الحسكة.. مبادرات محلية تسند الأهالي في شهر رمضان
عنب بلدي – مجد السالم
شهدت عدة مدن وبلدات من محافظة الحسكة شمال شرقي سوريا مبادرات فردية وجماعية لمساعدة الأهالي خلال شهر رمضان، وسط ظروف اقتصادية ومعيشية متردية.
مبادرات تمثلت بتخفيض أسعار مواد غذائية وطبية، بعد أن ارتفعت أسعار السلع والمواد الأساسية كالخضراوات واللحوم في أسواق المدينة، ووصل بعضها إلى مقدار الضعف.
سلال غذائية وأجور نقل
بادر شيخموس (45 عامًا) إلى تجهيز عدة سلال غذائية “بسيطة” على حسابه الشخصي، تحتوي مواد السكر والأرز والمعكرونة ورب البندورة مع ربطة خبز “سياحي”، ثم وزعها على المحتاجين، في مبادرة اعتاد فعلها خلال الأعوام الماضية، وفق ما قاله لعنب بلدي.
وأضاف أنه زاد عدد السلال الغذائية على الأعوام الماضية، لأن الأوضاع الاقتصادية تدهورت أكثر، لافتًا إلى أن أغلب محال الجملة التي اشترى منها المواد باعته إياها بأرباح مخفضة، والبعض باعها “برأس المال” (دون ربح).
من جهته، منير محمد (43 عامًا) من ريف القامشلي، خفّض مع مجموعة من أصدقائه السائقين أجرة نقل الركاب بين المدن والبلدات بقيمة ألف ليرة سورية خلال شهر رمضان.
يمتلك منير سيارة لنقل الركاب (فان) بين القامشلي وريفها الجنوبي، وقال لعنب بلدي، إن المئات يستفيدون من هذه المبادرة يوميًا.
ووزع عدد من الأشخاص في مدينة القامشلي كيلوغرامًا من اللحم المفروم أو فروجًا واحدًا لكل عائلة مع بداية شهر رمضان، رافقه تخفيض محال بيع الفروج سعره.
ووصل سعر الكيلوغرام الواحد من الفروج الحي إلى 14500 ليرة سورية، والكيلوغرام من اللحم المفروم إلى 50 ألف ليرة سورية.
مبادرات طبية
ومن المبادرات التي لاقت استحسانًا واسعًا من سكان المنطقة، تلك المتعلقة بالجانب الصحي، من بيع أدوية أو تقديم خدمات طبية بسعر مخفّض.
عماد الأحمد صاحب صيدلية “جزعة” في ريف القامشلي الجنوبي الشرقي، أعلن عن مبادرة بيع الأدوية التي تُستخدم بشكل دائم، خاصة من قبل كبار السن المصابين بأمراض السكر وضغط الدم والقلب والربو، بسعر التكلفة طوال شهر رمضان.
وفي حديث إلى عنب بلدي قال الأحمد، إن انخفاض أسعار الأدوية المعلَن عنها قد يصل إلى 40%، وهي “هامش ربح الصيدلي”.
وأعلن عدد من الأطباء في القامشلي ومعبدة والحسكة من مختلف الاختصاصات، كالداخلية والنسائية والأطفال، عن تخفيض أجور المعاينة من 20 ألفًا إلى خمسة آلاف ليرة سورية طوال شهر رمضان.
أسعار المواد مرتفعة
ارتفعت أسعار الخضراوات مع بداية شهر رمضان، وبلغ سعر الكيلوغرام الواحد من مادة البطاطا 3500 ليرة، و7000 للخيار، وتتراوح أسعار البندورة بين 5000 و6000 ليرة.
وفي 18 من آذار الماضي، رفعت الأفران سعر ربطة الخبز “السياحي” المكوّنة من سبعة أرغفة بوزن 600 غرام من 2000 إلى 2500 ليرة سورية، دون قرار رسمي برفع السعر من قبل “الإدارة الذاتية”.
وتخلى معظم الأهالي عن طقوس أكل رمضانية اعتادوها في الأيام الأولى من الشهر، أبرزها اللحوم والدجاج، واقتصرها بعضهم على شراء كميات قليلة من المادة أو قطع منها في حالة شراء الفروج.
وفي شباط الماضي، أصدرت “الإدارة الذاتية” في شمال شرقي سوريا قرارًا بوقف تصدير المواشي لمدة خمسة أيام، بعد أن شهدت أسعارها ارتفاعًا ملحوظًا حينها.
وجاء في نص القرار إيقاف تصدير الخراف والعجول والأبقار إلى خارج مناطق سيطرة “الإدارة الذاتية”، فيما لا يسري مضمون هذا القرار على تجارة المواشي (ترانزيت).
وبحسب ما رصدته عنب بلدي، فإن قصر مدة المنع (خمسة أيام) أثار انتقادًا لدى رواد مواقع التواصل الاجتماعي، الذين علقوا على القرار بأنه “لا معنى له”، وهو غير كافٍ لخفض أسعار اللحوم الحمراء، وإن المدة يجب أن تكون على الأقل حتى بداية شهر رمضان حتى يكون هناك أثر للقرار.
وتسجل العملة السورية في الحسكة سعر 7670 ليرة مقابل الدولار الواحد للشراء، و7730 للمبيع، وفق موقع “الليرة اليوم“، حتى نهاية آذار الماضي.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
English version of the article
-
تابعنا على :