أحمد حاج بكري – ريف اللاذقية
بعد تقدم قوات الأسد في مناطق ريف اللاذقية، لا سيما في جبل التركمان، باتت مخيمات النازحين التي لجأت إليها العائلات خلال الأشهر السابقة، هدفًا للنظام، ما أدى إلى نزوح آلاف منهم نحو الأراضي التركية.
ولم يكن أمام العائلات السورية النازحة سوى التوجه إلى الحدود، في ظل القصف اليومي الذي تتعرض له المخيمات، ما دعا السلطات التركية لفتح معبر قرية اليمضية الحدودي مع جبل التركمان لمدة ستة أيام، دخل خلالها أكثر من عشرة آلاف نازح.
النازحون دخلوا “دون تمييز”
حاول بعض الناشطين الترويج لقضية “استقبال تركيا للعائلات التركمانية دون العربية”، وخاصة في ظل إغلاق المعبر المجاور، وهو معبر قرية خربة الجوز، الذي فتح أمام النازحين ليوم واحد فقط، ويتجمع فيه آلاف النازحين من سكان مخيمات أوبين، وتمنع تركيا حتى الآن دخولهم.
أبو محمد، أحد المشرفين ضمن اللجنة التي شكلت من قبل الأهالي لتنظيم دخول العائلات إلى تركيا عبر معبر اليمضية، أكد لعنب بلدي أن السلطات التركية، سمحت للنازحين بالدخول دون تمييز، بينما فضّل بعضهم العودة إلى قراهم في ريف إدلب.
ونفى المشرف منع دخول العائلات العربية وتفضيل التركمان عليهم، ردًا على اتهامات وجهت للقائمين على دخول العائلات، موضحًا أن آلاف النازحين دخلوا خلال ستة أيام، وهم من مناطق متفرقة أغلبهم من النساء والأطفال، وجرى الأمر بإشراف قائم مقام بلدة ييلاداغ التركية.
سكان مخيمات قرية أوبين توجهوا إلى معبر خربة الجوز، الذي فتحته السلطات التركية ليوم واحد، ودخل عبره 850 نازحًا، وفق المشرف، ولكن التدفق الكبير من قبل سكان مدينة إدلب وريفها، دعا السلطات لإغلاقه، على حدّ قوله.
وأشار أبو محمد إلى أن السطات التركية أنشأت مخيمات على أراضيها، بالقرب من قرية كوتشي الحدودية، ونقلت النازحين الذين عبروا الحدود إليها.
لا نستطيع الدخول ولا العودة
بدوره أوضح محمد شغري، أحد النازحين من مخيم أوبين، أنه ينتظر منذ عدة أيام، مع عائلته وأطفاله، فتح معبر خربة الجوز من قبل الأتراك، مضيفًا “لا نستطيع الدخول إلى تركيا، ولا العودة إلى المخيم الذي يستهدفه القصف بشكل يومي، ما خلف عديدًا من الضحايا والجرحى”.
وتنتظر مئات العائلات على المعبر ذاته، معظمهم من الأطفال والنساء، وسط ظروف إنسانية “سيئة” في ظل انخفاض درجات الحرارة، خصوصًا خلال الليل، بحسب شغري، الذي أكد أنه لا ملجأ لهذه العائلات في حال رفض السلطات التركية دخولهم، إلا تأمين خيام والاستقرار على الحدود.
وكانت آلاف العائلات تركت مناطق عدة في ريف اللاذقية، بعد تقدم قوات النظام والقصف الروسي، إلا أنها المرة الأولى التي تشهد فيها المناطق الحدودية حركة نزوحٍ، بعد أن كانت تعتبر من أكثر المناطق المحررة الآمنة، في ظل سيطرة قوات المعارضة.