أسعار الحلويات تتضاعف في رمضان.. البدائل قد لا تكون متاحة
لم يعد طبق الحلويات بعد الإفطار الرمضاني أساسيًا لدى العائلات السورية منذ سنوات، ومع تفاقم الوضع المعيشي، بات وجود الحلويات على اختلاف أنواعها الجاهزة أو المنزلية من الرفاهيات.
واستبعدت عديد من العائلات الحلويات العربية الجاهزة من مخططاتها الرمضانية، لارتفاع أسعارها، ووصولها إلى مستويات تفوق بكثير قدرتها الشرائية.
كما أجبر ارتفاع أسعار المواد والمعدات اللازمة لتصنيع الحلويات المنزلية بعض العائلات على الاستغناء عن طقوس الحلويات بعد الإفطار أيضًا.
السلة الغذائية مصدر
تلجأ خولة (55 عامًا) إلى صنع الحلويات المنزلية لتعويض عائلتها المكوّنة من ستة أشخاص عن غياب قدرتها المادية على شراء الحلويات الجاهزة، لكن ذلك مشروط أيضًا، بحسب ما قالته لعنب بلدي.
وتعتمد السيدة المقيمة في محافظة ريف دمشق، لإعداد الحلويات، على السلة الغذائية التي تتسلّمها كل فترة، إذ غالبًا ما تحتوي على الزيت والطحين والسكر، وهي أبرز مكوّنات أطباق الحلويات.
ولحسن حظ العائلة، استطاعت خولة تقليل استخدام هذه المواد قبل رمضان، وأجّلت ذلك حتى بعد رمضان، حتى تكفي الكميات جميعها لإعداد الحلويات.
ورغم توفر المواد الأولية، قد لا تستطيع السيدة استخدام الفرن لصنع الحلويات، في حال عدم وصول الكهرباء إلى منزلها خلال ساعات النهار، وهو أمر متوقع الحدوث، بحسب قولها.
وخلال رمضان الحالي، شهدت أسعار الحلويات ارتفاعات غير مسبوقة، إذ تراوح سعر كيلو الحلويات المصنعة بالسمن الحيواني بين 150 ألفًا و200 ألف ليرة، بينما يتراوح سعر كيلو “النمورة” و”المغشوشة” بين 40 ألفًا و70 ألف ليرة، بحسب كمية ونوعية المواد الأولية الداخلة بصناعتها.
ويتجاوز سعر بعض الأنواع الأخرى كـ”المبرومة” و”كول وشكور” 150 ألف ليرة للكيلو الواحد منها.
وتشهد الأسواق ارتفاعًا في أسعار معظم المواد أبرزها الغذائية مع توقعات بارتفاعها أكثر، ويستهلك الغذاء فقط أكثر من 60% من الدخل الشهري للأسرة، ويبلغ متوسط تكلفة وجبة الطعام نحو 25 ألف ليرة سورية، بحسب تقرير نشرته صحيفة “تشرين” الحكومية في 20 من آذار الحالي.
ويبلغ متوسط الراتب الشهري في سوريا نحو 146 ألف ليرة سورية (حوالي 19 دولارًا)، و50% من الموظفين معدل رواتبهم 146 ألفًا أو أقل، بحسب موقع “Salary explorer” المختص بأرقام سلم الرواتب.
الحلويات “الشعبية” بديل
سلام (30 عامًا) مقيمة في محافظة درعا، قالت لعنب بلدي، إنها تصنع بعض أنواع الحلويات كبديل عن شراء الحلويات الجاهزة، وأبرز الأنواع التي تصنعها هي “القطايف” التي تعد أشهر الحلويات الشعبية في رمضان.
واعتبرت الشابة ان عديدًا من المعوقات تدفع الأسر للاقتصاد بصناعة الحلويات، منها غلاء المكوّنات كالسكر والطحين والمكسرات، كما أن توفر مادة الغاز يعتبر أمرًا أساسيًا لصنع “القطايف”.
نهلة، معلمة متقاعدة تقيم في ريف حمص، قالت لعنب بلدي، إن تكاليف ممارسة كامل الطقوس الرمضانية، بالحد الأدنى، عالية جدًا، دون وجود بدائل تناسب القدرة الشرائية للمواطنين.
وتعتمد نهلة خلال رمضان الحالي على طبق “العوامة” و”المشبك” في فقرة الحلويات بعد الإفطار، لأنها أرخص الأنواع تقريبًا.
وطال ارتفاع أسعار الحلويات الأنواع الشعبية منها، كـ”العوامة” و”المشبك” و”الهريسة”، إذ يتراوح سعر الكيلو الواحد منها بين 20 ألفًا و30 ألف ليرة.
المبيعات إلى النصف
قال بعض أصحاب محال الحلويات بدمشق، بحسب ما نقلته صحيفة “تشرين” الحكومية، قبل أيام، إن مبيعات المادة انخفضت للنصف خلال رمضان الحالي، قياسًا برمضان الماضي، بسبب ارتفاع تكلفة صناعتها.
عضو “الجمعية الحرفية للحلويات بدمشق وريفها” محمد الإمام، عزا ارتفاع أسعار الحلويات إلى التكلفة المرتفعة، إذ يتراوح سعر كيلو السمن بين 63 ألفًا و80 ألف ليرة سورية، بسبب استيراده، بينما يصل سعر القشطة إلى 25 ألف ليرة للكيلو الواحد، بالإضافة إلى ارتفاع أسعار المحروقات والغاز أيضًا في العام الحالي.
–
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :