كشفت معلومات استخباراتية، نشرتها صحيفة “مالطا اليوم”، أن شركة “أجنحة الشام” السورية للطيران، نقلت مئات المهاجرين، من الجنسية البنغلاديشية، على متن رحلاتها من دمشق إلى ليبيا، بهدف ركوبهم القوارب بعد ذلك ووصولهم لأوروبا.
وقالت الصحيفة، في تقريرها المنشور في 2 من نيسان الحالي، إن “الجماعات الإجرامية” تفرض على كل مهاجر دفع 1500 يورو مقابل نقله من دمشق لبنغازي، كما يفرض على المهاجرين مبلغ بقيمة 500 يورو كـ”رسوم إدارية”.
ووفق التقرير، يحصل المهاجرون على تذاكر الطيران في المطار، ولا يمكن شراؤها إلا نقدًا من وكالة سفر معينة، كما تشير المعلومات الاستخبارية إلى أن المهربين يأخذون جوازات سفر المهاجرين ويحجزون الرحلات نيابة عنهم.
وفي ليبيا، ينقل المهاجرون بعد ذلك إلى قوارب، وتبدأ رحلتهم المحفوفة بالمخاطر عبر البحر الأبيض المتوسط، في محاولة منهم الوصول إلى إيطاليا.
وأوضحت الصحيفة، أن مصدر هذه المعلومات الاستخباراتية هو وكالة الحدود الأوروبية “فرونتكس”، بالإضافة إلى جلسات استجواب للشرطة الإيطالية والمالطية مع المهاجرين الذين تم إنقاذهم، مشيرة إلى أنه تم تقديم تقرير يتضمن تفاصيل شبكة التهريب هذه إلى المفوضية الأوروبية.
تشير المعلومات الاستخباراتية إلى أن الرابط الجوي إلى بنغازي يستخدم أيضًا للمواطنين السوريين، على الرغم من تهريب الجنسيتين بشكل منفصل، نظرًا لطبيعة الرحلات.
ولم يتم تخصيص مقاعد للمهاجرين، وفقًا للمعلومات التي تم جمعها من الأشخاص الذين تم إنقاذهم، كما أن سلوك الطاقم على متن الطائرة لم يكن لطيفًا تجاه الركاب.
بمجرد الهبوط في بنغازي، لا توجد عمليات تفتيش مناسبة لمراقبة الحدود، إذ يقوم الضباط الليبيون بفحص جوازات السفر وتسجيل الأسماء في “دفتر ملاحظات”، ثم يُسلم المهاجرون إلى المهرب الخاص بهم، الذي يأخذهم إلى “المنزل الآمن”.
وقالت مصادر مطلعة على ملف شبكة التهريب، إنه بمجرد وصولهم إلى ليبيا، يدفع البنغال والسوريون معدلات أعلى من الجنسيات الأخرى.
سوابق في نقل المهاجرين
تعتبر شركة “أجنحة الشام” الناقل الثاني في سوريا، وتملكها “مجموعة شموط” التجارية، أُسست عام 2008، واضطرت بسبب العقوبات الاقتصادية على سوريا للتوقف عن العمل مع بدايات عام 2012، لتعاود إطلاق رحلاتها في أيلول 2014، وهو العام الذي اعتُمدت فيه كـ”ناقل وطني سوري”.
وبسبب أزمة الهجرة على الحدود بين بيلاروسيا وبولندا، وضع الاتحاد الأوروبي “أجنحة الشام” على لوائح عقوباته، في 2 من كانون الأول 2021، إلى جانب 17 فردًا و11 كيانًا، ومكتب تركي لخدمات السفر، وشركات وشخصيات بيلاروسية، لمشاركتهم في نقل مهاجرين إلى بيلاروسيا.
ووفق ما نشرته الجريدة الرسمية للاتحاد الأوروبي حينها، فإن “أجنحة الشام” رفعت عدد الرحلات الجوية بين دمشق ومينسك منذ صيف 2021، لتنقل إلى بيلاروسيا المهاجرين الذين يعتزمون عبور الحدود بشكل غير قانوني.
إلا أن الاتحاد الأوروبي، شطب “أجنحة الشام” من قائمة عقوباته في تموز 2022، مبررًا ذلك بأن الهدف من عقوبات الاتحاد الأوروبي “تغيير سلوك الفرد أو الكيان المستهدف”، مضيفًا أنه “عند تغيير السلوك، يمكن مراجعة عقوبات الاتحاد الأوروبي، وقد تُرفع كما يتضح من القرار الصريح بشأن (أجنحة الشام)”.
وأدرج مكتب مراقبة الأصول الأجنبية التابع للخزانة الأمريكية “أجنحة الشام” ضمن قائمة العقوبات الأمريكية في 31 من كانون الأول 2016، لتقديمها الدعم المالي والتكنولوجي والخدمي لحكومة النظام السوري وللخطوط الجوية السورية.