هدفه عودة سوريا للجامعة العربية.. لقاء بين المقداد وشكري بمصر
التقى وزير الخارجية في حكومة النظام السوري، فيصل المقداد، مع نظيره المصري، سامح شكري، في أول زيارة رسمية لمصر منذ بدء الثورة عام 2011.
وحول أسباب زيارة اليوم، السبت 1 من نيسان، قال مصدر أمني مصري لوكالة “رويترز“، إنها “تهدف إلى وضع خطوات لعودة سوريا إلى الجامعة العربية بوساطة مصرية وسعودية”.
واستقبل شكري نظيره المقداد بالعاصمة المصرية القاهرة في مقر وزارة الخارجية، قبل أن يعقد لقاء ثنائيًا مغلقًا معه، عُقدت بعده جلسة من المباحثات الثنائية بين وفدي مصر وسوريا برئاسة وزيري خارجية البلدين.
وبحسب ما نشره الحساب الرسمي لوزارة الخارجية المصرية على “فيس بوك“، قال المتحدث باسم الوزارة، أحمد أبو زيد، إن المباحثات تناولت سبل “مساعدة الشعب السوري على استعادة وحدته وسيادته على كامل أراضيه، ومواجهة التحديات بما في ذلك جهود التعافي من آثار الزلزال، بالإضافة إلى جهود تحقيق التسوية السياسية الشاملة للأزمة السورية”.
وجدد شكري دعم مصر الكامل لجهود التوصل إلى تسوية سياسية شاملة في سوريا خلال أقرب وقت، “بملكية سورية” وبموجب قرار مجلس الأمن “2254”، مؤكدًا دعم جهود المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا، وأهمية تحقيق التوافق الوطني بين السوريين، وبناء الثقة، ومواصلة اجتماعات اللجنة الدستورية السورية.
وأوضح شكري خلال اللقاء، وفقًا لتصريحات المتحدث باسم الخارجية، أن التسوية السياسة الشاملة ستضع “حدًا للتدخلات الخارجية في الشؤون السورية”، وتضمن استعادة سوريا أمنها واستقرارها، وتحفظ وحدة أراضيها وسيادتها، وتصون موارد شعبها، وتقضي على جميع التنظيمات “الإرهابية”، وتتيح العودة الطوعية والآمنة للاجئين السوريين، وهو ما سيعزز من الاستقرار والتنمية في الوطن العربي والمنطقة.
واتفق الوزيران، بحسب أبو زيد، على تكثيف قنوات التواصل بين البلدين على مختلف الأصعدة خلال المرحلة المقبلة، بهدف تناول القضايا والموضوعات المرتبطة بمصالح البلدين والشعبين.
وكانت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) أعلنت، مساء الجمعة، أن الزيارة تأتي بناء على دعوة من وزير الخارجية المصري، لإجراء مباحثات تتعلق بتعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، ومناقشة آخر التطورات في المنطقة والعالم، دون ذكر تفاصيل أخرى.
السيد سامح شكري وزير الخارجية يعقد الآن لقاءً ثنائياً مغلقاً مع نظيره السوري الدكتور فيصل المقداد.@syrianmofaex pic.twitter.com/G0YYBte5dJ
— Egypt MFA Spokesperson (@MfaEgypt) April 1, 2023
الأولى منذ 2011
الزيارة هي الأولى من نوعها للمقداد إلى مصر منذ عام 2011، وتأتي بعد نحو شهر على زيارة شكري إلى دمشق، ولقائه الأسد لأول مرة منذ بداية الثورة في سوريا، وذلك عقب الزلزال المدمر الذي ضرب سوريا وتركيا.
وتتطلّع مصر إلى “عودة سوريا لمحيطها العربي”، بحسب تصريحات عديدة وردت على لسان مسؤولين حكوميين فيها، من بينهم وزير الخارجية، سامح شكري، عام 2021.
وفي أيلول 2021، بحث وزير الخارجية السوري مع نظيره المصري سبل الوصول إلى “حل للأزمة السورية”، في أول لقاء من نوعه منذ عشر سنوات، في إطار اجتماعات الدورة الـ76 للجمعية العامة للأمم المتحدة بمدينة نيويورك الأمريكية.
وفتح الزلزال الباب واسعًا أمام تحركات ونشاطات سياسية مكثفة للنظام السوري على وقع الكارثة، انطلقت إشاراتها منذ الأيام الأولى لوقوع الزلزال، التي تخللتها برقيات تعزية من قادة ومسؤولي دول عربية لرئيس النظام السوري، بشار الأسد، وما تبعها لاحقًا من زيارات شكّلت نقلة نوعية في تعاطي بعض الدول مع النظام، خاصة أنها أتت بعد قطيعة متواصلة منذ بداية الثورة في سوريا.
وتأتي الزيارة تزامنًا مع حديث عن مبادرة عربية تحمل صفقة من شأنها إعادة العلاقات بين دمشق وكثير من دول الشرق الأوسط، بحسب ما نقلته صحيفة “وول ستريت جورنال” عن مسؤولين عرب وأوروبيين (لم تسمِّهم) منتصف آذار الماضي.
وجمّدت جامعة الدول العربية، التي تتخذ من القاهرة مقرًا لها، عضوية سوريا في 2011، وسحبت دول عربية كثيرة مبعوثيها من دمشق.
وتعارض بعض الدول، مثل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وقطر، إعادة العلاقات مع النظام السوري، مشيرة إلى جرائم حكومته خلال العقد الماضي، والحاجة إلى التقدم على صعيد الحل السياسي في سوريا.
–
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :