جامعيو الشمال يصفون “رمضانهم” بعيدًا عن العائلة

  • 2023/04/09
  • 2:03 م
طالب جامعي يعد طعام الإفطار في مدينة أعزاز شمالي حلب- 7 نيسان 2023 (عنب بلدي/ ديان جنباز)

طالب جامعي يعد طعام الإفطار في مدينة أعزاز شمالي حلب- 7 نيسان 2023 (عنب بلدي/ ديان جنباز)

اعزاز – ديان جنباز

بالنسبة لطلاب الجامعات، تختلف طقوس المائدة خلال رمضان عن حالتها الاعتيادية، خصوصًا لأولئك المقيمين بعيدًا عن عائلاتهم، إذ يفتقدون مائدة الأسرة وأجواء الألفة في شهر رمضان.

تواصل الجامعات في الشمال السوري عامها الدراسي الحالي، ويستكمل الطلاب العملية التعليمية في رمضان ضمن سكنهم الجامعي أو الطلابي في ظل صعوبات اقتصادية تتأثر بها المنطقة وبقية مناطق سوريا، ومع غلاء أسعار السلع الغذائية، تكاد تغيب المبادرات والفعاليات الطلابية لتقديم وجبات إفطار خاصة بهم.

لا وقت لإعداد الطعام

بين التزامات الدراسة وواجباتها، لا يملك أحمد النيعة وقتًا كافيًا لإعداد وجبات إفطار يكسر بها صيامه، وها هو يعيش ظرفًا مختلفًا عما اعتاده عند الأهل، فطقس وموعد وجبة الإفطار في منزل العائلة “مقدس”، بحسب تعبيره.

“ناهيك بضيق الوقت وعدم إمكانية إعداد الطعام”، تبقى لسفرة الأسرة أجواؤها الروحية وأصنافها المتعددة، فهي “جنة مقارنة بالوضع الراهن خلال الإقامة في السكن الجامعي”، قال أحمد لعنب بلدي.

ولا مقارنة بين أجواء رمضان في منزل الأسرة والسكن الجامعي، بحسب أحمد، إذ يتأخر إفطاره ساعات عن الموعد ريثما يُتاح الوقت لتحضير ما يأكله، كما يفقد الطعام نكهته المألوفة.

أحمد، طالب في كلية هندسة العمارة بجامعة “حلب الحرة”، يقضي أولى ساعات يومه بدوامه الجامعي، ليلتحق بعد ذلك بعمله الذي يستغرق ما لا يقل عن ثماني ساعات من يومه، ليصل إلى منزله ويجد أن موعد الإفطار قد فات.

لا يملك كثيرًا من الخيارات، وغالبًا ما يلجأ إلى ما يملكه من طعام قديم في ثلاجة مسكنه الصغير، إذ لا وقت لإعداد الطعام، ولا إمكانية لشرائه بشكل يومي.

وجبة السحور تعتبر الأهم بالنسبة لكرم محمد، إذ يجتمع مع أصدقائه ليبدؤوا بتحضير الطعام في موعده، وهو ما وصفه كرم بـ”متعة الأجواء الرمضانية” التي تتزامن مع مرور “المسحراتي” من الحي، بحسب ما قاله لعنب بلدي.

يصف كرم مهارته ورفاقه بإعداد الطعام، علمًا أنهم يعملون على إعداد وجبات خفيفة تتناسب مع الوقت المتاح، والسلع المتوفرة.

قال كرم إنه يتبادل مع العائلة البعيدة، كل يوم، عبر وسائل التواصل الاجتماعي صور الطعام والتحضيرات، محاولًا مشاركتهم أجواء رمضان.

طالب جامعي يعد طعام الإفطار في مدينة أعزاز شمالي حلب- 7 نيسان 2023 (عنب بلدي/ ديان جنباز)

خلق أجواء مماثلة

تقيم الطالبة فاطمة الحسن مع صديقاتها في سكن جامعي للبنات، وتحاول المجموعة خلق أجواء لا تختلف عن تلك التي يعشنها في كنف العائلة، من خلال إعداد الموائد الرمضانية.

فاطمة قالت لعنب بلدي، إن وجبة الإفطار أساسية لتجمعهن، فهي تمنح الشعور بالإنجاز وتخطي الصعوبات التي واجهتهن خلال اليوم من عمل ودراسة.

وما يخفف عن الطالبات وطأة البعد عن العائلة، أن معظمهن يُجدن إعداد الطعام وتحضير المائدة، بحسب ما قالته فاطمة.

أما زميلتها خديجة التي تقيم في السكن الجامعي نفسه، فتحدثت عن بعض المعوقات، مثل شراء الحاجات اللازمة لإعداد الطعام، خصوصًا مع موجة ارتفاع الأسعار التي تضرب الأسواق في رمضان.

خديجة التي تعمل لعدة ساعات يوميًا، قالت لعنب بلدي، إن ارتفاع الأسعار أجبر الطلبة على العمل إلى جانب الدراسة لتغطية نفقاتهم الجامعية والمعيشية.

وغابت الفعاليات الرمضانية هذا العام عن مساكن طلاب الجامعات، التي تقدمها عادة منظمات أو جهات داعمة للقطاع التعليمي، بحسب طلاب ممن قابلتهم عنب بلدي في مدينة اعزاز شمالي حلب.

وتشهد الأسواق ارتفاعًا ملحوظًا في أسعار المأكولات والمشروبات الرمضانية التقليدية مقارنة بالعام الماضي، وهو ما قد يحرم الأفراد من شرائها كما جرت العادة خلال السنوات السابقة.

ووصل سعر الكيلوغرام الواحد من لحم الخروف إلى 170 ليرة تركية، بينما ارتفع سعر لحم العجل إلى 150 ليرة، وكيلو لحم الدجاج إلى 45 ليرة.

ارتفاع أسعار اللحوم رافقه ارتفاع بأسعار معظم أصناف الخضراوات، ومن ضمنها تلك التي تعتبر رئيسة كالطماطم وغيرها.

وتنتشر شمالي حلب خمس جامعات بين خاصة وعامة إلى جانب عديد من المعاهد.

تعتبر جامعة “حلب الحرة” الأكبر بينها، وتتبع لـ”الحكومة السورية المؤقتة”، وبحسب ما جاء عبر موقعها الرسمي، تضم الجامعة 11 ألفًا و761 طالبًا، يتوزعون على أفرعها في مناطق سيطرة “الجيش الوطني” شمالي وشرقي محافظة حلب.

بينما تضم جامعات أخرى الآلاف من الطلاب، وتتركز معظم مقارها في مدينة اعزاز شمالي حلب.

مقالات متعلقة

مجتمع

المزيد من مجتمع