عروة قنواتي
يفعل السيد بيب غوارديولا كل ما هو مطلوب منه وزيادة في مسابقات إنجلترا الرئيسة والثانوية، بل إنه يظهر مع مجموعته في كل موسم مرعبًا وساحقًا لأمجاد الفرق التي اعتادت اعتلاء منصات التتويج في إنجلترا وأوروبا، وبأرقام قياسية، ناهيك بالتفاهمات الرهيبة والتعاقدات المخيفة التي يحصّن نفسه بها في كل عام، وأحدثها النرويجي الشاب الهداف إيرلينغ هالاند.
في أربعة مواسم قضاها بالكامل داخل بيت “السيتيزن”، حقق غوارديولا عشرة ألقاب محلية في الدوري والكأس والرابطة والدرع، وها هو يخوض غمار الموسم الخامس ملاحقًا “المدفعجية” المتصدرين مع بقاء تسع جولات لنهاية الدوري، وسيلاقي شيفيلد في نصف نهائي كأس الاتحاد، أما أوروبيًا فهو يبحث مجددًا عن النجمة الأولى على لباس السيتي من خلال مواجهته للبافاري العملاق ذهابًا وإيابًا في ربع نهائي “الشامبيونزليج”.
ويعلم المدرب الإسباني أن مسيرته وكل ما قدمه في مانشستر سيتي، سيُحكم عليه من خلال نجمة أولى في سجلات الفريق الإنجليزي بعنوان دوري أبطال أوروبا، رغم منافسة الفريق على ثلاثة ألقاب في الموسم الحالي.
وصل غوارديولا إلى النهائي قبل عامين، وخسر أمام خصم إنجليزي آخر هو البلوز تشيلسي، الذي كان حينها تحت قيادة الألماني توماس توخيل بهدف دون رد، فيما خرج من نصف نهائي المسابقة العام الماضي بفعل ريمونتادا النادي الملكي في مباراة الإياب. أحيانًا يصاب عشاق النادي وجمهور كرة القدم بالجمود والخيبة لسهولة خروج الفريق من المسابقة الأوروبية أمام خصوم من المفترض أن يعلو كعب السيتي عليهم، كما حصل أمام توتنهام هوتسبير وليون قبل سنوات، وتذهب الاتهامات لتطال فلسفة السيد غوارديولا المبالغ بها ضمن مباريات لا تُحسم إلا بالتفاصيل الصغيرة والبسيطة.
هذا الموسم، وكما هو واضح في مشهد كل لقب ينافس عليه الفيلسوف مع فريقه، “موسم الجهد المضاعف والتركيز والحظ”، فإذا كانت مسابقة الكأس تتطلب جهود السيتي فقط في الفوز بنصف النهائي والنهائي، ومسابقة دوري أبطال أوروبا تتطلب عبور ألغام البافاري ومن ثم مطبات الريال أو تشيلسي وصولًا إلى المباراة النهائية وحسم اللقب أمام خصم كل الإشارات المسبقة تؤكد هويته الإيطالية، فإن موسم “البريميرليج” يتطلب الجهد والتركيز والحظ وخدمات من فرق منافسة من أجل تذليل الفارق بين السيتي وأرسنال، أي أن فوز السيتي في لقائه المرتقب مع أرسنال في آخر نيسان الحالي لا يكفي. يجب أن تقدَّم خدمة للسيتي من ليفربول أو تشيلسي أو نيوكاسل، وهي الفرق الأقدر والأقرب لمنافسة “مدفعجية” السيد أرتيتا ضمن 90 دقيقة قد تحوّل الكأس من يد التلميذ إلى يد الأستاذ.
لكن وبنفس الأهمية، وطالما أن البطولتين في كأس الاتحاد والأبطال لا تحتاجان إلى الخدمات الخارجية بل إلى جهد المدرب ولاعبيه وتركيزهم وهفوات الخصوم، ماذا لو خرج بيب غوارديولا بلا نجمة أوروبية أيضًا هذا الموسم؟
مع العدد المميز والمتاح للاعبين الموهوبين والنجوم داخل التشكيلة الأساسية ودكة البدلاء، هل ستتعرض مكانة الإسباني للاهتزاز؟
هل سيبقى في مكانه مديرًا فنيًا للفريق أم سيخرج بعد سنوات أسس وأكد فيها وجود السماوي محليًا وفشل بذلك أوروبيًا؟ هل ستبقى لعنة برشلونة التي سجل فيها الإسباني الفيلسوف لقبه الأول والثاني أوروبيًا ولم يعد ليحمل الكأس بعدها، تلاحقه في تجربته الثانية بعد بايرن ميونيخ الألماني؟
تفاصيل الطريق الجديد لرحلة بيب غوارديولا الصعبة هذا الموسم تبدأ الثلاثاء المقبل بمواجهة البافاري مع مدربه الجديد توماس توخيل في ذهاب ربع نهائي “الشامبيونزليغ”، وكل الاحتمالات تشير إلى أن عنوان الفيلسوف لهذه الرحلة ” أكون أو لا أكون”.