يأتي موسم دراما رمضان 2023 مخالفًا لكثير من الوعود التي أطلقها قبل بداية العرض ودخول الأعمال الدرامية مضمار التنافس، ليخرج أعمالًا من جدول العرض في اللحظات الأخيرة من جهة، إلى جانب ظهور بعض الأعمال بصورة لا توازي حجم الاحتفاء الذي سبق بدء عرضها، مع بروز بعض الأعمال بشكل واضح غطّى على أعمال أخرى منذ الأيام الأولى للموسم.
وعلى مستوى الدراما المشتركة (سورية- لبنانية) التي تتجلى بثلاثة أعمال، أنتجت اثنان منها شركة “سيدرز آرت برودكشن” (صباح إخوان)، يأتي مسلسل “النار بالنار” حاملًا بعضًا من صورة السوريين في لبنان، التي قدمها كاتب العمل رامي كوسا في مسلسله السابق “أولاد آدم” قبل عامين، وهي صورة مشوّهة ناقصة، لا تعكس كثيرًا من الواقع الذي تنشد تجسيده.
في “النار بالنار”، يظهر “عمران”، ويؤدي دوره عابد فهد، كمواطن سوري يقيم في لبنان، يتحكم بالمعنى الحرفي بالحي اللبناني الفقير، فيبتز الناس، ويقرضهم المال بالربا والفائدة الفاحشة، كما تؤدي كاريس بشار دور امرأة سورية ذات شخصية عدوانية نسبيًا، تحمل في جيبها “موس كبّاس”، وتخلع حذاءها أمام كل باب تدخله.
كما لا يعتبر “النار بالنار” العمل الوحيد الذي يقدّم السوريين بطريقة غير موضوعية أو ناقصة، ففي مسلسل “وأخيرًا” من بطولة قصي خولي ونادين نجيم، يبدو البطل القادم إلى لبنان عام 2011 شخصًا صاحب أرشيف مشكلات أدخلته السجون اللبنانية لأكثر من مرة.
وفي أبعد هذه الأعمال في إطارها العام عن الواقع، “للموت 3″، فالسوري هنا رفيق اللبناني في الأعمال الممنوعة وغير القانونية، فالمسلسل يبذل الكثير من الحوار ويستثمر في الحكاية لمنح أبطاله مبررات نابعة من الماضي القاسي لخطاياهم في الوقت الراهن.
https://www.youtube.com/watch?v=2gR295iaCkU
“الزند” في الصدارة
بالنسبة للأعمال السورية، يتصدر مسلسل “الزند” اهتمام المشاهدين على منصة “شاهد”، على أكثر من مستوى، فالعمل الذي يتخذ من الصراع بين الفلاح ورجال الإقطاع نواة درامية لحبكته، يقدّم حوارًا غنيًا، وصورة جذابة قدم فيها المخرج سامر البرقاوي ما يبعد العمل عن إطاره المحلي، رغم تقديمه بلهجة ساحلية قد لا تكون واضحة لدى مختلف شرائح المشاهدين، ما لم يستعينوا بالترجمة إلى العربية عبر منصات المشاهدة.
كما يتابع مسلسل “حارة القبة 3” مساره السابق مقتربًا نسبيًا من التكرار عبر إعادة حادثة وفاة أحد أبناء “أبو العز”، بطل العمل، وهو ما حدث في الموسم السابق، ما يعني كشف الكثير من أوراق العمل قبل طي الأسبوع الأول من حلقات الشهر الكريم.
وفي مسلسل “ابتسم أيها الجنرال” الذي فتح أبوابه على فضيحة جنسية فجّرها أحد المقربين السابقين من النظام الحاكم، تسير الأحداث ببطء، متكئة على خيط درامي واحد دون حكايات موازية أو خطوط درامية رديفة تغذّي القصة وتطيل من عمر الحلقة التي سرعان ما تنتهي، فالجنرال الذي يدور العمل حوله وحول عائلته لم يثبت نفسه بعد أمام الشاشة.
ورغم إثارته ملامح مشكلة سياسية قابلة للتطور مع مجرد الإعلان عن عرضه في رمضان، على شاشة “MBC”، خرج مسلسل “معاوية” من السباق الرمضاني، دون توضيح تفاصيل، وفق ما ذكرته منصة “شاهد”.
وبذلك يضاف العمل إلى مسلسلين استبعدا من الموسم، هما “الحشاشين” و”ألف ليلة وليلة”.
كما أدخلت منصة “شاهد” بشكل مفاجئ مسلسل “سفر برلك” على جدول الأعمال التي تعرضها في رمضان، بعد حديث عن تأجيل العمل منذ نحو عامين، لاعتبارات سياسية.
–