، وهي الغاز، إذ تحصل العائلات على جرة غاز كل 70 يومًا ففي مناطق سيطرة النظام عبر البطاقة الإلكترونية (البطاقة الذكية).
واستبدلت بعض العائلات التي تعرفها ليليان في الحي، أصناف المعمول المكلفة بشراء بسكوت أو تصنيعه في بعض المنازل بطرق أقل كلفة.
وبلغ متوسط الراتب الشهري في سوريا خلال عام 2022 نحو 146 ألف ليرة سورية (حوالي 19 دولارًا)، و50% من الموظفين معدل رواتبهم 146 ألفًا أو أقل، بحسب موقع “Salary explorer” المختص بأرقام سلم الرواتب.
وخلال عام 2022، سجّل “برنامج الأغذية العالمي” 90% من السوريين خلال العام نفسه تحت خط الفقر، وما لا يقل عن 12.4 مليون سوري يعانون انعدام الأمن الغذائي.
ويحتفل المسيحيون في سوريا بعيد الفصح الذي يحمل معه طقوسًا خاصة بثقافات وتقاليد تميزه عن غيره من الأعياد، منها تصبيغ البيض بألوان مختلفة وتزيين المنزل به.
وأحيت الطوائف المسيحية في سوريا شعائر عيد الفصح بحسب التقويم الغربي، في 9 من نيسان الحالي، بإقامة الصلوات في الكنائس ودور العبادة.
اقرأ أيضًا: ارتفاع أسعار يمنع عائلات في سوريا من شجرة الميلاد وزينتها
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :