خورشيد محمد – الحراك السّلمي السّوري
في أخلاق القتال (2)
أولاً: الصامتون
يصدف في المعارك أن تتواجد فئة مستضعفة صامتة من المؤمنين بالثورة لكنّها إما لا تجد حيلة ولا تهتدي سبيلاً {إلاَّ الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاء وَالْوِلْدَانِ لاَ يَسْتَطِيعُونَ حِيلَةً وَلاَ يَهْتَدُونَ سَبِيلاً} (سورة النساء، 98) أو لأنها تخدم الثورة في صمت أو لسبب لا نعرفه.
من المهم التحري عن إمكانية وجود تلك الفئة وعدم استعجال الهجوم حتى لو سنحت الفرصة إذا كان الثمن قتلهم دون علم، ولو كان ثمن الحفاظ على أرواحهم تأخير النصر فليكن كما حصل في صلح الحديبية وفتح مكة {وَلَوْلا رِجَالٌ مُّؤْمِنُونَ وَنِسَاء مُّؤْمِنَاتٌ لَّمْ تَعْلَمُوهُمْ أَن تَطَؤُوهُمْ فَتُصِيبَكُم مِّنْهُم مَّعَرَّةٌ بِغَيْرِ عِلْمٍ} (سورة الفتح، 25).
ثانياً: طالبو الأمان
يحدث في المعارك أن يأتي جندي من الطرف الآخر معلنًا الاستسلام، فلنحذر أن نقتله بحجة أنه لا يؤمّن وأنه قالها خوفًا أو خداعًا فذلك دليل أن قتالنا هو لمصالح دنيوية وبعض قطع السلاح وليس لمبادئنا! {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَتَبَيَّنُواْ وَلاَ تَقُولُواْ لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمُ السَّلامَ لَسْتَ مُؤْمِنًا تَبْتَغُونَ عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فَعِندَ اللَّهِ مَغَانِمُ كَثِيرَةٌ كَذَلِكَ كُنتُم مِّن قَبْلُ فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْكُمْ فَتَبَيَّنُواْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا} (سورة النساء، 94)
ثالثاً: المعتزلون
شريحة من الجنود تقف في الوسط لا تريد محاربة النظام ولا محاربتنا، يجب أن لا نضغط عليهم ونخونهم ونثير حميتهم بل على العكس يجب تشجيعهم والترحيب بهم لأننا إن لم نفعل ذلك وأصررنا على تخييرهم فإن الله سيسلطهم علينا من خلال تناقص الانشقاقات وبقائهم في صف النظام !{أَوْ جَاؤُوكُمْ حَصِرَتْ صُدُورُهُمْ أَن يُقَاتِلُوكُمْ أَوْ يُقَاتِلُواْ قَوْمَهُمْ وَلَوْ شَاء اللَّهُ لَسَلَّطَهُمْ عَلَيْكُمْ فَلَقَاتَلُوكُمْ فَإِنِ اعْتَزَلُوكُمْ فَلَمْ يُقَاتِلُوكُمْ وَأَلْقَوْا إِلَيْكُمُ السَّلَمَ فَمَا جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ عَلَيْهِمْ سَبِيلاً} (سورة النساء، 90)