تقرير حقوقي: اعتداءات على سوريين في مناطق الزلزال بتركيا
أصدرت منظمتا “العفو الدولية” و”هيومن رايتس ووتش” تقريرًا جاء فيه، أن مسؤولي إنفاذ القانون في المناطق التي ضربها الزلزال جنوبي تركيا، ارتكبوا اعتداءات وتعذيب طالت مدنيين بينهم لاجئين سوريين خلال الأيام الأولى للكارثة.
وبحسب التقرير الصادر اليوم، الأربعاء 5 من نيسان، فإن مدنيين سوريين وأتراكًا تعرضوا لاعتداءات “مطوّلة” بالضرب، والاحتجاز، بتهم السرقة من قبل المسؤولين عن إنفاذ القانون الذين تعاملوا مع حالة الطوارئ للكارثة الطبيعية على أنها “رخصة للتعذيب”.
ووورد في التقرير شهادات لـ34 شخصًا، بينهم متطوعون كانوا يعملون على مساعدة ضحايا الزلزال.
ومن بين الشهادات، مدنيان اثنان أحدهما لاجئ سوري، اشتكى لضابط تعرضه للضرب على يد ضابط شرطة آخر، فجاءه الرد بأن “هناك حالة طوارئ هنا حتى لو قتلك ذلك الضابط، فلن يحاسب، لن يتمكن أحد من قول أي شيء له”.
وتواصلت المنظمات مع وزارتي الداخلية والعدل في تركيا لمشاركة نتائج البحث، وطلب معلومات حول التحقيقات في شكاوى الانتهاكات المقدمة وأدلة مصوّرة، إذ تلقت ردًا يؤكد على أن الحكومة التركية “لا تتسامح مطلقًا بالتعذيب، وأن النتائج التي توصلت إليها المنظمتان كانت ادعاءات غامضة وخالية من أي أساس واقعي”.
ولم يتطرق الرد إلى نتائج منظمات حقوق الإنسان أو الأسئلة المطروحة حول حالات محددة أو ممارسات الشرطة في منطقة الزلزال في ظل حالة الطوارئ، بحسب التقرير.
الخوف من تقديم شكوى
بموجب سبع حالات لضحايا تعذيب في مناطق الزلزال، قال التقرير، إنهم لن يتقدموا بشكاوى رسمية لأنهم “يخشون الانتقام، ويشعرون أن فرصة الحصول على العدالة بعيدة”.
وكان السوريون على وجه الخصوص “أكثر ترددًا” في تقديم شكوى رسمية، بحسب التقرير، إذ قالت امرأة كانت تعمل مترجمة لفرق البحث والإنقاذ الأجنبية، “كان معظم الدرك يعاملون السوريين مثل اللصوص، وكانوا عدوانيين تجاههم، لم يقبلوا السوريين في فرق الإنقاذ”.
ونقل التقرير الحقوقي عن متطوع سوري آخر في فرق البحث والإنقاذ، ساعد في إنقاذ العديد من الأتراك والسوريين المدفونين تحت الأنقاض، أنه وجد نفسه ضحية لعنف الدرك والحشود، قائلًا، “لن أتقدم بشكوى لأنني أعتقد أن شيئًا لن يحدث”.
إساءة معاملة اللاجئين
أجرى القائمون على التقرير مقابلات مع سبعة لاجئين سوريين من البلدات والمحافظات المجاورة، سافروا إلى أنطاكيا للمساعدة في جهود البحث والإنقاذ من الزلزال لإنقاذ أقاربهم وأصدقائهم وأشخاص مجهولين من تحت الأنقاض.
وبحسب التقرير، فإن جميع من تمت مقابلتهم قالوا إن “الشرطة والدرك والجنود عاملوهم معاملة سيئة”، وخاطبوهم مرارًا بـ”السوري البغيض”.
ونقل التقرير الحقوقي أيضًا عن لاجئ سوري يبلغ من العمر 28 عامًا، أنه سافر مع مجموعة من 11 صديقًا من بلدة الريحانية إلى أنطاكيا، للمساعدة في البحث والإنقاذ في يوم الزلزال، وعقب أيام توقفوا لتناول بعض الحساء، وفي تلك اللحظة تعرضوا للهجوم من قبل أفراد وقوات الدرك، بعد أن اتهموهم بالسرقة.
وتمكن العديد من أفراد المجموعة من الهرب، لكن ستة منهم،على الأقل، تعرضوا للضرب، بحسب التقرير.
اقرأ أيضًا: الزلزال ودعاية أوزداغ.. السوريون في تركيا ضحايا أيضًا
وأوصى التقرير الحقوقي السلطات التركية بإجراء تحقيقات “كاملة وسريعة ونزيهة في جميع مزاعم التعذيب، أو غيره من ضرب سوء المعاملة على أيدي الشرطة والدرك والعسكريين في منطقة الزلزال”.
كما أوصى بإجراء تحقيقات كاملة في السلوك “المعادي للأجانب أو بدوافع عنصرية”، بما في ذلك التهديدات اللفظية والاعتداءات الجسدية، من قبل الموظفين المكلفين بإنفاذ القانون ضد الرعايا السوريين أو الأجانب الآخرين، وضمان حصول جميع الضحايا على تعويضات عن الضرر الذي تعرضوا له، بما يتماشى مع حقوقهم و”التزامات تركيا بموجب القانون الدولي”.
زلزال تركيا
خلال تصريحات صحفية أدلى بها الأحد الماضي، قال الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، إن الزلزال الذي ضرب الجنوب التركي، أثر في 11 ولاية يعيش بها 14 مليون مواطن، وهاتاي من أكثر المدن تضررًا بخسائر الأرواح والدمار.
وتصدر بشكل متقطع إحصائيات تركية ترتفع فيها نسبة الوفيات جراء الزلزال، وارتفع عدد الضحايا إلى 50 ألفًا و96 حالة وفاة، في أحدث إحصائية عن “إدارة الكوارث والطوارئ التركية” (أفاد).
وأسفر الزلزال عن إصابة 107 آلاف و204 أشخاص في تركيا، وفق ما نشرته وكالة “أناضول” التركية في اليوم نفسه.
وبحسب تصريح سابق لوزير الداخلية التركي، فإن 6660 أجنبيًا، النسبة الكبرى منهم سويون، من وفيات الزلزال.
وفي الساعات الأولى من 6 من شباط الماضي، ضرب زلزال بشدة 7.7 درجة ولاية كهرمان مرعش، تبعه في ظهيرة اليوم نفسه زلزال آخر بشدة 7.6 درجة في الولاية ذاتها، ما ألحق دمارًا واسعًا في عشر ولايات تركية، إلى جانب التأثيرات التي سببها الزلزال في أربع محافظات سورية.
كما توفي في شمال غربي سوريا جراء الزلزال 2274 شخصًا، بالإضافة إلى 1414 شخصًا في حماة وحلب واللاذقية حيث يسيطر النظام السوري.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :