حماة تعيش الرعب.. وقانون الغابة” يسود المدينة

  • 2016/02/07
  • 4:29 ص

عمر عبد الرحيم – حماة

تزايدت في الآونة الأخيرة عمليات السرقة والخطف والاعتداء على المواطنين من قبل عصابات مسلحة تنتشر داخل مدينة حماة وفي شوارعها، وشاعت الأخبار بين الناس حول تلك الجرائم بشكل غير مسبوق، فالحوادث تحصل رغم تحصينات النظام الضخمة للمدينة من جهة العدة والعتاد، ورغم وجود أكثر من ثمانين حاجزًا موثقًا بالاسم والمكان، حسب آخر إحصائية للناشطين في الشهر العاشر من العام الماضي، موزعين داخل المدينة وفي محيطها.

“افتحوا الباب .. بدنا نفتش”

عند سماعك هذه العبارة فاعلم أن محصولك وحياتك في خطر، فبعدها تبدأ عملية السطو بحجّة التفتيش أو البحث عن مطلوبين، أو قد تدق بابك امرأة بوجه “مسكين”، بحثًا عن مساعدة بحجّة أنها “نازحة”، لتظهر فور فتح الباب عصابة تقتحم منزلك وتبدأ عملية النهب لكل ما هو ثمين، وفق شهادات مواطنين التقتهم عنب بلدي.

خسائر مادية كبيرة تعرضت لها العائلات المستهدفة، حسب روايات الأهالي. الذهب والدولار، وما خف وزنه وارتفع ثمنه هو الهدف الأساسي لسرقة سريعة تتم في وضح النهار، بحجة التفتيش، وعندما يبلّغ الضحايا الأمن الجنائي أو الجهات المختصة (كما تسمي نفسها) عن تلك السرقات، يتم التملص من التحقيق بالحوادث، ويقولون “إنها عصابات تتلبس لباس الأمن وليست منا”.

الشريعة، الصابونية، البرناوي، الكرامة، وغيرها، أحياء تعرضت لحالات سرقة مماثلة، بحسب ما ذكرت صفحة “حماه الآن” المعارضة على فيسبوك. جان لوراف (اسم مستعار)، ناشط إعلامي موجود في المدينة، تحدث لعنب بلدي عن الظاهرة، قائلًا إن معظم حالات سرقة المنازل تتم من قبل عصابات ملثمة مجهولة الانتماء، تدعي تبعيتها لجهات أمنية أو عسكرية، “إحدى الحالات التي وردتنا كانت في حي الصابونية، حيث دخلت العصابة المنزل بحجة البحث عن مطلوب للاحتياط، لتسرق المنزل أمام أعين أصحابه المسنّين دون قدرتهم على فعل شيء حيال ذلك”، في حين أن أحد المواطنين (نتحفظ على ذكر اسمه) أكد أن تلك المجموعات تابعة بالفعل لميليشيات النظام، وأن منزله كان ضحية سرقة مماثلة رغم قربه من قصر المحافظ، على حد قوله.

لا تخرج من منزلك ليلاً

رغم أن حوادث الخطف ليست جديدة على محافظة حماة، إلّا أنها غالبًا ما تركزت على الطرقات السريعة وخارج حدود المدينة، في حين أنها اليوم بدأت تنتشر داخل شوارعها، بعد توثيق عدّة حالات حصلت فيها مؤخرًا، ما زاد الخوف بين الناس، وقال لوراف “معظم حالات الخطف تتم ليلًا وتستهدف أشخاصًا أغنياء أو محسوبين على الطبقات المتوسطة أحيانًا، وجميعها تحصل بهدف طلب فدية مالية والتي تكون قيمتها في معظم الأحيان (خيالية) يصعب على ذوي المخطوف تأمينها دون مساعدة أحد”.

ويضيف “أما عن الخاطفين، فإن لم يتبعوا لجهات رسمية فمن المؤكد قربهم منها وتغطيتها عليهم، الأمر الذي يمنع بعض الجهات الأمنية الأخرى من القيام بواجبها تجاههم”.

الطالب في الثانوية، زيد غياث بشور، كان أحد ضحايا جرائم الخطف التي حصلت مؤخرًا، وقد قتل في 27 كانون الثاني الماضي بعد إطلاق الرصاص عليه أثناء مقاومته محاولة اختطافه على أيدي إحدى العصابات قرب المركز الطبي في حي الشريعة بحماة، حسبما ذكر والده عبر صفحته الشخصية على فيسبوك، ووفق ما نقله الأهالي.

 سرقة السيارات من على الأبواب

فقدان السيارات وسرقتها من أمام منازل أصحابها، ظاهرة أخرى انتشرت مؤخرًا، وتركزت الحالات المسجّلة في الأحياء النائية، حيث تم توثيق ثلاث حالات على الأقل، جميعها تمت ليلًا، حسب الناشط الإعلامي لوراف.

بالتزامن مع تلك الأحداث، عادت تفجيرات العبوات الناسفة إلى الواجهة، بعد غياب دام لأشهر، وذلك بافتعال تفجيرين على الأقل، أحدهما في شارع العلمين قرب مركز المدينة، والآخر قرب مسجد السرجاوي في حي باب قبلي، دون إصابات.

ويتهم لوراف الميليشيات الرديفة للنظام بالمسؤولية عن تلك التفجيرات، معتبرًا أنها “ليست المرة الأولى”، ويعلل ذلك بأنها لإحداث بلبلة في الشارع وإيهام قيادات النظام بأن الوضع الأمني في المدينة غير مستقر، وكل ذلك بهدف عدم زجهم على الجبهات المشتعلة اليوم في أرياف حماة، كما يقول.

يتهم ناشطو حماة الميليشيات التابعة لجيش النظام، خاصة اللجان الشعبية وميليشيا الدفاع الوطني، بالوقوف وراء جميع تلك العمليات دون استثناء، بعد أن “استباحت” المدينة بشكل كامل، وسط يأس الأهالي من حل للموضوع وعجز الجهات الأمنية الأخرى عن اتخاذ أي إجراءات بحق تلك الميليشيات، كونها من “عظام الرقبة”، كما يقول الأهالي.

مقالات متعلقة

مجتمع

المزيد من مجتمع