مطابخ خيرية في الشمال.. تنشط في رمضان ولا تسد الحاجة
إدلب – محمد نعسان دبل
مع كل عام في بداية شهر رمضان المبارك، تبدأ المنظمات والجمعيات الخيرية بإنشاء مطابخ توزع وجبات الإفطار على النازحين الموجودين في الشمال السوري، لكن في العام الحالي، أضافت كارثة الزلزال نازحين جددًا إلى قائمة المحتاجين إلى المساعدات الغذائية أو الطبية أو الإيواء.
وبحسب مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة (أوتشا)، نزح أكثر من 103 آلاف شخص في شمال غربي سوريا، منذ وقوع الزلزال الأول في 6 من شباط الماضي، مع وجود نحو 1.9 مليون شخص يعيشون في المخيمات.
مطابخ لا تسد الحاجة
نشطت عديد من المطابخ الخيرية خلال شهر رمضان لتوزيع طعام الإفطار على النازحين في المخيمات والمتضررين من الزلزال، ولكن أعداد المحتاجين الكبيرة لا تغطيها هذه المطابخ الموزعة في بعض المناطق.
ومنها مطبخ “أُلفة” الخيري في منطقة دركوش بريف جسر الشغور، الذي يوزع وجبات على المخيمات المحيطة بالمنطقة.
وقال ياسر عز الدين، أحد القائمين على المطبخ، لعنب بلدي، إنهم يوزعون 300 وجبة يوميًا على النازحين والمتضررين من الزلزال هذا العام، سعيًا منهم لتخفيف أعباء المصروف والطهو، خاصة في ظل الغلاء وقلة فرص العمل والنزوح المتكرر.
وأضاف عز الدين أن الوجبات تتنوع، وفيها الأرز بأنواعه و”الفريكة” والبرغل، وتحوي على اللحوم الحمراء أو البيضاء، وأحيانًا يقدمون أيضًا المشاوي بأنواعها.
ولم يذكر عز الدين كمية الطعام المقدم، قائلًا إنهم لا يعتمدون على الكمية بل على النوعية، إذ تجهز هذه الوجبات “بطريقة احترافية” مع مراعاة شروط النظافة، ويشرف على الطهو بشكل مباشر “شيف” مختص بطبخ الكميات الكبيرة.
وتعتبر منطقة ريف جسر الشغور من المناطق التي تضررت بشكل كبير بالزلزال، إذ تعرضت منازل كثيرة للدمار أو التصدعات.
ولجأ الناجون من الزلزال إما إلى مراكز إيواء أنشئت حديثًا، وإما إلى المخيمات القديمة التي زاد عدد خيامها بنزوح المتضررين.
حسيب الصالح، أحد المشرفين على مطبخ “منصتكم” الخيري في ريف جسر الشغور، الذي يتركز عمله في المخيمات المحيطة بالمنطقة، أوضح لعنب بلدي آلية عمل المطبخ قائلًا، “نحن عبارة عن فريق يجمع التبرعات، لطبخ الطعام وتوزيع وجبات الإفطار على الناس”.
وأشار الصالح إلى أن المخيمات زادت بسبب إنشاء مراكز إيواء جديدة لمتضرري الزلزال، أو بسبب زيادة عدد المخيمات على مدار العام لإيواء النازحين القادمين من المناطق الأخرى، وقال الصالح إن الحاجة “كبيرة”، ولا يمكن لمطبخ واحد أو عشرة أن تسدها في المنطقة.
غلاء الأسعار يزيد المعاناة
تضاعفت أسعار المواد الغذائية بداية العام الحالي، بالمقارنة مع ذات الفترة من عام 2022، وفق برنامج الأغذية العالمي، بينما لم توازِ الأجور أو المساعدات العينية أو المالية هذا الغلاء، وفي آذار الماضي، أعلن البرنامج التابع للأمم المتحدة تخفيض محتويات السلة الغذائية التي تقدم للمحتاجين بدءًا من نيسان الحالي، للمرة السادسة منذ عام 2020.
أحمد ملندي، نازح في مخيم بريف حلب ضمن منطقة عيون عارة التابعة لدركوش، قال لعنب بلدي، “نزحنا من بيوتنا التي تصدع أغلبها وتضرر، وتهدم جزء كبير منها بشكل كامل، لنأتي إلى هذا المخيم دون جلب أي أغراض”.
وعبّر أحمد عن حزنه من سوء الأوضاع المعيشية التي تواجهها عائلته بقوله، “تمر علينا أيام في رمضان لا ندري كيف سنؤمّن طعام الإفطار”، موجهًا شكره للمطابخ الخيرية التي تخفف عنه وعن بقية العائلات بعض الحاجة الغذائية في ظل الأوضاع الاقتصادية “الصعبة”، على حد تعبيره.
خالد أحمد، اشتكى لعنب بلدي غلاء الأسعار، موضحًا أنها ازدادت بشكل ملحوظ في شهر رمضان.
ويصل الأجر الوسطي لعامل المياومة إلى 70 ليرة تركية باليوم، وهو مبلغ لا يشتري حاجات العائلة من الخضار بسبب ارتفاع أسعارها أيضًا، وفق ما رصدته عنب بلدي مؤخرًا بعد وقوع كارثة الزلزال.
وازداد تدهور الأوضاع الاقتصادية، واعتماد السكان على المساعدات، وتقضي ملايين العائلات السورية أيامها قلقة من كيفية حصولها على الوجبة التالية، بحسب “الأغذية العالمي”، وهو ما تضاعف بعد كارثة الزلزال، إذ خسر قسم من السكان بيوتهم وعملهم، فضلًا عن أرواح أقاربهم.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :