“سقطت في وطني قذيفة من حرب، حولتنا إلى شظايا تطايرت في كل أصقاع الأرض، نبت من عروقنا الزنبق، ونُفخت فينا الروح من جديد، كتبنا، رسمنا، التقطنا الصور، وأبدعنا في كل المجالات، لنصير (شظايا مبدعة)، لن تسقط سهوًا ما دامت تنبض موهبة وفنًا”.
يعد “شظايا مبدعة تراتيل وطن” عملًا جماعيًا يحمل سوريا بين صفحاته، ضم مواهب سورية وعربية، ويحتوي على 62 نصًا بين الشعر والنثر والقصة لـ62 كاتبًا وكاتبة.
وحمل بين دفتيه لكل منهم تجربته التي عاشها منفردًا أو مع آخرين، وتأثر بها على طريقته، فحولها إلى قصة أو قصيدة أو حكاية.
الوطن، الأمل، الحرب، الرصاصة، الذكريات، الدم، الاغتراب، النزوح، التراب، اللجوء، فوضى المشاعر، وحكايات وقصص وشعر من رحم القصف والدمار والحصار، كتابات لا تكاد تترك تفصيلًا من التفاصيل التي مر بها الوطن.
نصوص لكتّاب معظمهم سوريون، وآخرون من الجزائر والمغرب وفلسطين والأردن والعراق، تلامس الواقع في قالب أدبي، تحمل جزءًا من ذاكرة سوريا والسوريين، وكانت شاهدًا على طريقة قراءتهم لمحنتهم وشكل تفاعلهم معها.
“أجل زرت حمص، لكن كنكبة نهاية حتمية، واستنزفت مني حفنة أخرى على هيئة أخ مستشهد بحي الوعر، فتقهقرت كينونتي، بل إنني أيضًا زرعت قدمي على طول نهر العاصي، فاصطدمت بجثامين متصدعة، ودماء منتقعة”، كلمات من إحدى “شظايا” الكتاب، ترصد مشهدًا من مشاهد الموت في سوريا.
بدأ المشروع أو العمل الجماعي عبر مجموعة على موقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك” باسم “شظايا مبدعة”، من خلال نشر أفراده مواهبهم في التصوير والكتابة والخط العربي والنحت والغناء والعزف والمهارات التي يمتلكونها.
وأطلقوا بعدها أول مشاريعهم الكتابية، عبر جمع أفضل النصوص التي ينشرها أفراد المجموعة من خواطر أدبية وقصائد شعرية وقصص قصيرة، لتخرج الطبعة الأولى من “شظايا مبدعة” في آب 2017 من دار “النمير” للطباعة والنشر بدمشق.
“يد واحدة لا تصفق لكنها تتبرعم، ويد بيد ستزهر سوريانا بنا، نحن هنا لنقول إننا باقون، والوطن باقٍ، وللحلم بقية”، هدف خرج من مجموعة افتراضية ليتجسد على أرض الواقع في الكتاب المكوّن من 176 صفحة.