أجور الحوالات ترتفع في حمص خلال رمضان

  • 2023/04/02
  • 6:04 م

عملة سورية من فئة ألف ليرة (عنب بلدي)

حمص – عروة المنذر

“عند نهاية شارع الغوطة في حمص، وعلى مقربة من دوار (الغاردينيا) في أحد الشوارع الفرعية، يبدأ الناس بالتجمع وانتظار شخص مجهول يحمل أكياسًا مرقّمة، ليعطي كل شخص أمواله داخل كيس أسود”.

هذا المشهد يتكرر يوميًا لعمليات تسلّم الحوالات المالية عبر مكاتب السوق السوداء في محافظة حمص، وبالتفاصيل نفسها، إنما تطرأ بعض التغييرات على أماكن التسليم والأشخاص المسؤولين عنه، وفقًا لظروفهم الأمنية.

ومع الحاجة الماسة إلى الحوالات المالية بالنسبة لأبناء حمص، حيث يعيش غسان (28 عامًا) دوامة الانتظار لتسلّم أمواله القادمة من أوروبا، صارت خدمات التحويل بوابة لاستغلال حاجات الناس، بحسب ما قاله لعنب بلدي، إذ ارتفعت أسعار الحوالات منذ أول أيام رمضان الحالي.

نوعان من الحوالات

ينتشر في مناطق سيطرة النظام السوري نوعان من الحوالات، الأول عن طريق شركات الصرافة المرخصة لدى حكومة النظام، والثاني عبر شبكات السوق السوداء، التي تتخذ من مناطق سيطرة المعارضة وتركيا مقار لها، وتوظف مكاتب ووكلاء يعملون لمصلحتها في مناطق النظام لتسيير أعمال التسلّم والتسليم، دون مقار فعلية.

غسان، من سكان حي الإنشاءات في مدينة حمص، قال لعنب بلدي، إنه اعتاد تلقي حوالات مالية من الخارج عن طريق هذه الشبكات، لكنها باتت مصدرًا للاستغلال مؤخرًا، خصوصًا أن أجور التحويل ارتفعت من 4 إلى 7% من قيمة المبلغ منذ بداية رمضان.

هذا الارتفاع في سوق الحوالات جاء بنسب متفاوتة، بالنظر إلى تعدد المختصين بالعمل في هذه المكاتب، وسجل الارتفاع نسبة أعلى في الحوالات بالعملات الأجنبية، فيما بقيت نسبة التحويل على حالها بالنسبة للمتسلّمين بالليرات السورية.

أحمد، يعمل في مكتب للحوالات بطريقة غير قانونية بمحافظة حمص، قال لعنب بلدي، إن شهر رمضان يعتبر “موسمًا” بالنسبة لمكاتب التحويل، كما ترتفع أسعار الملابس في مواسم الأعياد، ويشكّل ارتفاع الطلب على الحوالات أزمة بالنسبة للعاملين في المجال، نظرًا إلى عدم توفر السيولة الكافية.

ويسلّم أحمد الأموال للعملاء بشكل دوري، بالطريقة نفسها التي وصفها غسان، وكلاهما طلب تجهيل اسمه الكامل لأسباب أمنية.

ونظرًا إلى الخطر الذي يتعرض له العاملون في هذا القطاع من ملاحقة أمنية وتجريم، اعتبر أحمد أن من حقه الطبيعي رفع أسعار خدماته خلال مواسم معيّنة.

السوق السوداء.. رواج أكبر

على الرغم من ارتفاع أجور التحويل، لا تزال شبكات التحويل في السوق السوداء تلقى رواجًا على حساب شركات الحوالات المرتبطة بالنظام، حتى بعد رفع الأخيرة أسعار صرف العملات حتى لامست السعر الحقيقي.

ومع أن أجور الحوالات المالية ارتفعت في السوق السوداء بشكل مضاعف مؤخرًا، استمر كثيرون بتفضيل تسلّم أموالهم عبرها، بحسب ما قاله أحمد لعنب بلدي.

حيان، شاب من سكان مدينة حمص، يتسلّم حوالات مالية بشكل دوري من أقاربه خارج سوريا، قال لعنب بلدي، إن تفضيل السوق السوداء يعود لكون تسلّم أي مبلغ كبير عن طريق الشركات المرخصة، قد يعرّض صاحبه للمساءلة الأمنية، إضافة إلى أن الشركات المرخصة لا تسلّم المبالغ إلا بالليرة السورية، بالتالي فإن العميل يرى نفسه خاسرًا.

وأشار حيان إلى أن ارتفاع أجور التحويل لم يقلّص الفارق في سعر الصرف بين نشرة شركات الصرافة والسعر الحقيقي الذي تعتمده الشركات، وبالتالي فإن خسائر كبيرة قد تترتب على المتسلّم في حال توجه إلى الشركات المرخصة.

وعدّل مصرف سوريا المركزي، مؤخرًا، سياسته في تحديد أسعار صرف دولار الحوالات والصرافة، وذلك مجاراة لسعر صرف العملات أمام الليرة في السوق السوداء.

وسجل الدولار (شراء) حسب “المركزي” 7200 ليرة سورية خلال الأسبوع الماضي، وتجاوز سعر اليورو 7800 ليرة.

وبحسب موقع “الليرة اليوم“، سجل سعر صرف الدولار في السوق السوداء 7475 ليرة سورية، عند كتابة هذا التقرير.

مقالات متعلقة

  1. مكاتب حوالات غير مرخصة تواصل عملها في ريف حمص
  2. حمص.. متعاملون يفضّلون السوق السوداء رغم الرسوم والأخطار
  3. سوق سوداء "سرية" تنشط في ريف حمص
  4. فوضى الأسعار تدخل "تاكسي ركّاب" حمص على الخط

أخبار وتقارير اقتصادية

المزيد من أخبار وتقارير اقتصادية