استغلت إيران الطائرات المحملة بالمساعدات إلى سوريا، بعد الزلزال المدمر في 6 من شباط، لنقل أسلحة ومعدات عسكرية، بحسب تحقيق لوكالة “رويترز“.
وذكرت الوكالة في تحقيقها، اليوم الأربعاء 12 من نيسان، أن “مئات الرحلات الجوية القادمة من إيران بدأت بالهبوط في مطارات دمشق وحلب واللاذقية لنقل المساعدات للمتضررين لكنها لم تكن لهذا الغرض”.
واعتمدت الوكالة في تحقيقها على تسعة مصادر مختلفة من سوريا وإيران وإسرائيل.
ووفق هذه المصادر، كان الهدف الرئيسي لهذه الخطوة هو دعم أنظمة الدفاع الجوي الإيرانية على الأراضي السورية ضد إسرائيل، وتقوية موقف رئيس النظام السوري، بشار الأسد.
وقال مصدران إقليميان ومصدر استخباراتي غربي إن المعدات تضمنت معدات اتصالات متقدمة وبطاريات رادارات وقطع غيار لتحدبث أنظمة الدفاع الجوي الإيرانية.
تواصلت “رويترز” مع مسؤولي استخبارات غربيين ومصادر مقرّبة من قادة إيرانيين وإسرائيليين وكذلك مع ضابط منشق عن جيش النظام السوري وآخر يعمل على هذه الرحلات للتحقق من هذا الأمر.
بينما تواصلت مع بعثة إيران لدى الأمم المتحدة للتساؤل حول القضية فردت بالنفي، فيما لم ترد حكومة النظام السوري على استفسارات الوكالة.
ونقل التحقيق عن رئيس الأبحاث السابق في الجيش الإسرائيلي، يوسي كوبرفاسر، أن “الضربات العسكرية الإسرائيلية الأخيرة في سوريا استهدفت الشحنات الإيرانية بناء على تقارير استخباراتية محددة ودقيقة للغاية”.
كما نقل عن مصدر إسرائيلي آخر طلب عدم ذكر اسمه أن “الوحدة (18 ألف) التابعة لفيلق القدس سلمت الشحنات بشكل أساسي في مطار حلب الدولي”.
وأوضح المصدر، “تُعدّ هذه الوحدة جهاز التجسس الأجنبي وذراعًا شبه عسكرية للحرس الثوري الإيراني، فيما تم النقل البري عبر وحدة النقل (190)”.
المعدّات نقلت إلى مطار حلب
وبحسب التحقيق، فإن الضربات الأخيرة على مطار حلب الدولي جاءت بعد ساعات من هبوط طائرتي شحن إيرانيتين حملت معدات عسكرية جديدة نُقلت تحت ستار المساعدات الإنسانية لضحايا الزلزال.
كما نقل التحقيق عن ضابط في جيش النظام السوري لم يذكر اسمه أن الإسرائيليين “يكثفون ضرباتهم لهزيمة إيران في سوريا، لعلمهم أن شيئًا ما يجري تطويره بسرعة”.
وأضاف الضابط، “الزلزال خلق الظروف المناسبة وحالة الفوضى سمحت للطائرات الإيرانية بالهبوط بسهولة”.
في حين قال مصدر إقليمي للوكالة في تحقيقها إن “إسرائيل قصفت محطة رادار تُستخدم للطائرات المسيرة”.
وأضاف، “نعتقد أن إيران نقلت كميات ضخمة من الذخيرة وجرى تخزينها كبديل عن تلك التي قصفتها إسرائيل في وقت سابق”.
تقرير سابق حول شبكات صاروخية
ويتقاطع تحقيق “رويترز” مع ما نشره موقع “إسرائيل هيوم” حول الأمر ذاته، إذ قال في تقرير مطول إن إيران تعمل على إنشاء شبكة من الدفاع الجوي تمتد من العراق إلى سوريا ولبنان لتطويق إسرائيل ودول عربية أخرى.
ونشر الموقع أسماء ضباط إيرانيين قال إنهم يعملون في سوريا على إنشاء شبكات دفاع صاروخي إيراني.
أشار التقرير إلى أن إيران عملت على مشروع شبكات الدفاع الصاروخي المتطورة منذ سنوات، وسيعمل في إطار قوات النظام السوري و”حزب الله”، بـ”عملية سرّية للغاية”.
ويدور الحديث حول أنظمة دفاع جوي متطورة يصل مداها لمئات الكيلومترات، بحسب الموقع، بالإضافة إلى أنظمة تكتيكية محلية تقدمها إيران بشكل مجاني لحلفائها في سوريا والعراق واليمن.