عادت صهاريج لنقل النفط إلى مناطق سيطرة النظام قادمة من معبر “التايهة” دون حمولتها المعتادة، بعد انقطاع خط المرور نحو المعبر الواصل بين مناطق سيطرة النظام ومناطق نفوذ “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) شرق نهر “الفرات”.
وبدأت، الاثنين 27 من آذار، معظم الصهاريج بالعودة إلى مدينة حمص خالية الوفاض.
وتوقف عمل صهاريج نقل النفط قبل عدة أيام حتى إشعار آخر، بالتزامن مع التصعيد الأحدث بين قوات التحالف الدولي وميليشيات إيرانية شمال شرقي سوريا.
وأفاد مراسل عنب بلدي في حمص، أن خط نقل النفط عن طريق شركة “قاطرجي” كان يعمل بالحد الأدنى، بحسب القوافل التي سجلت تراجعًا كبيرًا في حركتها، قياسًا بوضعها الاعتيادي خلال السنوات الماضية.
وقُتل مقاول مدني أمريكي، وأصيب ستة أمريكيين آخرين في قاعدة أمريكية بشمال شرقي سوريا، عبر هجوم بطائرة دون طيار، في 23 من آذار الحالي، قال مسؤولون أمريكيون إنها من “أصل إيراني”.
وفي ذات اليوم، ردت مقاتلتان أمريكيتان من طراز “F-15 E” انطلقتا من قاعدة أمريكية في قطر على الهجوم بشن غارات جوية على مواقع ميليشيات مرتبطة بـ”الحرس الثوري الإيراني”، وهو ما دفع الأخيرة إلى شن هجوم صاروخي عبر طائرات مسيّرة في اليوم التالي أدى إلى إصابة أمريكي.
انقطاع الخط وإغلاق “التايهة”
ذكر أحد سائقي صهاريج نقل النفط العائدة، لعنب بلدي، أن عملهم الروتيني يقتضي نقل المحروقات من مناطق شمال شرقي سوريا إلى مصفاة “حمص” لتكريره وتصفيته.
وأضاف أن بعض السائقين يتوقعون أن تتوقف المصفاة عن العمل، في حال استمر الوضع على ما هو عليه اليوم.
وأكد السائق، طلب عدم ذكر اسمه لأسباب أمنية، أن السيارات التي وصلت مؤخرًا إلى ساحة معبر “التايهة” للعبور إلى شرق نهر “الفرات” (مناطق نفوذ “قسد”) عادت أدراجها بعد انقطاع الخط بالكامل حتى إشعار آخر.
إغلاق المعبر أمام صهاريج “قاطرجي” جاء تزامنًا مع رفض النظام السوري إدخال قافلة مساعدات نظمتها “قسد” سابقًا بغية إرسالها كدعم من المعبر نفسه للمناطق المتضررة من الزلزال الذي ضرب الشمال السوري وجنوبي تركيا، بحسب وكالة “هاوار” (مقرها شمال شرقي سوريا).
ولم يعلّق أي من الجانبين على التفاصيل التي أدت إلى إيقاف مرور القوافل عبر معبر “التايهة” بشكل رسمي حتى لحظة تحرير هذا الخبر.
ومنذ عام 2021، عقد النظام اتفاقًا مع “قسد”، يقضي بنقل 500 صهريج من المحروقات بشكل أسبوعي من مناطق سيطرتها شمال شرقي سوريا إلى النظام، وإرسال 100 صهريج إلى المناطق الخاضعة لنفوذها في مدينة حلب وريفها الشمالي (الشيخ مقصود والمناطق المحيطة بها).
وعُلّق هذا الاتفاق مرارًا خلال أوقات زمنية متفرقة، نتيجة إشكاليات بين الجانبين، لكنه سرعان ما عاد للعمل.
واعتمد النظام السوري، خلال السنوات الماضية بعد بدء الصراع، على أسماء ظهرت “فجأة” في عالم الاقتصاد، ولا تملك تاريخًا في العمل الاقتصادي أو المالي، وتبوأت مراكز وأنشطة اقتصادية تعد تاريخيًا من مجالات نشاط عائلة الأسد، من بينها شركة “قاطرجي”، بحسب دراسة لمركز “حرمون للدراسات”.
وتسيطر “قسد”، منذ نحو ست سنوات، على منابع النفط في محافظتي الحسكة ودير الزور بدعم من القوات الأمريكية المنتشرة في المنطقة، وتعمل على بيع النفط عبر وسطاء محليين إلى ثلاث جهات رئيسة، هي النظام عبر شركة “قاطرجي”، ومناطق المعارضة عبر شركتي “الروضة” و”الحزواني”، بالإضافة إلى ما تستهلكه السوق المحلية، وبعض الكميات التي تهرّب إلى شمالي العراق.
–