هدوء بعد اشتباكات خلّفت قتلى وجرحى في اعزاز
عاد الهدوء إلى مدينة اعزاز بريف حلب الشمالي، بعد تدخل قوات من “الجيش الوطني السوري” لفض اشتباكات بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة بين فصائل عسكرية في المنطقة، أدت إلى مقتل شخصين وإصابة آخرين.
واندلعت الاشتباكات منذ مساء الاثنين 3 من نيسان، بين “لواء المثنى” (مجموعة أبو زيد حسانو) التابع لـ”تجمع الشهباء” وبين “لواء عاصفة الشمال”، وأدت إلى إغلاق بعض الطرق وتعليق دوام المدارس والجامعات في المدينة ونزوح أهالي بعض المخيمات إلى مناطق آمنة.
وانتشرت قوات لفض النزاع من “الفيلق الأول” و”الثاني” في “الجيش الوطني”، وجرى تعليق دوام المدارس في المدينة، وعاد التيار الكهربائي، وأصبحت جميع الطرق سالكة، مع هدوء حذر في المدينة وسيارات “الشرطة العسكرية” تجوب الشوارع لتثبيت الأمن.
ما القصة؟
جرت اشتباكات “عنيفة” بين لواء “عاصفة الشمال” التابع لـ”الفيلق الثالث” في “الجيش الوطني”، و”لواء المثنى” المعروف بـ”مجموعة حسانو” وهي تابعة لـ”تجمع الشهباء” المقرب من “هيئة تحرير الشام” صاحبة النفوذ العسكري في إدلب.
وقُتل عنصران وأُصيب آخرون بجروح من بينهم مدنيون في حصيلة غير مؤكدة من مصدر طبي أو عسكري.
وأفاد مراسل عنب بلدي في اعزاز أن الحادثة حصلت في مخيم فريق “ملهم التطوعي” قرب المدينة، خلال تسلّم الأهالي مساعدات إغاثية.
وبحسب شهود عيان على الحادثة، بدأت المشكلة حين دخلت سيارة عسكرية يقودها شخص وسط تجمع الأهالي، وكادت أن تصدم عددًا منهم، الأمر الذي أدى إلى مشادة كلامية وتلاسن بين الشخص والأهالي، وتبين أنه يتبع لمجموعة “أبو زيد حسانو” (شقيق مدير فريق “ملهم التطوعي” في اعزاز).
بعد المشادة الكلامية عاد الشخص مع مجموعة عسكرية واعتدوا بالضرب على مدنيين ينحدرون من بلدة حيان شمالي حلب، لتندلع الاشتباكات بين مجموعة عسكرية من أهالي حيان في “لواء عاصفة الشمال” التابع لـ”الفيلق الثالث” وعناصر “مجموعة حسانو”.
وامتدت الاشتباكات إلى داخل مدينة اعزاز، واستهدف عناصر “حسانو” سيارة عسكرية تابعة لـ”لواء عاصفة الشمال”، ما أدى إلى مقتل اثنين من عناصر “اللواء”.
وبعد مقتل العنصرين، اقتحمت مجموعات من “الفيلق الثالث”، مقار “مجموعة حسانو” في مدينة اعزاز، ودارت اشتباكات بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة وقواذف “RBG”.
وناشد الأهالي بضرورة وقف الاشتباكات، ونادوا عبر مكبرات المساجد من أجل وقفها والحفاظ على سلامة الأهالي، وطالبوا بتدخل فصائل “الجيش الوطني”.
وشهدت المخيمات القريبة من منطقة الاشتباكات حركة نزوح لعشرات العائلات إلى مناطق أبعد عن دائرة الاقتتال.
الاشتباكات لا تتوقف
الاشتباكات المسلحة التي شهدتها مدينة اعزاز ليست الأولى من نوعها، إذ تشهد مدن ريف حلب اشتباكات متكررة بوتيرة متفاوتة سواء إثر خلافات بين عائلات أو بين فصائل “الوطني” أو حتى مع فصائل تابعة لـ”تحرير الشام” صاحبة النفوذ العسكري في إدلب.
وكانت أبرز حالات التوتر والاقتتال عملية اغتيال الناشط الإعلامي محمد عبد اللطيف (أبو غنوم) وزوجته الحامل، في مدينة الباب، في 7 من تشرين الأول 2022.
ونفّذ الاغتيال مقاتلون مجهولون، تبيّن لاحقًا أنهم يتبعون لمجموعة “أبو سلطان الديري” ضمن “فرقة الحمزة” (الحمزات) التابعة لـ”الجيش الوطني”، وأثارت القضية جدلًا واسعًا، وفتحت باب اقتتال داخلي بين الفصائل، وشهدت المنطقة مظاهرات واسعة للمطالبة بكشف نتائج التحقيق مع الضالعين بعملية الاغتيال ومحاسبتهم.
ويشكّل انتشار السلاح العشوائي في مناطق نفوذ المعارضة إحدى المشكلات التي حاولت سلطات المنطقة إيجاد حلول لها على مدار السنوات الماضية، إلا أن آثارها ما زالت موجودة على أرض الواقع حتى اليوم.
وفي 12 من نيسان 2022، أصدرت وزارة الدفاع في “الحكومة السورية المؤقتة”، المظلة السياسية لـ”الجيش الوطني”، تعميمًا بحصر وجود السلاح في المعسكرات وخطوط المواجهة مع العدو والنقاط الأمنية، ضمن مناطق سيطرتها شمالي سوريا.
وأوصت بضرورة الاحتكام إلى القضاء للبت في أي خلاف، وسبق أن نفذت السلطات المحلية في ريف حلب الشمالي، خلال العامين الماضيين، حملات أمنية عدة لمنع انتشار السلاح والسرقات، لكنه لا يزال منتشرًا وبكثرة.
–
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :