رغم قرار غير معلَن برفع الأجور.. استمرار إضراب معلمين بدير الزور
يتواصل لليوم الرابع الإضراب في مدارس ومجمّعات تعليمية بالمناطق التي تسيطر عليها “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) بمحافظة دير الزور، إذ يطالب المعلمون المضربون بتحسين الواقع التعليمي، ورفع أجور الموظفين في هذا القطاع.
ولم يتوقف الإضراب، على الرغم من تقارير تفيد برفع “الإدارة الذاتية” لمنطقة شمال شرقي سوريا أجور الموظفين والعاملين في المؤسسات التابعة لها.
وتشهد مدارس بلدتي الشحيل وذيبان شرقي دير الزور، منذ 26 من آذار الحالي، إضرابًا عامًا احتجاجًا على تهميش العملية التعليمية وفساد إدارتها.
حسابات إخبارية محلية نشرت عبر مواقع التواصل الاجتماعي صورًا للافتات علّقها معلمون على أبواب المدارس في بلدة الشحيل، معلنين فيها إضرابًا عامًا حتى تحقيق مطالبهم، ترافقت مع مناشدات ودعوات للمشاركة في الإضراب.
ومع أن “الإدارة الذاتية” رفعت بشكل غير معلَن رواتب موظفيها، في 28 من آذار الحالي، استمرت المدارس بإغلاق أبوابها لليوم الرابع على التوالي، وسط دعوات لبقية مناطق المحافظة للمشاركة في الإضراب، بحسب ما قاله مدرّس من العاملين في مجمع “الفرات التعليمي” لعنب بلدي.
المدرس الذي تحفظ على اسمه لأسباب أمنية، أضاف أن مشكلة تدني رواتب المدرسين مستمرة منذ سنوات، ورغم وقفات احتجاجية عديدة ومطالب متكررة، لم تستجب “الإدارة” لها بشكل فعلي.
وقال المدرّس، إن الإضراب مستمر حتى تسلّم الرواتب التي وعدت بها سلطات المنطقة نهاية آذار الحالي، وتحقيق المطالب الأخرى.
وخلال الأشهر الماضية، قدمت “الإدارة الذاتية” وعودًا متكررة للكادر التعليمي في مجمع “الفرات” شمالي دير الزور بمعالجة مشكلاتهم، بدءًا من رواتب الموظفين وحتى تعيين حراس للمدارس التي تتعرض للسرقات بشكل دوري، إلا أن هذه الوعود لم تُنفذ، بحسب المدرس.
ويضاف إلى قائمة المشكلات الطويلة في القطاع التعليمي، مشكلة الفساد، إذ تقيل “الإدارة” موظفًا فاسدًا في مؤسستها التعليمية، ثم تعيد نقله إلى مكان آخر لـ”يمارس فساده فيه”، بحسب المصدر، ويطالب المضربون اليوم بشكل رئيس بإيجاد حل جذري للفساد المنتشر في المؤسسة.
ندوات موجهة ودعم مشروط
إلى جانب مطالب المدرسين بمكافحة الفساد ورفع أجور المدرسين، منعت “الإدارة الذاتية” مؤخرًا الدعم عن بعض المراكز التعليمية في محافظة دير الزور، بحسب ما قاله الناشط محمد العبيد، وهو من أبناء منطقة الشعيطات بدير الزور.
العبيد قال لعنب بلدي، إن دعم المنظمات كان مرتبطًا بدورات “التوعية الجنسية” للطلاب، وندوات في الصفوف المخصصة للإناث حول حقوق المرأة بـ”مفهومها الغربي”، وهو ما أثار حفيظة المجتمع المحلي الذي لم تراعِ هذه الندوات عاداته وتقاليده.
وأضاف أن أحدث هذه الندوات أطلقتها منظمة “جسور السلام” في منطقة الشعفة، وكان برنامجها تحت عنوان “تعليم الحاسوب للنساء”، إلا أن السكان تفاجؤوا بأن العنوان “خلبي”، وأن الندوة تتحدث عن “حقوق المرأة المسلوبة من قبل الرجال”.
حسابات محلية تداولت أخبارًا عن الندوة التي أطلقتها المنظمة، مشيرة إلى أن القائمين على الندوة هددوا باستدعاء قوات “الأمن الداخلي”، ومعاقبة النساء الراغبات بمغادرتها.
هذه الظروف، ومنع الدعم عن بعض المراكز التعليمية بدير الزور، بحسب الناشط، زادت من تردي الواقع التعليمي في المنطقة، وهو ما أسهم في إطلاق الإضراب الأخير.
“الإدارة” استجابت
رفعت “الإدارة الذاتية”، في 28 من آذار الحالي، الأجور الشهرية للعاملين في مؤسساتها إلى 520 ألف ليرة سورية كحد أدنى، بدءًا من الشهر الحالي.
ولم يرد الإعلان عبر المعرفات الرسمية لـ”الإدارة” كما يحصل عادة، إلا أن إذاعة “آرتا إف إم” المحلية نقلت عن الرئيس المشترك لهيئة المالية في “الإدارة الذاتية”، الدكتور أحمد يوسف، أن نسخة التعميم المتداولة حول زيادة رواتب موظفي “الإدارة” صحيحة.
وعدّل قرار “الإدارة” الذي جاء في تعميم داخلي اطلعت عنب بلدي على نسخة منه، كتلة الأجور الواردة في الموازنة العامة لعام 2023، اعتبارًا من آذار.
ورفع القرار الحد الأدنى للأجور من 160 ألف ليرة سورية إلى 520 ألفًا، مستثنيًا بعض العاملين في قطاع القضاء، إلى جانب استثناءات أخرى.
احتجاجات متكررة
لم تتوقف الاحتجاجات والإضرابات عن العمل وسط الكادر التعليمي في محافظة دير الزور منذ سنوات، وتزايدت في العامين الماضيين لأسباب مختلفة، إلا أن رواتب المعلمين هي المشكلة المشتركة المستمرة حتى اليوم.
وفي أيلول 2022، نظّم عشرات المعلمين وقفة احتجاجية ضمت معلمي بلدتي أبو حمام والكشكية شرقي دير الزور، بمناطق نفوذ “قسد”، للمطالبة بزيادة الرواتب، وتحسين وضع المدارس الخدمي.
ولم تستجب “الإدارة الذاتية” لمطالب السكان، بتعيين حراس لهذه المدارس منذ عدة أشهر.
ومع توسع رقعة الاحتجاجات حينها، لتشمل عشرات المدارس، اعتقلت “قسد” المدرس إياد الخليفة، خلال مداهمتها قرية الكبر غربي دير الزور، بعد أن ألقى بيانًا نيابة عن معلمي القرية، اعتراضًا على منهاج تعليمي أقرته “الإدارة الذاتية”.
اقرأ أيضًا: منهاج “مخالف للدين” طرحته “قسد” يتسبب بأزمة في دير الزور
الإضراب نفسه توقف واستؤنف أكثر من مرة، منذ آذار 2022، عندما احتج معلمون من محافظات الحسكة ودير الزور، معلنين عدة مطالب، على رأسها زيادة الرواتب الشهرية للمعلمين، وتحسين الخدمات في القطاع التعليمي.
وعندما وصل الإضراب إلى محافظة الرقة شمال شرقي سوريا، ردت “قسد” بحملات أمنية اعتقلت خلالها معلمين ممن امتنعوا عن مزاولة عملهم حينها.
تبع ذلك احتجاجات أخرى على خلفية قرار أصدرته “الإدارة”، يقضي بمنع النقاب في مدارسها ضمن المحافظة، إضافة إلى احتجاجات أخرى طالبت بتحسين الوضع المعيشي.
–
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :