معظمها سورية.. مشاريع تبرز خبرات متنوعة في “تحدي الزلزال”
“كنا نبحث عن طريقة نستطيع من خلالها الاستجابة للكارثة باستخدام خبراتنا ومعرفتنا”، هذا الدافع الذي اتفق عليه أصحاب المشاريع الفائزة في “تحدي الزلزال” المخصص لتطوير الأفكار المصممة للاستجابة للمتضررين.
في 12 من آذار الحالي، اختتم “كور اسطنبول” و”شبكة الشرق الشبابي” التحدي بعد أسبوع على انطلاقه، معلنين فوز ستة مشاريع، معظمها لسوريين، من أصل 20 مشروعًا.
ويهدف التحدي لجمع طاقات الشباب العربي وتنظيمها بما يسهم بتخفيف أثر الكارثة، وفق ما قاله المنسق الإعلامي للحملة، عبد الله غليون، لعنب بلدي في مقر “كور اسطنبول”.
وأضاف غليون أن كل شخص حاول تقديم المساعدة للمتضررين بمختلف الطرق المتاحة، وباعتبار لدى العاملين بـ”كور اسطنبول” خبرة في ريادة الأعمال، قرر الفريق الاستفادة منها من خلال إطلاق التحدي لتطوير مشاريع فعّالة وقابلة للتطبيق.
التنوع حاضر
المشرف على التحدي من “منتدى الشرق الشبابي”، عبد العزيز خالد، قال لعنب بلدي، إن المشاريع الفائزة بالتحدي تنوعت بتنوع خبرات المشاركين، وقدراتهم على تطويعها بما يتناسب مع الاحتياجات التي خلّفها الزلزال.
وأضاف خالد أن هذا التنوع لبّى توقعات القائمين على التحدي، إذ كان الهدف أن يخدم مختلف مساحات العمل.
وبدأ فريق “النادي العلمي النفسي” بعد وقوع الزلزال بالعمل على مساعدة المتضررين من خلال إطلاق برنامج دعم نفسي استجابة للكارثة، لإيمانه بأن خدمات الصحة النفسية أولوية، بحسب ما قالته إحدى أعضاء الفريق الفائز بالتحدي لينا النمر.
أضافت لينا أن الفريق عمل على تقديم الخدمات بحسب خبراته، لكنه كان بحاجة إلى مزيد من التنظيم ليكون عمله أكثر فعالية، ما دفعهم للمشاركة بالتحدي.
من جانب آخر، دفعت الكارثة فريق “معماريا”، وهو أحد المشاريع الفائزة، للبحث عن حلول مستدامة لأبنية مقاومة للزلازل، بالإضافة إلى البحث عن أفكار لمنازل مؤقتة لإيواء المتضررين من الزلزال، بحسب ما قالته بتول غنام إحدى أعضاء الفريق لعنب بلدي.
وأضافت أن إيمان الفريق بأهمية الإيواء بعد الكارثة، والعثور على طريقة قابلة للتطبيق تجعل الأبنية آمنة ومقاومة للزلازل، دفعته للبحث عن طريقة لتطوير المشروع من خلال التحدي.
وشارك في أحد المشاريع الفائزة المهندسان عبادة الدبش وعمران جاسم، ويقوم مشروعهما على توفير أثاث يشكّل “مثلث الحياة”، ويتحمّل أوزانًا ثقيلة تمكنه من حماية سكان المنزل في حال حدوث زلزال، وفق ما قاله عبادة لعنب بلدي.
كما تضمنت المشاريع الفائزة أفكارًا لتنسيق العمل التطوعي وجمع التبرعات، و”روبوتات” يمكن أن تشارك بعمليات الإنقاذ.
خطوات “واقعية”
انقسمت المشاريع الفائزة في التحدي إلى مسارين، الأول في طور الفكرة، أي أن المشروع لم يطبّق بعد، والثاني “MVP”، ويضم المشاريع الموجودة قبل التحدي لكنها بحاجة إلى تطوير لتصبح أكثر قابلية للتطبيق، وفق ما قاله المنسق الإعلامي للتحدي، عبد الله غليون.
وأضاف غليون أن من أبرز معايير اختيار المشاريع الناجحة، أن يكون المشروع واقعيًا وقابلًا للتطبيق، مشيرًا إلى وجود عديد من الأفكار الجيدة التي تقدمت للتحدي لكن تطبيقها غير ممكن ضمن الإمكانيات المتاحة.
ورغم توفر أثاث مقاوم للزلازل مسبقًا، يرى عبادة الدبش أن ذلك الأثاث بتصميمه الحالي يعد حلًا غير فعال بسبب ثقل وزنه وارتفاع تكلفة إنتاجه، ما دفعه وشريكه للاستفادة من خبراتهما وتصميم أثاث يمكن أن يوفر حلًا أكثر فعالية.
وأوضح عبادة أن الأثاث الذي يقدمه المشروع سيستخدم مواد لا تختلف عن الأثاث العادي، لكنّ تصميمه على أسس هندسية يجعله قادرًا على توفير الحماية.
من جهته، بدأ فريق “النادي العلمي النفسي” بتنفيذ مشروعه، إذ يعمل على تقديم خدمات مجانية ضمن ثلاثة محاور مرتبطة بالدعم النفسي، تشمل دورات تدريبية على تقديم الإسعاف النفسي، ودعمًا نفسيًا للمتضررين، بالإضافة إلى تقديم علاج نفسي للحالات التي تتطلب ذلك.
ما “تحدي الزلزال”؟
صُمم “تحدي الزلزال” على طريق “الهاكاثون”، ويعني اجتماع أشخاص يشتركون بالاهتمامات والمهارات لتبادل الخبرات والبدء ببناء مشروع من الصفر أو تطوير مشروع موجود مسبقًا خلال مدة تتراوح بين 36 ساعة و48 ساعة.
واختار القائمون على التحدي أسلوب “الهاكاثون” بسبب رغبتهم بتقديم استجابة فعّالة ضمن وقت قصير، وفق ما قاله المشرف على الحدث، عبد العزيز خالد.
وتضمن التحدي ورشات عمل مركزة مع خبراء ومختصين في مجال تطوير المشاريع، لتطوير مهارات المشتركين بالتحدي ومساعدتهم على تحديد الفئة المستهدفة والجهات القادرة على دعم مشاريعهم.
وحصلت المشاريع الستة الفائزة على مساحة عمل لمدة ثلاثة أشهر، وفرصة للحصول على تمويل من قبل مؤسسة “SEED” (متخصصة في التمكين الاقتصادي والتنمية المستدامة)، بالإضافة إلى استشارات مستمرة من قبل مجموعة من الخبراء.
“كور اسطنبول”، بحسب موقعه الرسمي، مؤسسة متخصصة بقطاع ريادة الأعمال التركية- العربية في تركيا، أسستها نخبة من الشباب التركي والعربي، بدعم من رجال أعمال ومنظمات دولية، وهي تعمل على تحقيق تمكين اقتصادي للشباب التركي والعربي في مختلف القطاعات الاقتصادية، داخل وخارج تركيا.
كما تهدف “شبكة الشرق الشبابي” إلى معالجة التحديات العالمية من خلال برامج وأنشطة صُممت للإسهام في بناء عالم أكبر عدالة، بحسب موقعها الرسمي.
–
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :