أعلن مسؤولون في الجيش الأمريكي، أن الولايات المتحدة قررت تمديد مهمة حاملة الطائرات “جورج إتش دبليو بوش” ومجموعة السفن المرافقة لها، “لتوفير خيارات لصانعي السياسات الأمريكية”، وذلك بعد هجمات شنتها ميليشيات مدعومة من إيران على القواعد الأمريكية في سوريا الأسبوع الماضي.
وبحسب القرار، الذي كشفت عنه وكالة “رويترز” مساء الجمعة 31 من آذار، لن تعود الحاملة الأمريكية والمجموعة المرافقة التي تضم أكثر من خمسة آلاف جندي أمريكي، والموجودة حاليًا في منطقة العمليات التابعة للقيادة الأوروبية، إلى مينائها الرئيس في الولايات المتحدة حسب الجدول المقرر.
وبحسب موقع رصد حركة السفن “marine vessel traffic“، توجد حاملة الطائرات قرب جزيرة صقلية التابعة لإيطاليا في البحر الأبيض المتوسط.
وأكد المتحدث باسم القيادة المركزية للجيش الأمريكي (سينتكوم)، جو بوتشينو، للوكالة تمديد مهمة الحاملة قائلًا، “يتيح تمديد حاملة الطائرات ومجموعة السفن المرافقة لها، خيارات لتعزيز قدرات القيادة المركزية الأمريكية للاستجابة لمجموعة من حالات الطوارئ في الشرق الأوسط”.
وأشار بوتشينو إلى نشر مجدول لسرب طائرات هجومية من طراز “A-10” في المنطقة.
وقال مسؤول أمريكي تحدث للوكالة بشرط عدم الكشف عن هويته، إن حاملة الطائرات “جورج إتش دبليو بوش” من المتوقع أن تظل في منطقة مسؤولية القيادة الأوروبية.
وتأتي أنباء الانتشار وتمديد مهمة القوات الأمريكية، بعد يوم من تحديثات وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) للخسائر البشرية التي تلقتها جراء القصف المتبادل بين الجيش الأمريكي والقوات الإيرانية بشمال شرقي سوريا، في 23 و24 من آذار الماضي.
وبيّنت الوزارة، في 30 من آذار، أن ستة جنود أمريكيين إضافيين أصيبوا بـ”سكتات دماغية” نتيجة الهجمات المدعومة من إيران، كما قُتل مقاول أمريكي وأصيب أربعة من أفراد الخدمة الأمريكية في قاعدة للتحالف الدولي قرب الحسكة خلال الهجوم، في 23 من الشهر نفسه.
وتنتشر عدة قواعد أمريكية شرقي سوريا، وتمتد على الشريط الحدودي المحاذي للعراق، بينما تتمركز قوات أو ميليشيات موالية لإيران على مقربة من هذه النقاط.
وتعد مدينتا البوكمال والميادين شرقي دير الزور بمنزلة الثقل العسكري لهذه الميليشيات منذ سيطرة النظام السوري بدعم إيراني- روسي على المنطقة عام 2017.
روسيا تشتكي من “الاستفزازات الأمريكية”
في ظل التصعيد بين أمريكا وإيران بسبب المواجهات مع ميليشيات تابعة للأخيرة في سوريا، تجري استفزازات وشكاوى من قبل أمريكا وروسيا على تحركات قوات الطرفين في سوريا.
وصرح نائب رئيس “مركز المصالحة الروسي” في سوريا، أوليغ غورينوف، لوكالة “تاس” الروسية، الجمعة 31 من آذار، أنه رُصدت “أعمال استفزازية” للقوات الأمريكية في محافظة الحسكة، حيث أعرب الجانب الروسي عن احتجاجه عليها لقوات التحالف.
وأوضح غورينوف أنه سُجلت هذه “الأعمال الاستفزازية” مرتين في الحسكة خلال الدوريات الروسية- التركية المشتركة، حيث رُصدت تحركات لدوريات تابعة للتحالف على طول طرق منع التصادم.
وبحسب “تاس”، نقلًا عن “ضباط روس”، فإن انتهاك اتفاقيات عدم التضارب من قبل التحالف يهدد “توازن القوى الهش” في المنطقة، وله أيضًا تأثير سلبي على تطور الوضع.
بالمقابل، احتج الجيش الأمريكي على تحليق الطائرات الروسية المكثف فوق القواعد الأمريكية في سوريا، وهو ما ينتهك اتفاقًا بين الطرفين عمره أربعة أعوام، وينذر بالتصعيد، وفقًا لـ”البنتاغون”.
وجاء في تصريحات لقائد القوات الجوية في القيادة المركزية الأمريكية، أليكسوس غرينكويتش، لشبكة “NBC” الأمريكية، في 23 من آذار الماضي، أن الطائرات الروسية انتهكت المجال الجوي فوق قاعدة “التنف” الأمريكية نحو 25 مرة في آذار، دون أي اختراق في شباط الماضي، وجرى 14 انتهاكًا في كانون الثاني الماضي.
وأوضح غرينكويتش أن التحليق الروسي فوق القاعدة يكون بشكل منخفض على مسافة نحو 1.6 كيلومتر من الأرض، واصفًا إياه بالوضع “غير المريح”، مع وجود قوات أمريكية على الأرض خلال فترة التحليق.
وقال غرينكويتش، “يبدو أن الروس قد تخلوا خلال الأشهر الماضية عن مبدأ البروتوكولات المتبع”، موضحًا التزام الولايات المتحدة ببقائها بعيدًا عن القوات الروسية البرية بحسب طلبهم.
وفي عام 2019، وضعت الولايات المتحدة وروسيا قواعد جوية في سوريا لتجنب المواجهات المباشرة المحتمَلة، واتفق الجانبان على أن التحليق المباشر فوق مواقع كل منهما على الأرض، وخصوصًا بالطائرات المسلحة، غير مقبول.
وعلى الرغم من استخدام الجيش الأمريكي خط منع التضارب مع الروس للاحتجاج على هذا التحليق الجوي، لم يتغير السلوك الروسي، مؤكدين عدم اعترافهم بأن المجال الجوي فوق “التنف” هو مجال جوي أمريكي، وفق غرينكويتش.
–