أعاد تقرير لصحيفة “Mirror” (ميرور) البريطانية، الحديث عن حياة الترف والرفاهية التي يعيشها رئيس النظام السوري، بشار الأسد، وعائلته في القصور والطائرات الخاصة، بعد 12 عامًا من الحرب وحياة البؤس التي يعيشها الشعب السوري، فضلًا عن الزلزال المدمر الذي ضرب المنطقة مؤخرًا.
وذكر التقرير أن لا أحد يعرف بالضبط أين يعيش بشار الأسد وزوجته أسماء الأسد وأطفالهما الثلاثة، فلديهم عدة قصور في جميع أنحاء البلاد، وثروة تقدّر بمليارات الدولارات.
بتكلفة مليار دولار
وذكر التقرير ما جاء في سلسلة وثائقية أصدرتها شبكة “BBC” عام 2018، بعنوان “سلالة خطرة: بيت الأسد”، تتحدث عن عائلة الأسد التي تحكم سوريا منذ أكثر من 50 عامًا.
وجاء في السلسلة أن قصر “الشعب” الرئاسي في العاصمة دمشق يُستخدم بشكل أساسي لاستضافة اجتماعات مع القادة والمسؤولين الأجانب الزائرين، والصحفيين في بعض الأحيان، بدلًا من الإقامة العائلية.
ووظّف حافظ الأسد المهندس المعماري الياباني كينزو تانج لتصميم القصر الذي كلّف مليار دولار أمريكي، واكتمل في عام 1990، وفق السلسة الوثائقية المكوّنة من ثلاث حلقات.
الصحفي جيرمي بوين الذي زار القصر عام 2015، كتب أن الأسد يستضيف رفاقه على الكراسي ذات الذراعين، الموضوعة بعناية في الغرف ذات الأرضيات الرخامية اللامعة، واللوحات الكبيرة على الجدران.
وذكر تقرير نُشر عام 1989، أن غرفة واحدة زوّدت بـ125000 بلاطة رخامية إيطالية، بسعر 85 دولارًا للقطعة، أي ما يعادل 10.6 مليون دولار لغرفة واحدة.
القوة الصامتة والمراقبة
المنتقد للهندسة المعمارية والتصميم، البريطاني أوليفر وينرايت، كتب في صحيفة “الجارديان” عام 2013، أن جدران البناء الضخمة تحدد الأفنية الداخلية المخفية، وتمتد لتشمل مساحات من الزجاج الملون في نهاياتها، “جاثمًا فوق قمة التل مثل العيون الفارغة التي ترى كل شيء”.
وأضاف، “من المدينة أدناه، خليط من المباني السكنية الخرسانية والمساكن المنخفضة الارتفاع، لا يمكنك الهروب من الشعور بأنك تحت المراقبة من قبل بعض القوة الصامتة”.
ويعد القصر، وفق وينرايت، بمنزلة حصن على قمة تل يمتد عبر هضبة جبل المزة إلى الغرب من دمشق، يحيط به سور شديد الحراسة مرصع بأبراج مراقبة الحراسة، “يقف متلألئًا فوق المدينة مثل الأكروبوليس الحديث” (معبد أو متحف).
صُمم القصر في 1975، واشتهر مصممه المهندس المعماري الياباني الشهير كينزو تانج بتصميم متحف “هيروشيما التذكاري للسلام”، الذي بني في عام 1955.
استقال تانج قبل بدء البناء، تاركًا مشروع قصر “الشعب” ليتم تفسيره وإعادة تشكيله من قبل المقاولين المتعاقبين، لكنه يحتفظ بالسمات المميزة لنهجه البنيوي المجرد، وفق تقرير أوليفر وينرايت الذي حمل عنوان” قصر الأسد: نصب فارغ يردد ديكور الدكتاتور”.
حافظ الأسد لم يسكنه “تجنبًا لاغتياله”
وقيل إن حافظ الأسد لم يكن سعيدًا بالنتيجة، ولم يعش فيه أبدًا “تجنبًا لاغتياله كبطة جالسة على قمة التل”، مدّعيًا أن القصر لم يكن مخصصًا له، ولكن لخليفته، وفق وينرايت.
وذكرت صحيفة “ميرور” أن البعض كانوا يعتقدون أن عائلة الأسد مختبئة في مخبأ عميق تحت دمشق، والبعض الآخر اعتقد أن الرئيس وزوجته قد انتقلا إلى قصر شديد الحماية بالقرب من مدينة اللاذقية.
ويقع قصر “اللاذقية” على حافة منحدر بجوار البحر، حتى تتمكن الأسرة من الفرار في قارب إذا تعرضت للحصار، وفق الصحيفة البريطانية.
ويعيش الأسد وعائلته حياة رفاهية وترف، في حين يعيش 90% من السوريين تحت خط الفقر، وأكثر من 13 مليون شخص داخل سوريا بحاجة إلى المساعدة الإنسانية، منهم ما يقرب من ستة ملايين طفل.
وبلغ عدد الأشخاص الذين هم بحاجة إلى رعاية صحية 15 مليونًا، بالإضافة إلى 6.9 مليون نازح داخل سوريا و5.6 مليون لاجئ في الدول المجاورة، وفق تقرير سنوي لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (OCHA)، صدر في 25 من كانون الثاني الماضي.
وبلغ متوسط الراتب الشهري في سوريا خلال عام 2022 نحو 146 ألف ليرة سورية (حوالي 19 دولارًا)، و50% من الموظفين معدل رواتبهم 146 ألفًا أو أقل، بحسب موقع “Salary explorer” المختص بأرقام سلم الرواتب.
–