اشتكى سكان عدد من المناطق المختلفة في محافظة درعا من تناقص وزن ربطة الخبز إضافة لتراجع جودتها.
ورصد مراسل عنب بلدي مع معلومات متقاطعة في مناطق متعددة من المحافظة انخفاض وزن ربطة الخبز المزدوجة ذات الـ 14 رغيفًا إلى أقل من 1400 غرام، علمًا أن وزنها النظامي يجب أن يصل إلى 2200 غرام، بحسب وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك.
التلاعب لتحقيق أرباح إضافية
ينحصر التلاعب في أوزان الخبز ضمن مالكي الأفران، إذ يتسلم كل مواطن مالك “للبطاقة الذكية” مخصصاته من المعتمد بناءً على عدد الأرغفة، كسبع أرغفة لربطة واحدة، أو 14 رغيفًا للربطة المزدوجة.
أحمد (45 عامًا)، من سكان مدينة جاسم، قال لعنب بلدي، إن الفساد مرتبط بمالكي الأفران فهم يسعون لتحقيق ربح إضافي عبر توفير كميات من الخبز يبيعونها بالسعر الحر (2000 ليرة سورية لكل ربطة).
ولم يقتصر إنقاص الوزن على مدينة جاسم إذ شمل مناطق تل شهاب، وزيزون، وجلين، وطفس، وبعض أفران درعا البلد حسبما رصدت عنب بلدي.
وقال عضو لجنة إغاثية سابق في درعا البلد لعنب بلدي، إن فرنان في درعا البلد يلتزمان بوزن 1800 غرام للربطة المزدوجة، وهو وزن جيد مقارنة بالأفران الخاصة التي يبلغ فيها الوزن 1400 غرام.
في حين قال أحد وجهاء المدينة لعنب بلدي، إن غياب الرقابة التموينية من قبل مديريات حماية المستهلك يدفع مالكي الأفران للتلاعب بالوزن والجودة والتوفير في الخبز الحر والمحروقات والطحين.
عضو لجنة إغاثية في ريف درعا الغربي، قال لعنب بلدي، إن إنقاص وزن الربطة في الفرن يكون بحجة أن مالك الفرن يدفع تكاليف إضافية كسعر الأكياس، وأن المحروقات المسلمة من مديرية المحروقات لا تكفي لعملية الانتاج، بالإضافة إلى أجور نقل الطحين من مركز المطاحن إلى الفرن، يضاف إليها الأتاوات التي تدفع للحواجز لتسهيل مرور الطحين، لذا كل هذه التكاليف تجعل مالك الفرن يخفض الوزن لتوفير كميات من الطحين وبيعها كخبز حر.
وأضاف المصدر أن هناك محرومين من الخبز المدعوم، كالمنشقين والمطلوبين أمنيًا، لذلك تضطر بعض الأفران إعطاءهم الخبز ولكن على حساب إنقاص الوزن.
التعويض يجلب تكاليف إضافية
تسبب إنقاص وزن الأرغفة بوضع تكاليف إضافية على السكان للحصول على خبز من خارج المخصصات، التي تعد غير كافية بالأساس للعوائل.
محمود (33 عامًا) من سكان تل شهاب، قال لعنب بلدي، إن المخصصات لا تكفي أسرته المكونة من ستة أشخاص، لذلك يضطر لشراء إما الخبز السياحي بسعر 2500 ليرة، أو شراء الخبز الحر من الفرن بسعر ألفي ليرة.
بينما هالة (50 عامًا)، تعوض نقص الخبز، بالخبز على الصاج، وبالأخص يوم الجمعة، حين تعطل الأفران، قائلة إن خبز الصاج “أكثر جودة” ولكن صناعته “شاقة” وتحتاج لكميات من الحطب والطحين الحر ذو السعر المرتفع، إذ يصل سعر كيلو الطحين 2500 ليرة.
وبدأت مديرية التجارة الداخلية وحماية المستهلك في درعا، منذ 9 من كانون الثاني 2022، التجربة الأولى لتوزيع الخبز عبر “البطاقة الذكية”، الأمر الذي تسبب بطوابير من المدنيين يصطفون أمام مراكز المعتمدين، ولدى بعض الأفران.
وحدد معاون مدير التجارة وحماية المستهلك، عمر العوض، في حديث إلى صحفية “البعث” الحكومية، في 9 من كانون الثاني 2022، أن الأسرة التي يزيد عدد أفرادها على 14 شخصًا، تحصل على 144 ربطة شهريًا، بسقف ست ربطات يوميًا.
بينما تحصل الأسرة التي يبلغ عدد أفرادها بين 13و12 فردًا تحصل على 120 ربطة شهريًا، بسقف ست ربطات يوميًا، في حين تحصل الأسرة التي يكون عدد أفرادها بين تسعة و11 فردًا على 96 ربطة شهريًا، بسقف أربع ربطات يوميًا.
وتحصل العائلات التي يقل عدد أفرادها عن ثلاثة على 28 ربطة في الشهر، بينما ستحصل الأسرة المكونة من شخص على ربطة خبز واحدة كل يومين.