“سوق الأربعاء”.. خيار سكان القامشلي في الأزمة
الحسكة – مجد السالم
أصبحت السوق المحلية المعروفة بـ”سوق الأربعاء” بالقامشلي، وجهة رئيسة لـ”كثير” من الأشخاص الذين يعيشون في المدينة والمناطق المجاورة، وزاد من شعبيتها التدهور المستمر في قيمة الليرة السورية أمام الدولار، والأوضاع الاقتصادية الصعبة التي يعانيها السكان.
وتشتهر السوق بكون أسعارها منخفضة، إذا ما قورنت بالأسعار في أسواق أخرى.
خيار السكان
يشتري نايف الحسين (58 عامًا) جميع حاجيات عائلته من هذه السوق، من بينها المواد الغذائية الأساسية والخضراوات، وقال لعنب بلدي، إنه مع بداية رمضان الحالي أصبح المكان “خيارًا اقتصاديًا” له وللعشرات ممن يعرفهم، إذ تكون الأسعار في هذه السوق أقل من سوق المدينة المركزية.
تعد “سوق الأربعاء” تجمعًا لمئات الباعة المتجولين الذين يفترشون الأرض ليعرضوا مختلف أنواع البضائع، أو يبيعون على “البسطات”، ومنهم من يمتلك سيارة صغيرة معدّلة على هيئة محل صغير لتعبئتها بمختلف أنواع السلع.
وبحسب ما رصدته عنب بلدي، فإن المواد الغذائية الأساسية ثم الخضراوات من أهم ما يُعرض في السوق التي تلقى إقبالًا من قبل الزبائن، وهناك أيضًا الألبسة والأحذية
وعلى الرغم من أن عديدًا من السلع المعروضة قد تكون جودتها منخفضة، فإنها تظل خيارًا اقتصاديًا للفقراء وذوي الدخل المحدود، والقادمين من القامشلي وريفها.
أجواء “الألفة والبساطة”
“الناس هنا يشعرون وكأنهم عائلة واحدة وأبناء طبقة واحدة، يتسوقون وسط أجواء من الألفة والبساطة، يراعون ظروف بعضهم بعضًا، والباعة أبعد ما يكونون عن الطمع والجشع، فكل بضاعتهم رخيصة مهما كانت”.
بهذه الكلمات عبر البائع ثائر المحمد (45 عامًا) لعنب بلدي عن طبيعة عمل السوق ونشاطها وتفاعل الزبائن والبيع والشراء داخل السوق التي قضى فيها عشر سنوات، إذ بلغ عمر السوق أكثر من 40 عامًا حتى أصبح إحدى “عادات السكان، ومعلمًا من معالم القامشلي”.
وأضاف ثائر أن الأوضاع الاقتصادية التي يعانيها الجميع زادت من الإقبال على السوق “بشكل مضاعف”، خلال السنوات الماضية.
لدى ثائر سيارة صغيرة حوّلها إلى “دكان متنقل”، يبيع عليها مختلف أنواع السلع الغذائية، بأسعار أقل من الأماكن الأخرى بنحو 1500 ليرة سورية لكل مادة، على حد قوله.
وعلى الرغم من صغر حجم سيارته وقلة بضاعته، قال ثائر المحمد، إنه يبيع في اليوم الواحد بتقدير وسطي بنحو 500 ألف ليرة سورية.
بينما تصل مبيعات بعض التجار في السوق نفسها إلى ملايين الليرات يوميًا، وذلك دليل على حركة البيع والشراء والإقبال الشديد على السوق من قبل السكان، بحسب ثائر.
طوال الأسبوع
رغم اشتهار السوق باسم “سوق الأربعاء”، فإنها تستمر بفتح أبوابها طوال أيام الأسبوع، نظرًا إلى الإقبال الكبير للسكان على التسوق منها.
وبحسب متسوقين قابلتهم عنب بلدي في الحسكة، فإن السوق تتنقل وسط أحياء المدينة بين الحين والآخر، ويحدد مكانها باتفاق مسبق بين الباعة.
وكانت مبادرة “REACH” الإنسانية أصدرت تقريرًا رصدت خلاله أثر استمرار تدهور الوضع الاقتصادي لدى المجتمع المضيف والأسر النازحة مع ازدياد الأسعار، وانخفاض القوة الشرائية للأفراد، على تلبية الاحتياجات الأساسية في محافظة الحسكة شمال شرقي سوريا.
واستند التقرير إلى شهادات لأكثر من 205 عائلات من المجتمع المضيف والنازحين خلال أيار 2022، وأفادت 70% من الأُسر أن قدرتها على تلبية الاحتياجات الأساسية تراجعت مطلع العام نفسه، ونتيجة لهذا، كانت 78% من العائلات مديونة، و74% منها غير قادرة على سداد ديونها خلال الأشهر الستة التالية.
وللتغلب على نقص الغذاء، خفضت 60% من الأسر من عدد الوجبات اليومية، بينما قيّد 30% من أرباب الأسر من استهلاك المواد الغذائية، حتى يتمكن أطفالهم من تناول الطعام لبقية الأسبوع، وفق التقرير.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :