عبّرت الولايات المتحدة الأمريكية عن “صدمتها” جراء تطوير السعودية علاقاتها وفتحها مسارات تقارب مع كل من إيران والنظام السوري، في أول موقف أمريكي من القضية.
وذكرت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية، الخميس 6 من نيسان، أن مدير وكالة الاستخبارات المركزية، وليا بيرنز، وخلال زيارة غير معلَنة إلى الرياض قبل أيام، أخبر ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، أن واشنطن شعرت بالصدمة من تقارب الرياض مع طهران ودمشق.
وأشار المسؤول الأمريكي إلى أن الطرفين لا يزالان يخضعان لعقوبات شديدة من قبل الغرب، مشيرًا في الوقت نفسه إلى رعاية “منافسين عالميين” لواشنطن لمسارات التقارب هذه.
كما ناقش المسؤول التعاون في المجالات الاستخباراتية ومكافحة الإرهاب مع المسؤولين السعوديين.
وكانت قناة “العربية” السعودية تحدثت، في 5 من نيسان الحالي، عن زيارة مدير وكالة الاستخبارات الأمريكية إلى السعودية، لتعزيز التزام واشنطن بالتعاون الاستخباراتي، نقلًا عن مسؤول أمريكي لم تسمِّه القناة.
ويأتي الموقف الأمريكي في ظل تنشيط الرياض علاقة مقطوعة منذ ست سنوات مع طهران، ويندرج في هذا السياق لقاء وزيري الخارجية، السعودي فيصل بن فرحان، والإيراني حسين أمير عبد اللهيان، في العاصمة الصينية، بكين.
وخلال اللقاء، اتفق الجانبان على إعادة فتح البعثات الدبلوماسية خلال المدة المتفق عليها (شهران)، والمضي بإجراءات فتح سفارتي البلدين وقنصليتيهما.
ووفق البيان الختامي الذي تبع لقاء الوزيرين، الخميس، جرى الاتفاق على استئناف الرحلات الجوية، وتبادل الزيارات للوفود الرسمية والقطاع الخاص.
ويعتبر لقاء الوزيرين تمهيدًا لقمة رفيعة المستوى لقادة دول الخليج العربي والمسؤولين الإيرانيين، بناء على اقتراح صيني لاستضافة اللقاء في وقت لاحق هذا العام، وفق “وول ستريت جورنال“.
الرياض ودمشق
في 2 من نيسان الحالي، ذكرت وكالة “رويترز” أن الرياض تعتزم دعوة رئيس النظام السوري لحضور القمة العربية المقرر انعقاد دورتها الـ32 في السعودية.
وقال مصدران، إن ابن فرحان سيتوجه إلى دمشق خلال الأسابيع المقبلة لتسليم الأسد دعوة رسمية لحضور القمة المقررة في 19 من أيار المقبل، وفق “رويترز“.
وفي خطوة تعد الأهم في مسار تطور العلاقات بين الجانبين على مدار السنوات الـ12 الماضية، نقلت “رويترز” عن مصادر لم تسمِّها، في 23 من آذار الماضي، أن سوريا والسعودية اتفقتا على إعادة فتح سفارتيهما بعد عيد الفطر المقبل.
ونقلًا عن مصدر أمني مصري، مطلع نيسان الحالي، قالت “رويترز”، إن لقاء وزير الخارجية في حكومة النظام السوري، فيصل المقداد، مع نظيره المصري، سامح شكري، في أول زيارة رسمية لمصر منذ بدء الثورة عام 2011، يهدف إلى “وضع خطوات لعودة سوريا إلى الجامعة العربية بوساطة مصرية وسعودية”.
وقطعت الرياض علاقتها بالنظام السوري بعد مرور نحو ثمانية أشهر على اندلاع الثورة السورية 2011، في موقف انخرطت به نحو 18 دولة عربية صوّتت لتجميد عضوية النظام في جامعة الدول العربية.
–