شهدت خطوط التماس المشتركة بين مناطق سيطرة النظام وحلفائه، وما يقابلها من مناطق سيطرة فصائل المعارضة شمالي سوريا، توترات أمنية واشتباكات أسفرت عن قتلى وإصابات خلال الـ24 ساعة الماضية.
وأعلنت “هيئة تحرير الشام”، صاحبة النفوذ العسكري في إدلب، تنفيذ عملية “انغماسية” في مواقع لقوات النظام غربي حلب، هي الثالثة خلال شهر رمضان الحالي.
نفذ العملية مقاتلون في “لواء عبد الرحمن بن عوف” التابع لـ”الهيئة”، مساء الخميس 30 من آذار، على محور بلدة بسرطون بريف حلب الغربي.
ولا توجد إحصائية دقيقة لعدد القتلى، إذ تراوح بين أربعة وخمسة عناصر من قوات النظام، وتدمير “دشم”، مع عودة منفذي العملية دون خسائر، وفق ما ذكره إعلاميون عسكريون ومراصد عاملة في المنطقة.
من جهتها، ذكرت وزارة الدفاع في حكومة النظام أن قواتها تصدت لهجوم مجموعات، مساء الخميس، على محور بسرطون، وصدت صباح اليوم، الجمعة 31 من آذار، هجومًا في قرية الدانا بريف إدلب الجنوبي.
وأضافت أنها أوقعت أعدادًا من القتلى والجرحى في صفوف الفصائل، وتمكنت قواتها من سحب جثة متزعم المجموعة، ونشرت صورة له عبر “فيس بوك“.
ولم تعلن الوزارة عن وقوع قتلى أو إصابات في صفوف قواتها، إذ نادرًا ما يعلن النظام عن ذلك، في حين تنشر حسابات إخبارية موالية له معلومات عن سقوط قتلى، بالإضافة إلى منشورات نعي لعناصر من قواته في منطقة الاشتباك أو الاستهداف.
وفي 25 من آذار الحالي، نفّذ مقاتلو “لواء حمزة بن عبد المطلب” في “هيئة تحرير الشام” عملية “انغماسية” ضد مواقع قوات النظام على محور الرويحة بجبل الزاوية جنوبي إدلب.
وفي أول أيام شهر رمضان، هاجم مقاتلون في “لواء عمر بن الخطاب” التابع لـ”تحرير الشام” مواقع لقوات النظام في محور “الفوج 46” غربي حلب، كانت تستهدف من خلالها طرقات ومنازل المدنيين في قرى ريف حلب الغربي المحيطة بها.
وأسفرت العملية عن مقتل خمسة مقاتلين بـ”اللواء“، في 23 من آذار الحالي، في حين ذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) أن قوات النظام تصدت لهجوم “إرهابي” كبير، وقتلت 11 شخصًا.
24 “انغماسية” في ستة أشهر
ونشطت منذ نهاية أيلول 2022 العمليات “الانغماسية” التي تنفذها “تحرير الشام” أو فصائل أخرى منضوية معها في غرفة عمليات “الفتح المبين”، التي تدير العمليات العسكرية في محافظة إدلب وجزء من ريف حلب الغربي وريف اللاذقية، وسهل الغاب شمال غربي حماة.
ووصل عدد العمليات التي نفّذتها الفصائل إلى 24 عملية حتى اليوم، في مناطق متفرقة خلف خطوط التماس المحاذية لمناطق سيطرتها، بحسب رصد عنب بلدي عن مراسلين عسكريين ومؤسسة “أمجاد” التابعة لـ”تحرير الشام”.
وقال محللون وباحثون في الحركات الدينية لعنب بلدي، إن نشاط هذه العمليات يحمل رسائل متعددة الأبعاد للداخل المتمثل بكسب “الحاضنة الشعبية للثورة”، وللغرب ولتركيا، وإنها تريد التأكيد أنها تملك جاهزية قتالية عالية، يمكن الاعتماد عليها في مواجهة أي اتفاقات قد تؤدي إلى تسوية مع النظام.
وكذلك تريد “تحرير الشام” أن تقول إنها مستعدة لفتح جبهات مع النظام إن لم تكن التسويات التي تتم ملائمة لها، وإن عدوها الرئيس ما زال هو النظام، وهي ليست مجرد “منظمة إرهابية متشددة” تريد تدمير “الجيش الحر” (المعتدل).
اقرأ أيضًا: رسائل العمليات “الانغماسية” لـ”تحرير الشام” شمالي سوريا
–