أدرجت وزارة الخزانة الأمريكية قياديين سابقين في فصائل المعارضة جنوبي سوريا ضمن قائمتها الجديدة للعقوبات في سوريا ولبنان، إلى جانب أسماء كبيرة في النظام السوري، مثل سامر كمال الأسد، وخالد قدور، وبديع الأسد، وآخرين من الجنسية اللبنانية هما حسن دقو، ونوح زعيتر.
وتضمن إعلان الوزارة الذي رافقه إعلان عن عقوبات بريطانية أيضًا شمل الأسماء نفسها اليوم، الثلاثاء 28 من آذار، اسم القيادي السابق في “جيش اليرموك” عماد أبو زريق، إلى جانب مصطفى المسالمة الملقب بـ”الكسم” وهو قيادي سابق في فصائل المعارضة بمحافظة درعا أيضًا.
المشترك بين القياديَّين المعاقبَين هو أنهما انضما لقوات “الأمن العسكري” التابع للنظام السوري جنوبي سوريا، ويشتهران محليًا بكونهما مسؤولين عن تسيير عمليات تهريب المخدرات نحو الأردن.
من عماد أبو زريق؟
ينحدر عماد أبو زريق من بلدة نصيب في ريف درعا الشرقي، وهو لاعب كرة قدم سابق في فريق “الشعلة”، انضم إلى فصائل المعارضة المنضوية تحت لواء “الجيش الحر” مع اندلاع الثورة السورية عام 2011، وشغل منصب قائد عسكري في “جيش اليرموك” أحد أكبر فصائل “الجبهة الجنوبية” في درعا.
سيطر النظام السوري على محافظتي درعا والقنيطرة بعد “التسوية” التي أطلقها في تموز 2018، والتحق أبو زريق بقوات النظام مع مجموعة من مقاتليه لاحقًا.
وبحسب ما قاله قياديون سابقون في فصائل المعارضة لعنب بلدي، فإن أبو زريق اشتهر بعلاقته القوية بغرفة تنسيق الدعم الدولي للمعارضة السورية المعروفة باسم “موك” ومقرها الأردن.
وفي إحدى المعارك عام 2013، أصيب عماد أبو زريق خلال معركة ضد قوات النظام السوري برصاصة من عيار 23 مليمترًا، ما أسفر عن فقدانه ذراعه.
وسبق أن قاد بين عامي 2015 و2017 معارك ضد النظام السوري، كما قاد معارك ضد تنظيم “الدولة” المتحصن في حوض اليرموك غربي درعا حينها.
بعد تقدم قوات النظام السوري باتجاه مناطق الريف الشرقي، أغلق الأردن الحدود في وجه المدنيين، وفتح الطريق للقياديين ومن ضمنهم عماد أبو زريق الذي استقر فيها لأكثر من عام.
ومع بداية عام 2019، عاد أبو زريق من الأردن بتنسيق مع رئيس فرع “الأمن العسكري” في درعا، العميد لؤي العلي، إلى الجنوب السوري، واستقر فيه كقيادي محلي لدى “الأمن العسكري”.
عقب وصوله، عاد أبو زريق لتشكيل مجموعة من أبناء بلدة نصيب تتكون من 150 عنصرًا، مهمتها حماية معبر “نصيب- جابر” الحدودي بين سوريا والأردن.
واستفاد عماد أبو زريق من علاقته المباشرة مع لؤي العلي، إذ تمكن من استثمار “استراحة” (مطعم ومقهى) باسمه داخل معبر “نصيب”، ليستقر فيها بشكل دائم.
ومنذ عودته إلى الجنوب السوري، تعرض أبو زريق لمحاولات اغتيال متعددة، أحدثها في أيار 2022 بحي الكاشف بمدينة درعا عبر عبوة ناسفة.
وفي حزيران 2021، نجا من محاولة اغتيال على طريق النعيمة، سبقتها محاولة اغتيال مشابهة في آب 2020، خلال حضوره مباراة لكرة القدم في مدينة داعل بريف درعا الأوسط، كما نجا في حزيران من العام نفسه من حادثة تفجير قرب استراحته داخل معبر “نصيب”.
من مصطفى المسالمة؟
إلى جانب عماد أبو زريق، ورد اسم مصطفى المسالمة في قائمة العقوبات، نظرًا إلى ضلوعه بعمليات تهريب المخدرات من سوريا نحو الأردن، التي تتهم الولايات المتحدة النظام السوري بالوقوف خلفها.
وينحدر المسالمة المعروف محليًا باسم “الكسم” من مدينة درعا البلد، وشغل منصب قيادي في “لواء أحفاد خالد بن الوليد”، أحد فصائل غرفة “البنيان المرصوص” التي تصدت لاقتحام النظام في درعا البلد عام 2017، ضمن معركة “الموت ولا المذلة”.
وانضم “الكسم” بعد “تسوية” تموز 2018 لفرع “الأمن العسكري”، وصار إحدى أبرز أذرع العميد لؤي العلي في مدينة درعا.
واحتفظ “الكسم” بأسلحة ثقيلة من بينها مضادات أرضية، رغم أن فصائل المعارضة سلّمت أسلحتها الثقيلة بالكامل عقب “التسوية”، باستثناء “الكسم” و”اللواء الثامن”.
وقاد “الكسم” عمليات أمنية ضد خلايا متهمة بالانتماء لتنظيم “الدولة الإسلامية”، إذ هاجم، في تموز 2022، منزلًا يتحصن فيه القياديان إياد جعارة وعبيدة الديري، واشتبك معهما، إلا أنهما تمكنا من الفرار.
كما هاجم في أيلول من العام نفسه منزلًا يتحصن فيه القيادي “أبو قاسم العقرباوي”، المتهم بالتبعية للتنظيم أيضًا.
يعتبر “الكسم” منبوذًا وسط معارضي النظام في الجنوب السوري، إذ سبق ورفض قياديون محليون مشاركته في المعارك التي دارت في حي طريق السد، نهاية 2022، ضد متهمين في الانتماء لتنظيم “الدولة”، وذلك لعلاقته المباشرة بقوات النظام، بحسب ما صرح به قياديون سابقًا لعنب بلدي.
وتعرض “الكسم” لثماني محاولات اغتيال نجا منها جميعًا، أحدثها مطلع آذار الماضي، عندما استُهدف بسيارة مفخخة على طريق ضاحية درعا.
وفي شباط 2022، نجا “الكسم” من محاولة اغتيال إثر انفجار عبوة ناسفة على طريق الضاحية- سجنة بالقرب من مقره العسكري، إلى جانب استهدافه من قبل مجهولين بإطلاق نار مباشر في حي المطار، أحد أحياء المربع الأمني بدرعا، في حزيران 2021.
في تشرين الثاني 2020، أصيب “الكسم” بجروح بعد استهدافه بالرصاص المباشر من قبل مجهولين يستقلون دراجة نارية، لكنه خضع للعلاج على إثرها وعاد إلى عمله الطبيعي، كما استُهدف منزله بعبوة ناسفة في العام نفسه.
وفي أيار 2020، انفجرت عبوة ناسفة بسيارته قرب السوق الشعبية بحي المطار، إضافة إلى استهداف آخر طاله في كانون الثاني من العام نفسه.
–