ذكرت وكالة “أسوشيتد برس” اليوم، الأربعاء 5 من نيسان، أن الضربات الإسرائيلية الجوية في سوريا تعكس مخاوف إسرائيل من محاولة إيران نقل صواريخ موجهة وأسلحة متطورة إلى سوريا.
وأشارت الوكالة في تقرير لها إلى هواجس إسرائيلية مرتبطة بانتشار مقاتلين قرب حدودها الشمالية، وتجنب حرب شاملة مع “حزب الله” اللبناني، الذي تعتقد إسرائيل أنه يمتلك 130 ألف صاروخ.
التقرير لفت إلى أن التصعيد الإسرائيلي المتمثل بغارات شبه يومية في الأسبوع الأخير، متسببًا بمقتل عسكريين إيرانيين، يأتي بعد تسلل مسلح يبدو أنه من لبنان، نحو الأراضي الفلسطينية المحتلة، ومصالحة إيران مع السعودية، إلى جانب الأزمة الداخلية التي تعيشها إسرائيل بسبب قضية “الإصلاح القضائي”.
ومنذ بداية العام الحالي، نسب النظام السوري عشر ضربات جوية لمواقع ونقاط سورية، لإسرائيل، أربع منها خلال خمسة أيام.
وفي السياق نفسه، فإن الولايات المتحدة، التي تعتبر الحليف الأكبر لإسرائيل، دخلت حالة مواجهة مع إيران في شمال شرقي سوريا، أواخر آذار الماضي، بعد هجوم بطائرة دون طيار يشتبه أنها مرتبطة بإيران، وأسفرت عن مقتل متعاقد أمريكي وإصابة ستة أمريكيين آخرين.
ونقلت الوكالة عن جنرال سابق في الجيش اللبناني، أن لإيران نحو 1800 مستشار عسكري في سوريا، منتشرون بمعظمهم مع قوات النظام.
وكان وزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف جالانت، الذي أقاله رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، مؤخرًا، قال قبل أيام تعقيبًا على النشاط العسكري للإيرانيين و”حزب الله” في سوريا، “لم نسمح بذلك في الماضي، ولن نسمح به الأن، أو في أي وقت في المستقبل، عند الضرورة سندفعهم خارج سوريا، إلى حيث ينتمون”.
انتقام محتمل
طالت الضربات الإسرائيلية خلال الأسابيع الأخيرة، مطاري دمشق وحلب، وأخرجتهما عن الخدمة بشكل مؤقت، وقال الجيش الإسرائيلي منتصف آذار الماضي، إنه قتل مسلحًا بشتبه بدخوله من لبنان لتفجير سيارة مفخخة.
الوكالة نقلت عن خبير في شؤون إيران وزميل في معهد دراسات الأمن القومي (مركز أبحاث في إسرائيل)، أن الإجراءات الإسرائيلية المتصاعدة منذ أسابيع، قد تكون ردًا على التسلسل المزعوم من لبنان.
كما لفت إلى أن اعتراف إيران السريع، خلافًا لعادتها، بمقتل عسكريين إيرانيين في سوريا، مؤشر على أنها ستنتقم أو ترد على الهجمات الإسرائيلية، وربما تستهدف إسرائيليين في الخارج.
وفي 2 من نيسان، نقلت وكالة “تسنيم” عن “الحرس الثوري الإيراني”، أن أحد مستشاري وضباط “الحرس الثوري” مقداد مهقاني، قتل جراء استهداف إسرائيلي في سوريا.
ونقلت حينها وكالة “رويترز” عن مصدرين استخباريين غربيين لم تسمِّهما، أن المواقع المستهدفة تضم عناصر من “حزب الله” المدعوم من إيران إلى جانب مقاتلين إيرانيين وميليشيات موالية لإيران.
وفي السياق نفسه، أعلنت العلاقات العامة في “الحرس الثوري الإيراني”، مقتل أحد مستشاري وضباط “الحرس” ميلاد حيدري، جراء قصف إسرائيلي استهدف مواقع في محيط العاصمة السورية دمشق، في 31 من آذار الماضي.