لديهم عالمهم وخيالهم الواسع
ثلاثة أطفال تحققت أحلامهم والتقوا بنجومهم المفضلين
ليسوا متابعين سلبيين للرياضة، أو مجرد جمهور يرتقب نتيجة المباراة، فالأطفال جماهير بريئة لا تعترف بلغة الأرقام، هي فقط تشجع وتستمتع وتنتقي نجمها المفضل.
غلاء القمصان لا يمنعهم من اقتناء قميص نجمهم المفضل، كما لا يمنعهم غياب ظروف اللعب في أحيائهم بسبب الحرب، من تمثيلها بكرة وملعب وقمصان ونجوم في خيالهم اللامحدود.
الطفل الأفغاني مرتضى
يطلق على نفسه “ميسي” ويصنع “كامب نو” صغير ليكمل به خياله، ويجبر أصدقاءه على مناداته باسم لاعبه المفضل، هناك في ولاية غزني جنوب أفغانستان.
لم يستطع والد مرتضى، صاحب الخمس سنوات، تلبية طلبه بشراء قميص للمنتخب الأرجنتيني يحمل الرقم 10 الذي يرتديه ميسي، بسبب ضيق الحالة المادية للعائلة، ما دفع الكروي الصغير لجمع عدد من الأكياس البلاستيكية البيضاء والزرقاء وساعده إخوته في قصها وحياكتها على هيئة قميص المنتخب الأرجنتيني، وكتب على ظهره اسم النجم الأرجنتيني ورقم 10.
لم تبق قصة الصغير صاحب الخيال الواسع حبيسة أجواء الانفجارات في أفغانستان، بل وصلت إلى ما لم تتخيله العائلة خلال كانون الثاني الماضي، عندما نشر جندي في قوات التحالف قصته على مواقع التواصل الاجتماعي مرفقة بصور “قميص النايلون”.
وعلق عارف أحمدي، والد الطفل، أن طلب مرتضى بشراء قميص صعب المنال، لأنهم فقراء ويعيشون ظروفًا صعبة في حي أفغاني فقير، كما أنه حاول التواصل مع النادي قبل نشر قصة ابنه ولكن دون جدوى.
ولأن العالم اليوم أصغر مما نتخيل، فقد وصلت القصة إلى ميسي الذي خطط مع إدارة نادي برشلونة للقاء اللاعب الصغير، وكتب موقع النادي الرسمي رسالة رسمية تحمل توقيع النجم الأرجنتيني إلى اتحاد كرة القدم الأفغاني، وأكد المتحدث باسم الاتحاد، سيد علي كاظمي، أن ميسي كتب في رسالته أن قصة مرتضى أثرت به ويرغب فعلًا بلقائه، وأنه تم تنسيق موعد اللقاء لتحقيق حلم النجم الصغير.
كما أطلق مواطن بريطاني حملة دعم للطفل، عبر وسائل التواصل الاجتماعي، لجمع التواقيع المطالبة بسفر مرتضى إلى “الكامب نو” الحقيقي ومشاهدة الكلاسيكو الإسباني ونجمه المفضل في أرضية الملعب.
وقال مرتضى للجزيرة “أنا أحب ميسي وكرة القدم، أريد اللقاء به وأن أصبح نجمًا عالميًا مثله، يومًا ما”.
ميسي العراقي
في قصة مشابهة أفادت وسائل إعلام إسبانية أن ليونيل ميسي، يبحث عن طفل عراقي انتشرت صورته مؤخرًا عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ولم يظهر بها وجه الطفل، مرتديًا قميصًا للمنتخب الأرجنتيني مصنوعًا من كيس بلاستيكي أيضًا ويحمل الرقم 10.
وخصصت صحيفة ديبورتيفو الكتالونية مقالًا للطفل، وأكدت أن ميسي كلف عددًا من الصحفيين للبحث عنه، بعدما نشرت صورته في صحيفة فاناتيك عن مدونة رياضية تركية أفادت أن الطفل عراقي من محافظة دهوك في إقليم كردستان.
ونشر حساب باسم ميسي على تويتر، منتصف الشهر الماضي صورة الطفل بعنوان “طفل من العراق، نبحث عنه ونريد أن نقدم له شيئًا خاصًا”.
حيدر يلتقي كريستيانو رونالدو
التقى الطفل اللبناني حيدر مصطفى، صاحب الأربع سنوات، النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو، في 19 كانون الثاني الماضي، بعد نشر صورة الطفل وهو يرتدي قميص ريال مدريد عندما استهدف تفجير عائلته في لبنان.
الطفل حيدر أصبح يتيمًا بعد التفجير في بيروت شهر تشرين الثاني الماضي، وتمكنت رابطة ريال مدريد في لبنان بتنظيم حملة كبيرة على وسائل التواصل الاجتماعي تطالب رونالدو بلقاء حيدر والتواصل مع إدارة النادي الإسباني.
وتحقق حلم حيدر بالذهاب إلى سنتياغو برنابيو ورؤية رونالدو وأعضاء النادي الملكي، كما دعي الرياضي الصغير إلى حضور مباراة ريال مدريد ورايو فاليكانو في الليغا الإسبانية.
لكن وسائل إعلام لبنانية انتقدت استغلال قضية الطفل حيدر مصطفى إعلاميًا، وتحجيم حلمه برؤية النجم البرتغالي بعد فقده لأفراد عائلته وهو في سن أربع سنوات، وذكرت جريدة السفير اللبنانية حسب مصادر مقربة من رونالدو أنه مستاء من الحملة الإعلامية الكبيرة التي تناولتها وسائل التواصل الإعلامي للتعاطف مع الطفل الناجي من التفجير لرؤية نجمه الرياضي، على اعتبارها “غير واقعية لطفل في الرابعة”.
ليست القصص الثلاث الأولى من نوعها، فهناك قصص أخرى كثيرة لأطفال حلموا بلقاء النجوم، وأحبوا كرة القدم، وتعدت أحلامهم الكابتن ماجد والكابتن رابح إلى النجوم الحقيقيين، فهل تصل أسماؤهم إلى العالمية؟
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :