إدلب.. “بازار الأربعاء” وجهة الأهالي “المحفوفة بالمخاطر”
طارق أبو زياد – إدلب
“السوق الرئيسي بالنسبة لي هو بازار الأربعاء، ففيه أستطيع تأمين كافة الاحتياجات وبأسعار منافسة”، بهذه الكلمات أوضح حسن دباغ، من أهالي إدلب، أهمية هذا السوق بالنسبة لسكان المدينة، حيث تم افتتاحه مؤخرًا، لينتشر ضمنه الباعة ويقومون بعرض بضائعهم للزبائن بأسعار منافسة أسبوعيًا.
السبب الرئيسي لإنشاء السوق هو منع الاحتكار والتحكم بالأسعار من قبل التجار، عن طريق بيع السلع بأسعار مخفضة لتناسب الوضع المعيشي للسكان، وبذات الوقت ضمان ربحية معقولة للتجار ببيعهم كميات كبيرة في يوم واحد، على حد تعبير حسن.
ماذا يتوفر في “البازار”؟
عبد الكريم برغل، مالك بسطة لبيع الألبسة المستعملة (البالة)، أوضح لعنب بلدي أن السوق يضم كافة المستلزمات التي يحتاجها المواطن، من الألبسة والأطعمة والأدوات الكهربائية وغيرها، ولكن أبرز محتويات السوق حاليًا هي ألبسة البالة، فنسبة محلاتها 90 % من السوق، وما تبقى يتنوع حسب احتياجات السكان.
وأشار عبد الكريم، إلى أن الأسواق الأسبوعية تنتشر بشكل واضح في المدن والبلدات السورية، وبأيام مختلفة خلال الأسبوع، وأنه يقوم بالتجول معتمدًا عليها لبيع الألبسة، وهي توفر دخلًا جيدًا له رغم الصعوبات المعيشية التي يمر بها الوضع السوري بالعموم.
من جهته، تحدث محمود سفر، النازح من مدينة حمص، عن أوجه اختلاف السوق عن غيره من الأسواق الاعتيادية، “للبازار مزايا عدة تختلف عن باقي الأسواق، فهو يؤمّن لك كل احتياجاتك وبمكان واحد، دون الحاجة للبحث عنها في أماكن عدة، وهذا ما يهم عددًا كبيرًا من الأهالي والنازحين حصرًا، بسبب عدم خبرتهم بالمدينة ومعرفة أماكن المحلات المتنوعة، فهو يسهل عليهم ويوفر الكثير من الوقت”.
الميزة الثانية، كما يضيف محمود، هي الأسعار، فالبازار “يبيعك بأسعار الجملة، وهو ما يوفر الكثير من المال”، وأردف “تنخفض سعر السلع بمعدل وسطي إلى 5 % عن سعرها في السوق، ولو نظرنا إلى الأمر بشكل موسع وكنت تقوم بإحضار كافة احتياجاتك من السوق لمدة أسبوع فهذا يعني توفير الكثير من المال”.
أحد ميزات “السوق” هي وجود سلع مختلفة عن أسواق إدلب الأخرى، فهناك باعة جوالون يأتون من مناطق مختلفة من الشمال السوري، ويعرضون بضائع تختلف عما يوجد في المدينة، وفقًا لمحمود، وتابع “ببساطة سوق الأربعاء يجب أن يكون الهدف الرئيسي لقاصدي التسوق، فهو يضمن لك السعر، التنوع الكامل، إمكانية الاختيار”.
عباس الصيرفي، مالك متجر صغير لبيع القهوة، اعتبر أن التجار يستخدمون “البازار” لبيع بضائعهم الكاسدة، فهو يؤمّن لهم مكانًا ممتلئًا بالزبائن الذين يمكن إقناعهم بالسلع المعروضة، ويوجد عدد “لا بأس به” من هؤلاء الباعة في السوق، وقال “أنصح قاصدي السوق توخي الحذر، والتأكد من جودة البضائع ونوعيتها قبل الشراء، فلا يغرك السعر الرخيص فالجودة هي الأهم”.
وجودك في السوق يعرضك للخطر
لطالما كانت الأسواق هدفًا رئيسيًا لصواريخ قوات الأسد أو الطيران الروسي، وسجلت عشرات المجازر في سوريا إثر استهدافها.
واعتبر أحد مواطني إدلب، سالم الحاج علي، أن تجمع الناس بأعداد كبيرة جدًا يجعله هدفًا سهلًا لطائرات الأسد، التي تستهدف تجمعات المدنيين بشكل أساسي، مضيفًا “لا أنصح بالتجمهر الكبير في السوق، وخصوصًا بعد تعرض المدينة لعدد من العبوات الناسفة والسيارات المفخخة في الآونة الأخيرة”.
واقترح الحاج علي أن يوقف السوق كليًا، أو يفتتح في أماكن متعددة ومختلفة أسبوعيًا، “لا سمح الله إن حصل أي هجوم مهما كان شكله فسيوقع عددًا كبيرًا من الشهداء”.
دون الاكتراث إلى التحذيرات التي يطلقها بعض الأهالي، تخوفًا من قصف محتمل، يعتبر “بازار الأربعاء” وجهة مفضلة لمعظم سكان إدلب المدينة، مع غياب الوفر المادي، في ظل أوضاع معيشية تزداد سوءًا.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :