رفعت حكومة النظام السوري، أسعار شراء محصول التبغ من المزارعين للموسم المقبل 2023- 2024، لصالح “المؤسسة العامة للتبغ”، بمقدار ألفين إلى ألفين و500 ليرة سورية، عن سعرها في الموسم الحالي، في خطوة بدت كزبادة دعم للمحصول “المربح”.
وبموجب القرار الصادر عن الحكومة، حددت النشرة سعر كيلو تبغ “التنباك” بـ7500 ليرة سورية، وكيلو تبغ “برلي” بـ7300 ليرة، و”فرجينيا” بـ8300 ليرة، وكل من أنواع “بريليب” وكاتريني” و”شك البنت” بـ9500 ليرة، و”بصما” بـ10500 ليرة، بحسب ما نقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا)، الخميس 30 من آذار.
وفي 2021، بلغت قيمة الأرباح الصافية التي حققتها “المؤسسة العامة للتبغ” نحو 15.8 مليار ليرة سورية، وزعت منها مبلغ 594 مليون ليرة على العاملين لديها، في آب 2022.
ويأتي القرار، بحسب بيان الحكومة، بهدف تشجيع المزارعين على تقديم تبوغ بمواصفات جيدة، وتحسين جودة المنتج النهائي، وتخفيض نسبة الهدر أثناء الفرز، وتركيز المزارعين وتشجيعهم على زراعة بعض الأصناف.
ومطلع العام الحالي، قال مدير الزراعة و البحث العلمي في “المؤسسة العامة للتبغ”، أيمن قره فلاح، إن المؤسسة استلمت 2000 طن تبغ من مختلف الأصناف منذ 13 من أيلول 2022 وحتى مطلع العام الحالي، تصل قيمتها إلى عشرة مليارات ليرة سورية، مشيرًا إلى أن الكميات التي لم تكن مستلمة بعد في ذلك الوقت لا تتجاوز أربعة آلاف طن.
ويزرع محصول التبغ في معظم المحافظات السورية أبرزها أرياف حماة واللاذقية، ودرعا والقنيطرة وحمص، وتأتي أهميته الاقتصادية من كونه يغني خزينة الدولة عبر الضرائب والأرباح، بالإضافة إلى زيادة الدخل القومي، وتأمين القطع الأجنبي، وتأمين حاجة السوق المحلية، بالإضافة إلى توظيف اليد العاملة.
التبغ “مدعوم”
تثار الانتقادات حول دعم محصول التبغ، أكثر من المحاصيل الاستراتيجية الأخرى كالقمح، إذ قال الباحث الزراعي، مجد درويش، في حديث لصحيفة “تشرين” الحكومية، نهاية العام الماضي، إن زراعة التبغ بدأت بالتوسع لتشغل مساحات في أراضي سهل الغاب، وقد تكون على حساب المحاصيل الاستراتيجية منها القمح.
واعتبر درويش، أن هذا التوسع يشكل نقطة إيجابية لمصلحة المؤسسة في كسب المزارعين لإنتاج هذا المحصول، لكنه في الوقت نفسه يشكل تحولًا سلبيًا في إمكانية تأمين إنتاج مستقر من القمح، بحسب رأيه.
ولا تعتبر زراعة التبغ سهلة كغيرها من المحاصيل الزراعية الأخرى، إذ تحتاج العملية إلى عدة مراحل حتى الوصول إلى مرحلة الإنتاج من جهة، وإلى خبرة محددة في زراعة هذا المحصول من جهة أخرى، بالإضافة إلى إشراف فنيين متخصصين.
وفي تقرير أعدته عنب بلدي، نهاية تموز 2021، قال عدد من مزارعي مدينة درعا، إن زراعة التبغ باتت مرغوبة لديهم أكثر من باقي المحاصيل، رغم أن زراعته تتطلب مجهودًا أكبر، لكونها تمر بالعديد من مراحل العمل، لكن تفرّده بـ”دعم الحكومة”، كتقديم المحروقات بأسعار “مدعومة”، بالإضافة إلى الأسمدة والأدوية والشتلات، جعل زراعتها مرغوبة أكثر.
اقرأ أيضًا: مستفيدة من الدعم الحكومي.. زراعة التبغ تنشط من جديد في درعا