شهدت أسعار زيت الزيتون في محافظة درعا جنوبي سوريا أرقامًا غير مسبوقة خلال العام الحالي، نتيجة عدة أسباب.
وتعد محافظة درعا من المحافظات المنتجة للزيتون، إلا أن ارتفاع الأسعار ارتبط بشكل مباشر بسماح حكومة النظام بتصدير كمية محددة من المادة من موسم العام الماضي، فضلًا عن تراجع نسبة الزيت في الثمار، بالإضافة إلى جني بعض الفلاحين محصول الزيتون مبكرًا، وبيعه قبل موعد عصره.
ووصل سعر تنكة زيت الزيتون (سعة 16 ليترًا) إلى نحو 400 ألف ليرة سورية، بزيادة قدرها ضعفان على الموسم الماضي، ما دفع الأهالي للاقتصاد باستهلاك المادة قدر الإمكان.
في تشرين الأول 2022، سمحت حكومة النظام السوري بتصدير 45 ألف طن كحد أقصى من مادة زيت الزيتون، حتى نهاية عام 2022، وأسهم القرار بزيادة الطلب على المادة، وبالتالي ارتفاع سعرها.
وزير الزراعة، محمد حسان قطنا، برر السماح بتصدير الزيت بأن إنتاج سوريا المتوقع للموسم الماضي كان نحو 125 ألف طن، وأن الكميات الموافق على تصديرها هي من فائض الإنتاج.
أحمد (38 عامًا) من مزارعي ريف درعا الغربي، يملك 25 دونمًا مزروعة بالزيتون، قال لعنب بلدي، إن ارتفاع أسعار الزيتون وزيت الزيتون في العام الحالي حقق له ربحًا ماليًا لم يكن يتوقعه، وسط غلاء أسعار المحروقات والأسمدة.
ومن الأسباب التي أثرت على كميات زيت الزيتون جني المحصول مبكرًا، وبيعه كزيتون للمائدة للإسراع بالحصول على عائد مالي.
عبد الكريم (55 عامًا)، يملك مزرعة زيتون في ريف درعا الغربي، قال لعنب بلدي، إنه جنى محصوله مبكرًا هذا العام، للحصول على مردود مالي، إذ كان سعر كيلو الثمار يتجاوز 3500 ليرة سورية، وكذلك لحماية المحصول من عمليات السرقة، الأمر الذي أدى إلى ارتفاع سعر زيت الزيتون لاحقًا.
الغلاء متكرر
اعتاد سكان محافظة درعا تخزين مادة زيت الزيتون بعد انتهاء مرحلة العصر نهاية كل عام، ولكن الارتفاع المستمر حرم السكان تخزين هذه الكميات الضرورية في المنزل.
وقالت سلام (35 عامًا)، إنها كانت سابقًا تخزن ما يقارب خمس تنكات للعام الكامل، في حين أنها لم تتمكن إلا من تخزين تنكتين فقط، وهي كمية لا تكفيها طوال أيام العام.
غسان (30 عامًا) من سكان مدينة درعا، قال لعنب بلدي، إن الزيوت من الضروريات في المنزل، وغلاؤها يشكّل عبئًا ماليًا على السكان، مضيفًا أنه كان من المتوقع انخفاض أسعار زيت الزيتون بعد بدء موسم العصر، إلا أن غلاءه كان مفاجئًا.
وتبلغ المساحة الإجمالية لمحصول الزيتون في محافظة درعا نحو ثلاثة آلاف هكتار، في حين يصل عدد أشجار الزيتون إلى أربعة ملايين و716 شجرة، منها ثلاثة ملايين و722 شجرة طور الإنتاج، بحسب تقديرات مديرية الزراعة بدرعا.
–